الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«ما على عثمان ما عمل بعد هذا» . وأخرجه البيهقي وقال: ثلاث مرات، وإنه التزم بثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها. قال عبد الرحمن: فأنا شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: «ما ضر عثمان بعدها» أو قال: «بعد اليوم» ، كذا في البداية. وأخرجه أبو نعيم في الحِلْية بنحوه.
حديث عبد الرحمن بن سمرة في
إنفاق عثمان في جيش العسرة
وأخرج الحاكم عن عبد الرحمن بن سَمُرة رضي الله عنه قال: جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة ففرَّغها عثمان في حِجْر النبي صلى الله عليه وسلم قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلِّبها ويقول: «ما ضر عثمان مع عمل بعد هذا اليوم» ، قالها مراراً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه، وقال الذهبي: صحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية نحو عن عبد الرحمن وعن ابن عمر، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: فقال النبي صلى الله عليه وسلم «اللهمَّ لا تنسَ لعثمان، ما على عثمان ما عمل بعد هذا» .
حديث حذيفة بن اليمان في إنفاق عثمان في جيش العسرة
وعند ابن عديَ، والدارقطني، وأبي نُعَيم، وابن عساكر عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان رضي الله عنه يستعينه في جيش العُسْرة، فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار فصُبَّت بين يديه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلِّبها بين يديه ظهراً لبطن ويدعو له يقول: «غفر الله لك يا عثمان، ما أسررتَ وما أعلنتَ، ما أخفيتَ، وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ما يبالي
عثمان ما عمل بعد هذا» . كذا في المنتخب.
حديث عبد الرحمن بن عوف وقتادة والحسن في ذلك
وأخرج أبو يعلى، الطبراني عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه شهد ذلك حين أعطى عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهَّز به جيش العُسرة، وجاء بسبع مائة أوقية ذهب. قال الهيثمي: وفيه إِبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف. انتهى.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن قتادة رضي الله عنه قال: حمل عثمان على ألف فيها خمسون فرساً في غزوة تبوك. وعندابن عساكر عن الحسن قال: جهَّز عثمان رضي الله عنه تسع مائة وخمسين ناقة وخمسين فرساً أو قال تسع مائة وسبعين ناقة وثلاثين فرساً - يعني في غزوة تبوك -. كذا في المنتخب. وقد تقدَّم أن عثمان رضي الله عنه كفى في غزوة تبوك ثلث الجيش مُؤْنتهم حتى إنْ كان ليقال ما بقيت لهم حاجة حتى كفاهم.
إنفاق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إنفاقه رضي الله عنه سبعمائة بعير بأقتابها وأحمالها في سبيل الله
أخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: بينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إِذ سمعت صوتاً في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل كل شيء. قال: وكانت سبع مائة
بعير. قال: فارتجت المدينة من الصوت. فقلت عائشة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً» . فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف، فقال: لئن استطعت لأدخلنَّها قائماً، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل . وأخرجه أبو نعيم في الحِلْية عن أنس رضي الله عنه بنحوه، وابن سعد عن حبيب بن أبي مرزوق بمعناه. قال في البداية: في سند أحمد تفرَّد به عمارة بن زاذان الصيدلاني وهو ضعيف.
إنفاقه رضي الله عنه في سبيل الله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الزُّهري قال: تصدِّق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدَّق بأربعين ألف، ثم تصدَّق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمس مائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمس مائة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة. وهكذا ذكره في البداية عن مَعْمَر عن الزُّهري إِلا أنه قال: ثم حمل على خمس مئة راحلة في سبيل الله.
حديث الزهري في إِنفاقه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضاً ابن المبارك عن معْمَر عن الزُّهري قال: تصدَّق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدَّق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمس مائة فرس في سبيل الله
وخمس مائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة. كذا في الإِصابة. وقد تقدَّم أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه تصدّق في غزوة تبوك بمائتي أوقية.
إنفاق حكيم بن حزام رضي الله عنه إنفاقه رضي الله عنه على من يخرج في سبيل الله
أخرج الطبراني عن أبي حازم قال: ما كان بالمدينة أحد سمعنا به كان أكثر حملاً في سبيل الله من حكيم بن حزام رضي الله عنه. قال: لقد قدم أعرابيان المدينة يسألان من يحمل في سبيل الله فدُلا على حكيم بن حِزام فأتياه في أهله، فسلهما؛ ما يريدان؟ فأخبراه ما يريدان. فقال لهما: لا تعجلا حتى أخرج إليكما، وكان حكيم يلبس ثياباً يُؤتى بها من مصر كأنها الشِباك ثمنها أربعة دراهم، ويأخذ عصا في يده، ويخرج معه غلامان له؛ وكلما مرَّة بكُناسة أو قُمامة فرأى فيها خرقة تصلح في جَهَاز الإِبل التي يُحمل عليها في سبيل الله أخذها بطرف عصاه فنفضها ثم قال لغلاميه: أمسكا بسلعتكما في جَهازكما. فقال الأعرابيان أحدهما لصاحبه وهو يصنع ذلك: ويحك أنجُ بنا، فوالله ما عند هذا إلا لَقْط القِشَع. فقال له صاحبه: ويحك لا تعجل حتى ننظر. فخرج بهما إلى السوق فنظر إلى ناقتين خلفتين، سمينتين خَلِفتين، فابتاعهما وابتاع جَهازهما، ثم قال لغلاميه: رُمَّا بهذه الخرق ما
ينبغي له المرمَّة من جَهازكما، ثم أوقرهما طعاماً وبُرَّاً وودكاً، وأعطاهما نفقة ثم أعطاهما الناقتين. قال: يقول أحدهما لصاحبه: والله ما رأيت من لاقط قِشَع خيراً من اليوم. كذا في مجمع الزوائد.
وقفه رضي الله عنه داراً له في سبيل الله والمساكين والرقاب
وأخرج الطبراني عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه باع داراً له من معاوية رضي الله عنه بستين ألفاً. فقالوا: غبنك - والله - معاوية، فقال: والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزقِّ خمر، أشهدكم أنها في سبيل الله، والمساكين، والرقاب؛ فأيُّنا المغبون. وفي رواية: بمائة ألف. قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن. انتهى.
إنفاق ابن عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم إنفاق ابن عمر مائة ناقة في سبيل الله
أخرج أبو نعيم في الحلية عن نافع قال: باع ابن عمر رضي الله عنه أرضاً له بمائتي ناقة، فحمل على مائة منها في سبيل الله عز وجل ، واشترط على أصحابها أن لا يبيعوا حتى يجاوزوا بها وادي القرى.
إنفاق عمر وعاصم بن عدي وغيرهما من الصحابة في سبيل الله
وقد تقدم في ترغيبه صلى الله عليه وسلم على الجهاد وإنفاق الأموال: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنفق في غزوة تبوك مائة أوقية، وعاصم بن عدي رضي الله عنه تسعين وَسْقاً من تمر، وحمل إليه صلى الله عليه وسلم العباس، وطلحة، وسعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهم مقالاً عظيماً كما تقدّم. وتقدم في النفقة في الجهاد مجيء رجل بناقة في سبيل الله وإِنفاق قيس بن سَلْع الأنصاري رضي الله عنه في الجهاد.
إنفاق زينب بنت جحش وغيرها من النساء إنفاقها رضي الله عنها في سبيل الله وما بعث به النساء في غزوة تبوك
أخرج الشيخان - واللفظ لمسلم - عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً» . قالت فكُنَّ يتطاولن أيتهنُّ أطول يداً، قالت: وكانت أطولنا يداً زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدّق. وفي طريق آخر: قالت عائشة رضي الله عنها: فكنّا إذ اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت إمرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب إمرأة صَنَاع اليدين، فكانت تَدبُغ وتخرز وتتصدّق به في سبيل الله. كذا في الإِصابة. وأخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها وفي حديثه قالت: وكانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون به ويستعينون