الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليها؛ فصلَّوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فقال: «ليأخذ كل رجل بيد جليسه» فلم يبقَ في المسجد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيري - وكنت عظيماً طويلاً لا يُقدِمُ عليَّ أحد -، فذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلب لي عنزاً فرويت وشبعت، فقالت أم أيمن: يا رسول الله، أليس هذا ضيفَنا؟ فقال:«بلى» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنه أكل في مِعَى مؤمن الليلة، وأكل قبل ذلك في مِعَى كافر. الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في مِعَى واحد» . كذا في الكنز. وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة نحوه كما في الإِصابة، والبزَّار، وأبو يَعْلى كما في المجمع وقال: فيه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي وهو ضعيف.
ضيافة أهل الصفة في رمضان
وأخرج البيهقي عن واثِلة بن الأسْقَع رضي الله عنه قال: حضر رمضان ونحن في أهل الصفة فصُمْنا. فكنا إذا أفطرنا أتى كلَّ رجلٍ منا رجلٌ من أهل البَيْعة فانطلق به فعشّاه، فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد وأصبحنا صباحاً، وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد، فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كل إمرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء؟ فما بقيت منهن إمرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إجتمعوا) فاجتمعوا، فدعا وقال:«اللهَّم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك» ، فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن، فإذا بشاة مَصْليَّة
ورُغُف، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنا سألنا الله نفضله ورحمته، فهذا فضله وقد ادَّخر لنا عنده رحمته» . كذا في البداية.
حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما في ذلك
وأخرج البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقرء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة: زمن كان عنده طعام إثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس» - أو سادس أو كما قال - وأن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وأبو بكر رضي الله عنه بثلاثة. قال: فهو أنا وأبي وأمي - ولا أدري هل قال: إمرأتي - وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر، وأن أبا بكر تعشّى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله. قالت له إمرأته: ما حبسك عن أضيافك - أو ضيفك؟ - قال: أوَ ما عشيتِهم؟ قالت: أبَوا حتى تجيء؛ قد عرضوا عليهم فغلبوهم، فذهبتُ فاختبأتُ، فقال: يا عُنْثَر، فجدَّع وسبَّ وقال: كلوا، وقال: لا أطعمه أبداً (قال: وايْمُ الله) ما كنا نأخذ مِنْ لقمة إلا رَبَا من أسفلها أكثر منها، حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل. فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر
فقال لامرأته: يا أخت بني فِراس، قالت: لا - وقرةِ عيني - لهي الآن أكثر ما قبل بثلاث مرار. فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان الشيطان - يعني يمينه - ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحتْ عنده؛ وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل، فعَرَّفنا إثني عشر رجلاً مع كل رجل منهم أُناس، الله أعلم كم مع كل رجل، غير أنه بعث معهم، قال: فأكلوا منها أجمعون - أو كما قال - وغيره يقول: فتفرقنا. وقد رواه في مواضع أخر من صحيحه، ورواه مسلم كذا في البداية.
قصة قيس بن سعد رضي الله عنهما في ذلك
وأخرج الدارقطني في كتاب الأسخياء عن يحيى بن عبد العزيز قال: كان سعد بن عبادة يغزو سنة ويغزو إبنه قيس بن سعد رضي الله عنهما سنة، فغزا سعد مع الناس فنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيوف كثير مسلمون، فبلغ ذلك سعداً وهو في ذلك الجيش فقال: إن يك قيس إبني فسيقول: يا نِسْطاس هات المفاتيح، أخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، فيقول نِسطاس: هات من أبيك كتاباً، فيدقُّ أنفه ويأخذ المفاتيح، ويُخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته؛ فكان الأمر كذلك، وأخذ قيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وَسْق كذا في الإِصابة.
ضيافة الأعراب عام القحط
وأخرج الطبراني عن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها قالت: أجدب الناس سنة، وكانت الأعرب يأتون المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الرجل فيأخذ بيد الرجل فيضِّيفه ويعشِّيه؛ فجاء أعرابي ليلة وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعام يسير وشيء من لبن فأكله الأعرابي ولم يدع للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فجاء به ليلة - أو ليلتين - فجعل يأكله كله، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللهمَّ لا تبارك في هذا الأعرابي يأكل طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعه. ثم جاء به ليلة فلم يأكل من الطعام إِلا يسيراً، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك - وجاء به وقد أسلم - فقال: «إن الكفر يأكل في سبعة أمعاء، وإن المؤمن يأكل في مِعَى واحد. قال الهيثمي: رواه الطبراني بتمامه، وروى أحمد آخره، ورجال الطبراني رجال الصحيح. انتهى.
صنيع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عام الرمادة في ضيافة العرب
وأخرج ابن سعد عن أسلم قال: لمَّا كان عام الرمادة تجلَّبت العرب من كل ناحية فقدموا المدينة. فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أمر رجالاً يقومون عليهم ويقسمون عليهم أطعمتهم وإدامهم، فكان يزيد بن أخت النمر، وكان المِسْوَر بن مَخْرَمة، وكان عبد الرحمن بن عبد القاريّ، وكان عبد الله بن عتبة بن مسعود رضي الله عنهم، فكانوا إذا أمسَوا إجتمعوا عند عمر فيخبرونه بكل ما كانوا فيه، وكان كل رجل منهم على ناحية من المدينة؛ وكان
الأعراب حلولاً فيما بين رأس الثنية إلى راتج، إلى بني حارثة، إلى بني عبد الأشهل، إلى البقيع، إلى بني قريظة، ومنهم طائفة بناحية بني سَلِمة؛ هم محدقون بالمدينة. فسمعت عمر يقول ليلة - وقد تعشَّى الناس عنده - أحصُوا من تعشَّى عندنا. فأحصَوهم من القابلة فوجدوهم سبعة آلاف رجل. وقال: أحصوا العيالات الذين لا يأتون والمرضى والصبيان فأحصَوا فوجدوهم أربعين ألفاً.
ثم مكثنا ليالي فزاد الناس، فأمر بهم، فأُحصوا، فوجدوا من تعشَّى عنده عشرة آلاف الآخرين خمسين ألفاً. فما برحوا حتى أرسل الله السماء، فلما مطرت رأيت عمر قد وكل كل قوم من هؤلاء النفر بناحيتهم يُخرجونهم إلى البادية، ويعطونهم قوتاً وحُمْلاناً إلى باديتهم؛ ولقد رأيت عمر يخرجهم هو بنفسه. قال أسلم: وقد كان وقع فيهم الموت فأراه مات ثلثاهم وبقي ثلث، وكانت قدور عمر يقوم إليها العمال في السَّحَر يعملون الكركور حتى يصبحوا، ثم يطعمون المرضى منهم، ويعملون العصائد وكان عمر يأمر بالزيت فيفار في القدور الكبار على النار حتى يذهب حمته وحره، ثم يُثْرَد الخبز ثم يؤدَم بذلك الزيت.t فكانت العرب يُحمُّون من الزيت. وما أكل عمر في بيت أحد من ولده ولا بيت أحد من نسائه ذَواقاً زمان الرمادة؛ إِلا ما يتعشَّى مع الناس حتى أحيا الله الناس أول ما أُحْيَوا.
حديث فراس الديلمي في ذلك
وأخرج ابن سعد عن فراس الديلمي قال: كان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ينحر كل يوم على مائدته عشرين جزوراً من جُزُر بعث بها عمرو بن العاص رضي الله عنه من مصر. كذا في منتخب الكنز.
قصة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مع أهل البيت جياع
وأخرج الدِينَوَري، وابن شاذان، وابن عساكر عن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طاف ليلة، فإذا هو بامرأة في جوف دار له وحولَها صبيان يبكون. وإذا قِدْر على النار قد ملأتها ماءً، فدنا عمر من الباب فقال: يا أمةَ الله، ما بكاء هؤلاء الصبيان؟ قالت: بكاؤهم من الجوع، قال: فما هذا القدر التي على النار؟ قالت: قد جعلت ماءً هو ذا أعلِّلهم به حتى يناموا وأوهمهم أن فيها شيئاً. فبكى عمر، ثم جاء إلى دار الصَّدَقة، وأخذ غِرارة، وجعل فيها شيئاً من دقيق وشحم وسمن وتمر وثياب ودراهم حتى ملأ الغِرارة، ثم قال: يا أسلم إحملْ عليَّ. فقلت: يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك، فقال لي: لا أمَّ لك يا أسلم أنا أحمله لأني أنا المسؤول عنهم في الآخرة؛ فحمله حتى أتى به منزل المرأة، فأخذ القدر فجعل فيها دقيقاً وشيئاً من شحم وتمر وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القِدْر، فرأيت الدخان يخرج من خَلَل لحيته حتى طبخ لهم، ثم جعل غرف بيده ويطعمهم حتى شبعوا. ثم خرج وربض بحذائهم كأنه سُبُع خفت أن أكلّمه، فلم يزل كذلك حتى لعب الصبيان وضحكوا. ثم قام فقال: يا أسلم تدري لم ربضت بحذائهم؟ قلت: لا، قال: رأيتهم يبكون، فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى أراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي. كذا في منتخب الكنز. وذكر في البداية عن أسلم قال:
خرجت ليلة مع عمر إلى حرَّة وأقِم حتى إذا كنا بصرار إِذا بنار، فقال: يا أسلم ها هنا رَكُب قد قَصَّر بهم الليل، إنطلق بنا إليهم. فأتيناهم، فإذا إمرأة معها صبيان لها - فذكره بمعناه. وأخرجه الطبري بمعناه مع زيادات.
تقسيم الطعام حديث أنس رضي الله عنه في ذلك
أخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: أهدى الأكَيْدِر إلى النبي صلى الله عليه وسلم جرة مِنْ مَنَ. فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من الصلاة مرّ على القوم، فجعل يعطي كل رجل منهم قطعة، وأعطى جابراً قطعة، ثم إنه رجع إليه فأعطاه قطعة أُخرى فقال: إنك قد أعطيتني مرة؛ فقال: «هذه لبنات عبد الله» . كذا في جمع الفوائد. قال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وفيه ضعف ومع ذلك فحديثه حسن.
حديث الحسن رضي الله عنه في ذلك
وعند ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال: أهدى أكَيْدِر دومة الجندل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة فيها المنُّ الذي رأيتم، وبالنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته يومئذٍ - والله - بها حاجة. فلما قضى الصلاة أمر طائفاً فطاف بها على أصحابه، فجعل الرجل يدخل يده فيستخرج فيأكل، فأتى على خالد بن الوليد رضي الله عنه فأدخل يده فقال: يا رسول الله أخذ القوم مرة وأخذت مرتين، فقال:«كل وأطعم أهلك» . كذا في الكنز.
تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم تمراً بين أصحابه
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بين أصحابه تمراً فأعطى كل إنسان سبعاً، وأعطاني سبعاً إحداهن حَشَفَة، فكانت أعجَبهن إليَّ لأنها شدت في مضاغي. وعند مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: أُتيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقسمه وهو مُحْتَفِز، يأكل منه أكلاً ذريعاً.
كتاب عمر إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما عام الرمادة وجوابه إليه
وأخرج ابن عبد الحَكَم عن الليث بن سعد أن الناس بالمدينة أصابهم جَهْد شديد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة الرمادة، فكتب إِلى عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو بمصر:
يردّد قوله.
فكتب إليه عمرو بن العاص.
تقسيم عمر الطعام الذي أرسله عمرو بين سكان المدينة المنوّرة
وبعث عمرو بعيرٍ عظيمة، فكان أولها بالمدينة وآخرها بمصر، يتبع بعضها بعضاً، فلما قدمت على عمر وسَّع بها على الناس، ودفع إلى أهل كل بيت بالمدينة وما حولها بَعيراً بما عليه من الطعام، وبعث عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم يقسمونها على الناس، فدفعوا إلى أهل كل بيت بعيراً بما عليه من الطعام أن يأكلوا الطعام وينحروا البعير، فيأكلوا لحمه ويأتدموا شحمه، ويحتذوا جلده، وينتفعوا بالوعاء الذي كان فيه الطعام لما أرادوا من لحاف أو غيره؛ فوسَّع الله بذلك على الناس - فذكر الحديث بطوله في حفر الخليج من النيل إلى القلزُم لحمل الطعام إلى المدينة ومكة. كذا في المنتخب.
وأخرجه أيضاً ابن خُزَيمة والحاكم، والبيهقي عن أسلم قال: كتب عمر بن الخطاب في عام الرمادة إلى عمرو بن العاص - فذكره، وفيه: فلما قدم أول