الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طيِّب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّ الله تبارك وتعالى يقول:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} وإِنَّ أحبّ أموالي إليَّ بيرحاء وإِنَّها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بخٍ ذلك مال رابح لك مال رابح» كذا في الترغيب وزاد في صحيح البخاري بعده: «وقد سمعتُ ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» . فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقربه وبني عمه.
تصدّق زيد بن حارثة بفرس له
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن المنكدر قال: لما نزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه بفرس له يقال لها شِبلة لم يكن له مال أحبّ إليه منها، فقال: هي صدقة، فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل عليها إبنة أسامة رضي الله عنه، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجه زيد فقال:«إِن الله قد قبلها منك» ، وأخرجه ابن جرير عن عمرو بن دينار مثله، وعبد الرزاق، وابن جرير عن أيوب بمعناه، كما في الدر المنثور.
قول أبي ذر: إِن في المال ثلاثة شركاء
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: في
المال ثلاثة شركاء: القَدَر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت، والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها وأنت ذميم. فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونَّن فإنَّ الله عز وجل يقول:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} ألا وإن هذا الجل مما كنت أحبّ من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي.
الإِنفاق مع الحاجة قصة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر
أخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاءت إمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة - قال سهل: هي شَمْلة منسوجة فيها حاشيتها - فقالت: يا رسول الله جئتك أكسوك هذه، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان محتاجاً إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه أكسُنيها، فقال:«نعم» فلما (قام) رسول الله صلى الله عليه وسلم لامَهُ أصحابه، وقالوا: ما أحسنت حين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجاً إليها ثم سألته إياها، وقد عرفتَ أنه لا يُسأل شيئاً فيمنعه قال: والله ما حملني على ذلك إلا رجوت بركتها حين لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلِّي أُكفَّن فيها.
وعند ابن جرير أيضاً عن سهل رضي الله عنه قال: حيكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حخلّة أنمار صوف سوداء، فجُعل حاشيتها بيضاء، فخرج فيها إلى أصحابه فضرب بيده على فخذه، فقال:«ألا ترون إلى هذه ما أحسنها» فقال أعرابي:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله هبها لي - وكانت لا يُسأل شيئاً أبداً فيقول: لا - فقال: «نعم» فأعطاه الجبة ودعا بمعْوَزين له فلبسها، وأمر بمثلها فحيكت له؛ فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في المحاكة. كذا في كنز العمال.
قصة أبي عقيل رضي الله عنه
أخرج الطبراني عن أبي عقيل رضي الله عنه أنه بات يجر الجرير على ظهره على صاعين من تمر، فانفلت بأحدهما إلى أهله ينتفعون به، وجاء بالآخر يتقرَّب به إلى الله عز وجل، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنثره في الصدقة» . فقال فيه المنافقون - وسخروا منه -: ما كان أغنى هذا أن يتقرَّب إلى الله بصاع من تمر؟ فأنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَاّ جُهْدَهُمْ} (التوبة: 79) - الآية -. وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن خالد بن يسار لم أجد من وثّقه ولا جرَّحه. انتهى.
وعند البزَّار عن أبي سلمة، وأبي هريرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تصدِّقوا فإني أريد أن أبعث بعثاً» . قال فجاء عبد الرحمن بن عوف -