الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة أخرى له صلى الله عليه وسلم مع جبريل في ذلك
وعند الطبراني بإسناد حسن والبيهقي عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصَّفا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد سُفَّة من دقيق ولا كف من سَوِيق» ، فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هَدَّة من السماء أفزعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمر الله القيامة أن تقوم؟» قال: لا، ولكن أمر الله إسرافيل عليه السلام، فنزل إليك حين سمع كلامك، فأتاه إسرافيل فقال: إن الله سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أن أعرض عليك أن أُسيِّر معك جبال تِهامة زُمرُّداً وياقوتاً وذهباً وفضة فعلت، فإن شئت نبياً مَلِكاً، وإن شئت نبياً عبداً؟، فأومأ إليه جبريل أن تواضع، فقال:«بل نبياً عبداً» - ثلاثاً - كذا في الترغيب، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. انتهى.
حديث أبي أمامة رضي الله عنه في هذا الأمر
وعند الترمذي - وحسنَّه - عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عرض عليَّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً - أو قال ثلاثاً أو نحو هذا - فإذا جعتُ تضرَّعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك» . كذا في الترغيب.
حديث علي رضي الله عنه في ذلك
وعند العسكري عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتاني ملك فقال: يا محمد، إنَّ ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئتَ جعلتُ لك بطحاء مكة ذهباً» ، قال فرفع رأسه إلى السماء وقال: لا يا رب، أشبع يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأسألك» ، كذا في الكنز.
قصة دية قتيل مشرك في ذلك
وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً من المشركين قتل يوم الأحزاب، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنِ إبعثْ إِلينا بجسده، ونعطيهم إثني عشر ألفاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا خير في جسده ولا في ثمنه» . وعند أحمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إدفعوا إليهم جيفته؛ فإنه خبيث الجيفة، خبيث الدية» ؛ فلم يقبل منهم شيئاً. وأخرجه الترمذي أيضاً وقال: غريب. كذا في البداية. وعند ابن أبي شَيْبة عن عكرمة أنَّ نوفل - أو ابن نوفل - تردَّى به فرسه يوم الخندق فقُتل، فبعث أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بديته مائة من الإِبل، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:«خذوه؛ فإنه خبيث الدية، خبيث الجيفة» . كذا في الكنز.
قصة حلّة ذي يزن
وأخرج ابن جرير عن عروة أن حكيم بن حِزَام رضي الله عنه خرج إلى
اليمن فاشترى حلّة ذي يَزَن، فقدم بها المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهداها له، فردّها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:«إنّا لا نقبل هدية مشرك» ، فباعها حكيم فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت له، فلبسها ثم دخل فيه المسجد؛ قال (حكيم) : فما رأيت أحداً قطُّ أحسن منه فيها، لكأنه القمر ليلة البدر فما ملكت نفسي حين رأيته كذلك أن قلت:
وما تنظر الحكّام بالحكم بعدما
بدا واضحٌ ذو غُرَّة وحُجُولِ
إِذا واضحوه المجدَ أربى عليهم
بمفترغ ماء الذِّناب سجيلِ
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا في الكنز. وأخرجه الطبراني عن حكيم بن حزم بنحوه، كما في المجمع وقال: وفيه يعقوب بن محمد الزهري وضعَّفه الجمهور وقد وُثِّق. انتهى.
وعند الحاكم نحكيم بن حِزَام قال: كان محمد النبي صلى الله عليه وسلم أحبَّ الناس إليّ في الجاهلية، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة خرج حكيم بن حزام الموسم، فوجد حلّة لذي يَزَن تُباع بخمسين درهماً، فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم به عليه وأراده على قبضها فأبى عليه. قال عبيد الله: حسبت أنه قال: إنّا لا نقبل من المشركين شيئاً، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن» ، فأعطيتها إياه حتى أتى المدينة، فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أرَ شيئاً قط أحسن منه فيه يومئذٍ، ثم أعطاها أسامة بن زيد رضي الله عنهما؛ فرآها حكيم على
أسامة فقال: يا أسامة أنت تلبس حلَّة ذي يزن؟ قال: نعم، لأنا خير من ذي يَزَن، ولأبي خير من أبيه، ولأمي خير من أمه قال حكيم: فانطلقت إلى مكة أعجِّبهم بقول أسامة. قال الحاكم: وهذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه، وقال الذهبي: صحيح.
قصة هدية فرس وناقة في ذلك
وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن بُريدة قال: حدثني عمُّ عامر بن الطفيل العامري أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً، وكتب إليه عامر أنه قد ظهر فيَّ دُبَيلة فابعث إليَّ دواء من عندك، قال: فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم الفرس لأنه لم يكن أسلم وأهدى إلي عُكَّة من عسل وقال: «تداوَ بها» .
وعنده أيضاً عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ملاعب الأسِنَّة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية، فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإِسلام، فأبَى أن يسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «فإني لا أقبل هدية مشرك» . كذا في كنز العمال.
وأخرج أبو داود، والترمذي - وصحَّحه - وابن جرير، والبيهقي عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية - أو ناقة - فقال:«أسلمت؟» قال: لا، قال:«فإني نُهيت عن زبْد المشركين» . كذا في الكنز.
رد أبي بكر الصديق رضي الله عنه المال قصة ردِّه رضي الله عنه وظيفته من بيت المال
أخرج البيهقي عن الحسن أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنَّ أكيسَ الكَيْس التقوى - فذكر الحديث، وفيه: فلما أصبح غدا إِلى السوق فقال له عمر رضي الله عنه: أين تريد؟ قال: السوق، قال: قد جاءك ما يشغلك عن السوق، قال: سبحان الله، يشغلني عن عيالي قال: نفرض بالمعروف؛ قال: ويحَ عمر إِني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئاً. قال: فأنفقَ في سنتين وبعض أخرى ثمانية آلاف درهم، فلما حضره الموت قال: قد كنت قلت لعمر: إني أخاف أن لا يسعَني أن آكل من هذا المال شيئاً، فغلبني؛ فإذا أنا متُّ فخذوا من مالي ثمانية آلاف درهم وردوها في بيت المال قال: فلما أُتي بها عمر قال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده تعباً شديداً.
ما وقع بينه وبين أم المؤمنين عائشة في هذا الأمر
وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال: جاءت عائشة رضي الله عنها إلى أبي بكر رضي الله عنه وهو يعالج ما يعالج الميت ونَفَسُه في صدره، فتمثَّلَتْ هذا البيت:
لعمرُك ما يغني الثراءُ عنِ الفتى
إذا حَشْرجَتْ يوماً وضاق بها الصدر
فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذاك يا أم المؤمنين ولكن {وَجَاءتْ