الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ وإليك أن لا تعاصيا، فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك. قال: لا، بل أطعني. فأطاع أبو عبيدة وكان عمرو أميراً على البَعْثين كليهما. فوَجَد عمر رضي الله عنه من ذلك قال: أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا؟ ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر: يا ابن أم، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ وإليه أن لا تتعاصَيا فخشيت إن لم أُطعه أن أعصيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل بيني وبين الناس، وإني - والله - لأطيعنَّه حتى قفُل. فلما قفلوا كلَّم عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لن أُؤمر عليكم بعد هذا إلا منكم» - يريد المهاجرين -. كذا في الكنز.
حق الأمير على الرعية
قول عمر رضي الله عنه في هذا الأمر
أخرج هَنَّاد، عن سَلَمة بن شهاب العبدي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أيتها الرعية إنَّ لنا عليكم حقاً: النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير؛ وإنه ليش شيء أحبَّ إلى الله وأعمَّ نفعاً من حلم إمام ورِفْقه، وليش شيء أبغض إلى الله من جهل إمام وخُرْقه. كذا في الكنز. وأخرجه الطبري عن سلمة بن كُهَيل بمعناه.
وأخرج هَنّاد أيضاً عن عبد الله بن عكيم قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه لا حِلْمَ أحب إلى الله من حلم إمام ورفقه، ولا جهل أبغض
إلى الله من جهل إِمام وخُرْقه، ومن يعمل بالعفو فيما يظهر به تأتيه العافية، ومن ينصف الناس من نفسه يُعطى الظفر في أمره، والذل في الطاعة أقرب إلى البر من التعزّز بالمعصية، كذا في الكنز.
النهي عن سب الأمراء حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك
أخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبُّوا أُمراءكم، ولا تَغَشُّوهم، ولا تعصوهم، واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب. كذا في الكنز.
السكوت عن قول الحق عند الأمراء قول ابن عمر لعروة في هذا الأمر: كنا نعد ذلك نفاقا
أخرج البيهقي عن عروة قال: أتيت عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلَّمون بالكلام نحن نعلم أن الحق غيره فنصدقهم، ويقضون بالجَوْر فنقوِّيهم ونحسِّنه لهم، فكيف ترى في ذلك؟ فقال: يا ابن أخي، كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدّ هذا نفاقاً فلا أدري كيف هو عندكم؟. وأخرج أيضاً عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: إنا ندخل على سلطاننا فنقول ما نتكلم بخلافه إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نَعُدّ هذا نفاقاً. وأخرجه البخاري عن محمد بن زيد
بنحوه وزاد: كنا نعدّ هذا نفاقاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا في الترغيب.
وأخرج ابن عساكر عن مجاهد أنَّ رجلاً قدم على ابن عمر رضي الله عنهما فقال له: كيف أنتم وأبو أنيس؟ قال: نحن وهو إذا لقيناه قلنا له ما يحب، وإذا ولَّينا عنه قلنا غير ذلك. قال: ذلك ما كنا نَعُدّ - ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق. كذا في كنز العمال.
وأخرجه أبو نُعيم في الحِلية عن الشَّعْبي قال: قلنا لابن عمر رضي الله عنهما: إذا دخلنا على هؤلاء نقول ما يشتهون، فإذا خرجنا من عندهم قلنا خلاف ذاك. قال: كنا نَعُدّ ذلك نفاقاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
حديث علقمة بن وقَّاص في منع اللهو والضحك عند الأمراء
وأخرج البيهقي عن علقمة بن وقَّاص قال: كان رجل بَطَّال يدخل على الأمراء فيضحكهم فقال له جدِّي: ويحك يا فلان، لمَ تدخل على هؤلاء فتضحكهم؟ فإني سمعت بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدِّث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغت فيرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه، وإنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيسخط الله بها إلى يوم يلقاه» . وأخرج أيضاً عن علقمة أنَّ بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال