الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضربه البراء وصرعه، فأخذ سيف مُحَكَّم اليمامة فضرب به حتى انقطع.
وعند البغوي عن البراء رضي الله عنه قال: لقيت يوم مسيلمة رجلاً يقال له «حمار اليمامة» رجلاً جسيماً بيده السيف أبيض، فضربت رجليه فكأنما أخطأته وانقعر، فوقع على قفاه، فأخذت سيفه وأغمدت سيفي، فما ضربت به ضربة حتى انقطع. كذا في الإِصابة.
إقتحامه الحديقة من الجدار وقتاله مع القوم وحده
وعند ابن عبد البرّ في الاستيعاب عن ابن إسحاق قال: زحف المسلمون إلى المشركين (- في اليمامة -) حتى ألجأوهم إلى الحديقة وفيها عدوّ الله مسيلمة. فقال (البراء) : يا معشر المسلمين ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار إقتحم، فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها على المسلمين، ودخل عليهم المسلمون، فقتل الله مسيلمة.
وأخرجه البيهقي عن محمد بن سيرين: أن المسلمين انتهَوا إلى حائط قد أُغلق بابه فيه رجال من المشركين. فجلس البراء بن مالك رضي الله عنه على ترس فقال: إرفعوني برماحكم، فألقوني إِليهم. فرفعوه برماحهم، فألقَوه من وراء الحائط، فأدركوه قد قتل منهم عشرة.
وأخرج ابن سعد كما في منتخب الكنز عن ابن سيرين قال: كتب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن لا تستعملوا البراء بن مالك (على جيش من جيوش المسلمين) فإنه مَهلكة من (المهالك يقدم به) .
شجاعة أبي مِحْجن الثقفي رضي الله عنه قتاله يوم القادسية حتى ظنُّوا أنه ملك
أخرج عبد الرزاق عن ابن سيرين قال: كان أبو مِحْجَن الثقفي رضي الله عنه لا يزال يُجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه. فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون، فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين، فأرسل إلى أم ولد سعد أو إلى إمرأة سعد يقول لها: إن أبا مِحَجن يقول لك: إن خلّيت سبيله وحملته على هذا الفرس ودفعت إِليه سلاحاً؛ ليكونَنّ أول من يرجع إليك إلا أن يُقتل، وأنشأ يقول:
كفى حَزَناً أن تلتقي الخيل بالقنا
وأُترك مشدوداً عليَّ وثاقيا
إِذا قمت عنَّاني الحديدُ وغُلِّقت
مصارعُ دوني قد تُصمُّ المناديا
فذهبت الأخرى، فقلت ذلك لامرأة سعد، فحلّت عنه قيوده، وحُمل على فرس كان في الدار وأُعطي سلاحاً. ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدقّ صلبه. فنظر إليه (سعد) فجعل يتعجَّب منه ويقول: من ذلك الفارس؟ فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى هزمهم الله. ورجع أبو مِحجَن رضي الله عنه، وردّ السلاح، وجعل رجليه في القيود كما كان.
فجاء سعد رضي الله عنه فقالت له إمرأته أو أم ولده: كيف كان قتالكم؟ فجعل يخبرها ويقول: لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلاً على فرس أبلق، لولا
أنِّي تركت أبا مِحجَن في القيود لظننتُ أنها بعض شمائل أبي مِحجَن، فقلت: والله إنه لأبو مِحجَن، كان من أمره كذا وكذا؛ فقصّت عليه قصّته. فدعا به وحلَّ قيوده. وقال: والله لا نجلدك على الخمر أبداً. قال أبو محجن رضي الله عنه: وأن والله لا أشربها أبداً، كنت آنف أن أعدها من أجل جَلْدكم. قال: فلم يشربها بعد ذلك. كذا في الاستيعاب، وسنده صحيح؛ كما في الإِصابة.
وأخرجه أيضاً أبو أحمد الحاكم عن محمد بن سعد - بطوله، وفي حديثه: وانطلق حتى أتى الناس، فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم الله. فجعل الناس يقولون: هذا مَلَكٌ وسعد رضي الله عنه ينظر. فجعل يقول: الضبر ضبر البلقاء، والطفْر طفْر أبي محجن، وأبو مِحْجَن في القَيْد فلما هزم العدوّ رجع أبو مِحْجَن حتى وضع رجله في القيد. أخبرت بنتُ خَصَفَة سعداً بالذي كان من أمره؟ فقال: لا والله لا أحدُّ اليوم رجلاً أبلى الله المسلمين على (يده) ما أبلاهم. قال: فخلّى سبيله. فقال أبو محجن رضي الله عنه: لقد كنت أشربها إذ كان يقام عليّ الحدّ وأطهَّر منها؛ فأما إذ بَهْرَجتني فوالله لا أشربها (أبداً) . وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة بهذا المسند، وفيها: أنهم ظنّوه مَلَكاً من الملائكة. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب.
وذكره سيف في الفتوح وساق القصة مطوَّله، وزاد في الشعر أبياتاً أخرى؛ وفي القصة: فقاتل قتالاً عظيماً، وكان يُكبِّر ويحمل فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصِف الناس قصفاً منكراً؛ فعجب الناس منه وهم لا يعرفونه. كذا في الإِصابة.
شجاعة عمّار بن ياسر رضي الله عنه تشجيعه يوم اليمامة وقتاله
أخرج الحاكم، وأخرجه أيضاً ابن سعد مثله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت عمَّار بن ياسر رضي الله عنه يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح؛ يا معشر المسلمين، أمِنَ الجنة تفرُّون؟ أنا عمار بن ياسر أمِن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر؛ هلمّ إليّ. وأنا أنظر إلى أُذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشدّ القتال.
شوقه إلى الجنة عند القتال
وأخرج أيضاً عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي رضي الله عنه قال: شهدنا صِفّين مع علي رضي الله عنه وقد وَكَلنا (به) رجلين. فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم، فلا يرجع حتى يخضب سيفَه دماً؛ فقال: أعذروني، فوالله ما رجعت حتى نبا عليَّ سيفي. قال: ورأيت عمَّاراً وهاشم بن عتبة رضي الله عنهما وهو يسعى بين الصفَّين. فقال عمار رضي الله عنه: يا هاشم، هذا والله
ليخلفنّ أمره وليخذلنّ جنده. ثم قال: يا هاشم الجنة تحت الأبارقة، اليوم ألقى الأحبَّة: محمداً وحزبه. يا هاشم أعور، ولا خير في أعور لا يغشى البأس. قال: فهزّ هاشم رضي الله عنه الراية وقال:
أعور يبغي أهله مَحلا
قد عالج الحياة حتى ملا
لا بدّ أن يَفلّ أو يُفَلا
قال ثم أخذ في وادٍ من أودية صِفِّين. قال أبو عبد الرحمن: ورأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعون عماراً رضي الله عنه كأنه لهم عَلَمٌ.
وأخرجه ابن جرير أيضاً، كما في البداية، وفي حديثه قال؛ ورأيت عماراً رضي الله عنه لا يأخذ وادياً من أودية صِفِّين إلا اتَّبعه من كان هناك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيته جاء إِلى هاشم بن عتبة - وهو صاحب راية علي رضي الله عنه فقال: يا هاشم تقدَّم، الجنة تحت ظلال السيوف، والموت في أطراف الأسنّة، وقد فتحت أبواب الجنة، وتزيّنت الحور العين، اليوم ألقى الأحبّة، محمداً وحزبه. ثم حملا هو وهاشم، فقُتلا - رحمهما الله تعالى -. قال: وحمل حينئذٍ علي وأصحابه رضي الله عنهم على أهل الشام حملة رجل واحد، كأنهما كانا - يعني عماراً وهاشماً رضي الله عنهما علماً لهم. وأخرجه أيضاً الطبراني، وأبو يعلى - بطوله؛ الإِمام أحمد باختصار. قال الهيثمي: رجال أحمد، وأبي يَعْلى ثقات.
شجاعة عمرو بن معدِ يكرب الزبيدي رضي الله تعالى عنه قتاله يوم اليرموك
أخرج ابن عائذ في المغازي عن مالك بن عبد الله الخثعمي رضي الله عنه قال: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إلي عِلْج، فقتله. ثم آخر، فقتله. ثم آخر، فقتله. ثم انهزموا وتبعهم. ثم انصرف إلى خِباء له عظيم، فنزل ودعا بالجِفان، ودعا من حوله فقلت: من هذا قال: عمرو بن معدِ يكرب رضي الله عنه.
قتاله يوم القادسية وحملته فيه وحده
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن عائذ، وابن السَّكَن، وسيف بن عمر، والطبراني وغيرهم - بسند صحيح - عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال: شهدت القادسية فكان سعد رضي الله عنه على الناس، فجعل عمرو بن معدِ يكرب يمرّ على الصفوف ويقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسوداً أشدّاء، فإن الفارسيَّ إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أُسْوار من الأساورة بنُشّابة، فأصب سِيَة قوسه فحمل عليه عمرو فطعنه فدقَّ صُلبه، ونزل إِليه أخذ سَلَبه.
وأخرجه ابن عساكر من وجه آخر أطول من هذا، وفي آخرها: إذا جاءته نُشّابة فأصابت قَرَبوس سرجه، فحمل على صاحبها فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفَّين، ثم احتزّ رأسه وقال: إصنعوا هكذا.
وروى الواقدي من طريق عيسى الخياط قال: حمل عمرو بن معدِ يكرب رضي الله عنه يوم القادسية وحده، فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون، وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه، فنَحّوْهم عنه.
وأخرج الطبراني عن محمد بن سلام الجمحي رضي الله عنه قال: كتب عمر إلى سعد رضي الله عنهما: إني أمددتك بألفَي رجل: عمرِو بن معدِ يكرب، وطليحةَ بن خويلد.
وأخرج الدَّوْلابي، عن أبي صالح بن الوجيه رضي الله عنه قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند، فقتل النعمان بن مُقَرِّن، ثم انهزم المسلمون، وقاتل عمرو بن معدِ يكرب رضي الله عنه يومئذٍ حتى كان الفتح، فأثبتته الجراحة، فمات بقرية روذة.Y كذا في الإِصابة.
شجاعة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قتاله مع الحجّاج وشهادته
أخرج الطبراني عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: لما مات معاوية رضي الله عنه تثاقل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عن طاعة يزيدَ بن معاوية، وأظهر
شتمه، فبلغ ذلك يزيد، فأقسم لا يُؤتى به إلا مغلولاً وإلا أرسل إليه. فقيل لابن الزبير؛ ألا نصنع لك أغلالاً من فضة تلبس عليها الثوب، وتُبِرّ قَسَمه؛ فالصلح أجمل بك. قال: فلا أبرَّ الله قَسَمه، ثم قال:
ولا ألينُ لغير الحقِّ أسألُه
حتى يلينَ لضرسِ الماضغِ الحجرُ
ثم قال: والله لضربةٌ بسيف في عز أحب إليّ من ضربة بسَوْط في ذل، ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف يزيد بن معاوية. فوجَّه إليه يزيد بن معاوية مُسْلِم بن عُقبة المُرِّي في جيش أهل الشام، وأمره بقتال أهل المدينة، فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة.
قال: فدخل مسلم بن عقبة المدينة، وهرب منه يومئذٍ بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعَبَث فيها وأسرف في القتل، ثم خرج منها. فلما كان ببعض الطريق مات، واستخلف حُصَين بن نُمير الكندي وقال: يا ابن بَرْذَعة الحمار أحذر خدائع قريش، ولا تعاملهم إلا بالثِّقاف ثم بالقطاف. فمضى حصين حتى ورد مكة، فقاتل بها ابن الزبير رضي الله عنهما أياماً - فذكر الحديث، وفيه: قال: وبلغ حصين بن نمير موتُ يزيدَ بن معاوية، فهرب حُصَين بن نمير. فلما مات يزيد بن معاوية دعا مروان بن الحكم إلى نفسه - فذكر الحديث، وفيه: ثم مات مروان ودعا عبد الملك لنفسه، وقام فأجابه أهل الشام، فخطب على المنبر وقال: من لابن الزبير منكم؟ فقال الحجاج: أنا يا أمير المؤمين، فأسكته، ثم عاد فأسكته، ثم عاد فقال: أنا يا أمير المؤمنين (فإني) رأيت في النوم أني انتزعت جبته فلبستها. فعقد له (ووجهه) في الجيش إلى مكة حتى قدمها على ابن الزبير رضي الله عنهما، فقاتله بها. فقال ابن الزبير رضي الله عنهما لأهل مكة: إحفظوا هذين الجبلين فإنكم لن تزالوا بخير أعزّة ما لم يظهروا عليهما، فلم يلبثوا أن ظهر الحجّاج ومن معه على «أبي قُبَيس» ، ونصب عليه
المنجنيق؛ فكان يرمي به ابن الزبير ومن معه رضي الله عنهم في المسجد.
فلما كان الغداة - التي قُتل فيها ابن لزبير - دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وهي يومئذٍ إبنة مائة سنة لم يسقط لها سن ولم يفقد لها بصر - فقالت لابنها: - يا عبد الله ما فعلت في حربك؟ قال: بلغوا مكان كذا وكذا. وضحك ابن الزبير رضي الله عنهما فقال: إِن في الموت لراحة. قالت: يا بني لعلَّك تتمنّاه لي؟ ما أحبّ أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك، إمّا أن تملك فتَقَرّ بذلك عيني، وإما أن تقتل فأحتسبَك. قال: ثم ودَّعها، قالت له: يا بني إياك أن تُعطي خصلة من دينك مخافة القتل.
وخرج عنها ودخل المسجد، وقد جعل مصراعين على الحجر الأسود يتقي بهما أن يصيبه المنجنيق، وأتى ابن لزبير رضي الله عنهما آتٍ وهو جالس عند الحجر الأسود، فقال (له) : ألا نفتح لك باب الكعبة فتصعد فيها؟ فنظر إليه عبد الله ثم قال له: من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نفسه - يعني أجله -، وهل للكعبة حرمة ليست لهذا المكان؟ والله لو وجدوكم متعلِّقين بأسْتار الكعبة لقتلوكم. فقيل له: ألا تكلِّمهم في الصلح؟ قال: أَوَحين صُلْحٍ هذا؟ والله لو وجدوكم فيه لذبحوكم جميعاً، وأنشد يقول:
ولستُ بمبتاعِ الحياةِ بسُبَّةٍ
ولا مُرْتَقٍ مِنْ خشية الموت سُلّما
أنافس سهماً إنه غير بارحٍ
ملاقي المنايا أيَّ حرف تيمَّما
ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول: ليُكِنَّ أحدكم سيفه كما يُكِنُّ وجهه، لا ينكسر (سيفه) فيدفع عن نفسه بيده كأنه إمرأة، والله ما لقيت زحفاً قط إِلا في الرعيل الأول، ولا أَلِمتُ جرحاً قط إلا أنْ آلم الدواء. قال: فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم (قوم) من باب بني جُمَح فيهم أسْوَد. قال: من هؤلاء؟ قيل: أهل حمص، فحمل عليهم ومعه سيفان، فأول من لقيه الأسود، فضربه بسيفه حتى أطنّ رجله، فقال له الأسود: أخْ يا ابن الزانية؟ فقال له ابن الزبير رضي الله
عنهما: إخسأ يا ابن حام، أسماء زانية؟ ثم أخرجهم من المسجد، وانصرف. فإذا قوم قد دخلوا من باب بني سَهْم، فقال: من هؤلاء قيل: أهل الأردن، فحمل عليهم وهو يقول:
لا عهد لي بغارة مثلِ السَّيْلْ
لا ينجلي غبارها حتى الليل
فأخرجهم من المسجد، فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم، فحمل عليهم وهو يقول: لو كان قِرْني واحداً كفيته.
قال: وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوّه بالآجر وغيره، فحمل عليه، فأصابته آجرة في فرقه حتى فَلَقت رأسه: فوقف وهو يقول:
ولسنا على الأعقاب تُدمى كلومنا
ولكن على أقدامنا تقطر الدِّما
قال: ثم وقع فأكبّ عليه مَوْلَيان له، وهما يقولان:
العبد يحمي ربَّه ويحتمي
قال: ثم سِير إِليه، فحُزّ رأسه. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه: عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري وثَّقه ابن حِبَّان وغيره، وضعفّه أبو زُرعة وغيره. انتهى. وأخرجه أيضاً ابن عبد البرّ في الاستيعاب - مطوّلاً؛ وأبو نُعيم في الحلية - بنحوه مختصراً؛ (والحاكم في المستدرك - قطعة من أوله.
وأخرج أبو نعيم، والطبراني أيضاً عن (إسحاق بن) أبي إسحاق قال: أنا حاضر قتل ابنِ الزبير رضي الله عنهما يوم قتل في المسجد الحرام، جعلت الجيوش تدخل من باب المسجد، فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم، فبينا هو على تلك الحال إِذ جاءت شُرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته، وهو يتمثل بهذه الأبيات:
أسماءُ إِن قُتلتُ لا تبكيني
لم يبقَ إلا حَسَبي وديني
وصارم لانت به يميني
الإِنكار على من فرّ في سبيل الله إنكار الصحابة على سَلَمة بن هشام
أخرج الحاكم عن أم سَلَمة رضي الله عنها أنها قالت لامرأة سَلَمة بن هشام بن المغيرة: ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين؟ قالت: والله ما يستطيع أن يخرج، كلما خرج صاح به الناس: يا فُرّار، أفررتم في سبيل الله عز وجل؟ حتى قعد في بيته فما يخرج، وكان في غزوة مؤتة مع خالد بن الوليد رضي الله عنه. قال الحاكم - ووافقه الذهبي - هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه. وأخرجه ابن إسحاق مثله؛ كما في البداية.