الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهله، وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما؛ فنزل فينا {وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ، فكانت التهلكة في الإِقامة في الأهل والمال وترك الجهاد. وأخرجه أيضاً عبد بن حُميد في تفسيره، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن مَرْدَوَيْه، وأبو يَعْلى في مسنده، وابن حِبَّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وقال الحاكم: على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه. كذا في تفسير لابن كثير.
التهديد والترهيب لمن اشتغل بالزراعة وترك الجهاد إنكار عمر على عبد الله العنسي
أخرج ابن عائذ في المغازي عن يزيد بن أبي حبيب قال: بلغ عمر بن الخطاب أنَّ عبد الله بن الحرّ العنسي رضي الله عنهما زرع أرضاً بالشام، فأنهب زرعه وقال: إنطلقت إلى ذلَ وصَغار في أعناق الكبار، فجعلته في عنقك. كذا في الإِصابة.
إنكار عبد الله بن عمرو بن العاص على رجل ترك الجهاد
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال: مرّ
بعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما نفر من أهل اليمن، فقالوا له: ما تقول في رجل أسلم فحسن إسلامه، وهاجر فحسنت هجرته، وجاهد فحسن جهاده، ثم رجع إلى أبويه باليمن فبرّهما ورحمهما؟ قال: ما تقولون أنتم؟ قالوا نقول: قد ارتدّ على عقبيه.d قال: بل هو في الجنة؛ ولكن سأخبركم بالمرتد على عقبيه: رجل أسلم فحسن إسلامه، وهاجر فحسنت هجرته، وجاهد فحسن جهاده، ثم عَمَدَ إلى أرض نَبَطيّ فأخذها منه بجزيتها ورزقها، ثم أقبل عليها يعمّرها وترك جهاده، فذلك المرتد على عقبيه.
السرعة في السير في النفر في سبيل الله لاستئصال الفتنة قصة غزوة المُرَيْسيع
أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا في غزاة - قال سفيان مرة: في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار؛ فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال دعوى جاهلية؟» قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال:«دعوها فإنَّه منتنة» . فسمع بذلك عبد الله بن أبيّ فقال: فَعَلوها؟؛ - والله - لئن رجعنا إلى المدينة ليخرِجنّ الأعزّ منها الأذلّ. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقام عمر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله دَعْني أضربْ عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «دَعْه، لا يتحدّث الناس أنَّ محمداً يقتل أصحابه» . كانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد. وأخرجه أيضاً مسلم، والإِمام أحمد، والبيهقي عن
جابر رضي الله عنه بنحوه؛ كما في التفسير لابن كثير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير، وعمرو بن ثابت الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة المُرَيْسيع، - وهي التي هدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها مناة الطاغية التي كانت بين قفا المشلَّل وبين البحر - فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه فكسر مَناة، فاقتتل رجلان في غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك، أحدهما من المهاجرين والآخر من بَهْز - وهم حلفاء الأنصار - فاستعلى الرجل الذي من المهاجرين على البهزيّ، فقال: يا معشر الأنصار، فنصره رجال من المهاجرين، حتى كان بين أولئك الرجال من المهاجرين والرجال من الأنصار شيء من القتال. ثم حُجز بينهم، فانكفأ كل منافق أو رجل في قلبه مرض إلى عبد الله بن أبيّ بن سلول. فقال: قد كنت تُرجى وتَدفع فأصبحت لا تضرّ ولا تنفع، قد تناصرت علينا الجلابيب - وكانوا يَدْعون كل حديثِ الهجرة الجلابيب - فقال عبد الله بن أُبيّ - عدو الله - والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ. قال مالك بن الدُّخشْن - وكان من المنافقين -: ألم أقل لكم لا تنفقوا على من عندَ رسول الله حتى ينفَضُّوا؟ فسمع بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إئذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس أضربْ عنقه - يريد عمر رضي الله عنه عبد الله بن أُبيّ -. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر:«أوَ قاتله أنت إن أمرتك بقتله؟» فقال: عمر: نعم - والله - لئن أمرتني بقتله لأضربنَّ عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلس. فأقبل أُسَيد بن حُضَير رضي الله عنه وهو أحد الأنصار ثم أحد بني عبيد الأشهل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إئذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس أضربْ عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوَ
قاتله أنت
إن أمرتك بقتله؟ قل: نعم - والله - لئن أمرتني بقتله لأضربنّ بالسيف