الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سار من عماله عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأمره أن يسلك على أيْلَة عامداً لفلسطين. وكان جند عمرو الذين خرجوا من المدينة ثلاثة آلاف، فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار، وخرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو يوصيه ويقول:
«يا عمرو، إتَّق الله في سرائرك وعلانيتك واستحِيه، فإنه يراك ويرى عملك؛ وقد رأيتَ تقديمي إِياك على من هم أقدم سابقة منك، ومن كان أعظمَ غِنًى عن الإِسلام وأهله منك. فكن من عمَّال الآخرة، وأرد بما تعمل وجه الله، وكن والداً لمن معك، ولا تكشفنَّ الناس عن أستارهم، واكتف بعلانيتهم، وكن مجدّاً في أمرك، واصدق اللقاء إِذا لقيت ولا تجبُن، وتَقدَّم في الغُلول وعاقب عليه، وإذا وعظت أصحابك فأوجز، وأصلح نفسك تصلح لك رعيتكم» . كذا في كنز العمال. وأخرجه أيضاً ابن عساكر بنحوه.
كتابه رضي الله عنه إِلى عمرو والوليد بن عقبة
وأخرج ابن جرير الطبري عن القاسم بن محمد قال: كتب أبو بكر إِلى عمرو وإِلى الوليد بن عقبة رضي الله عنهما وكان على النِّصف من صدقات قُضاعة، وقد كان أبو بكر شيَّعهما مَبْعَثهما على الصدقة، وأوصى كل واحد منهما بوصية واحدة فقال:
«إتَّق الله في السرِّ والعلانية، فإنه مَنْ يَتَّق الله يَجْعَلْ لهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَمَنْ يَتَّقِ الله يُكفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أجْراً فإنَّ تقوى
الله خيرُ ما تَواصَى به عباد الله. إنَّك في سبيل من سُبُل الله، لا يسعُك فيه الإِدْهان والتفريط، ولا الغفلة عما فيه قِوام دينكم وعِصمة أمركم، فلا تَنِ ولا تفتر» .
وأخرجه أيضاً ابن عساكر عن القاسم بنحوه.
كتابه رضي الله عنه إِلى عمرو بن العاص في خالد بن الوليد
وأخرج ابن سعد عن الطَّلب بن السائب بن أبي وَدَاعة رضي الله عنه قال: كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
كذا في كنز العمال.
حديث ابن سعد في كتاب أبي بكر إِلى عمرو
وأخرج بن سعد عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أنَّ أبا بكر قال لعمرو بن العاص رضي الله عنهما:
«إني قد استعملتك على من مررت به: بَليّ، وعُذْرة، وسائر قُضاعة، ومن سقط هناك من العرب، فادنبهم إلى الجهاد في سبيل الله ورغِّبهم فيه،