المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يوم الرجيع قصة قتل عاصم وخبيب وأصحابهما - حياة الصحابة - جـ ٢

[محمد يوسف الكاندهلوي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الجهاد

- ‌قصة تبوك وما أنفق الصحابة في ذلك من والأموال

- ‌إستئذان الجدّ بن قيس عن الغزو وما قاله عليه السلام له وما نزل فيه من القرآن

- ‌إنفاق الصحابة رضي الله عنهم المال في غزوة تبوك

- ‌إهتمامه صلى الله عليه وسلم ببَعْث أسامة رضي الله عنه في مرض وفاته

- ‌وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ودخول الصحابة المدينة

- ‌مشايعة أبي بكر جيش أسامة

- ‌قول أبي بكر عند وفاته لعمر رضي الله عنهما

- ‌مشاورة أبي بكر أكابر الصحابة في غزو الروم وخطبته في ذلك

- ‌خطبة عمر ومتابعته في إمضاء رأي أبي بكر في الجهاد

- ‌تبشير علي أبا بكر وسروره بما قال علي وخطبته في استنفار الصحابة

- ‌كتاب أبي بكر رضي الله عنه إلى أهل اليمن للجهاد في سبيل الله

- ‌رغيب عثمان بن عفان رضي الله عنه على الجهاد

- ‌تحريض علي رضي الله عنه يوم صفِّين

- ‌خطبة علي على تثاقلهم في النَّفْر

- ‌ترغيب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على الجهاد خطبة سعد يوم القادسية

- ‌خطبة عاصم بن عمرو يوم القادسية

- ‌رغبة عمر في السير في سبيل الله وقوله: إن الجهاد أفضل من الحج

- ‌رغبة ابن عمر رضي الله عنهما في الجهاد

- ‌قول عمر في فضيلة من يخرج ويحرس في سبيل الله

- ‌قصة عمر ومعاذ في الخروج مع أبي بكر

- ‌ترجيح عمر للمهاجرين الأولين على رؤساء القوم في المجلس

- ‌قول سهيل بن عمرو للرؤساء الذين قدَّم عمر المهاجرين عليهم

- ‌رغبة خالد بن الوليد في الجهاد وطلبه القتل في سبيل الله

- ‌رغبة بلال في الخروج في سبيل الله

- ‌إنكار المقداد على القعود عن الجهاد لآية النَفْر

- ‌صة أبي طلحة في ذلك

- ‌قصة أبي أيوب في ذلك

- ‌قصة أبي خيثمة في ترك نعيم الدنيا والخروج في سبيل الله

- ‌حزن الصحابة رضي الله عنهم على عدم القدرة على الخروج

- ‌الإِنكار على من أخّر الخروج في سبيل الله

- ‌إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على ابن رواحة

- ‌إنكار عمر على معاذ بن جبل تأخيره الخروج

- ‌العتاب على من تخلَّف عن سبيل الله وقصَّر فيه

- ‌قصة كعب بن مالك الأنصاري

- ‌إنكار عبد الله بن عمرو بن العاص على رجل ترك الجهاد

- ‌الإِنكار على من لم يتم الأربعين في سبيل الله

- ‌الخروج لثلاثة أربعينات في سبيل الله

- ‌الخدمة في الجهاد في سبيل الله خدمة المفطرين للصائمين في سبيل الله

- ‌خدمة الصحابة لرجل يشتغل بالقرآن والصلاة

- ‌الصوم في سبيل الله

- ‌صوم عبد الله بن مخرمة يوم اليمامة

- ‌الصلاة في سبيل الله

- ‌صلاة النبي عليه السلام في عسفان

- ‌قيام الليل في سبيل الله

- ‌تكبير الصحابة وتسبيحهم عند الصعود والنزول

- ‌الدعاء عند الإِشراف على القرية

- ‌الدعاء عند افتتاح الجهاد

- ‌دعاؤه عليه السلام في وقعة أُحد والخندق

- ‌الدعاء عند الجهاد

- ‌الإهتمام بالتعليم في الجهاد

- ‌جلوس الصحابة حِلَقاً في السفر

- ‌ثواب الإِنفاق في الجهاد

- ‌إخلاص النية في الجهاد في سبيل الله

- ‌أقوال عمر في الشهداء

- ‌الحراسة في سبيل الله

- ‌تحمل الأمراض في الجهاد

- ‌جراحة طلحة بن عُبيد الله وعبد الرحمن بن عوف

- ‌جراحة جعفر بن أبي طالب

- ‌صة رافع بن خديج ورجلين من بني عبد الأشهل

- ‌تمني الشهادة والدعاء لها

- ‌قصة ثابت بن الدحداحة

- ‌يوم الرَّجيع قصة قتل عاصم وخبيب وأصحابهما

- ‌يوم مؤتة بكاء ابن رواحة عند الخروج وأبياته في سؤال الشهادة

- ‌تشجيع ابن رواحة الناس على الشهادة

- ‌يوم اليرموك قتل عكرمة بن أبي جهل في أربعمائة من المسلمين

- ‌بقية قصص الصحابة رضي الله عنهم في رغبتهم في القتل في سبيل الله

- ‌إستشهاد البراء بن مالك يوم العقبة بفارس

- ‌ قتال طلحة يوم أُحد

- ‌قتله طلحة العبدري يوم أُحد

- ‌بُكاءُ النبي عليه السلام عندما رآه مقتولا

- ‌شجاعة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌شجاعة أبي دُجانة سِماك بن خَرَشة الأنصاري

- ‌شجاعة قتادة بن النعمان

- ‌شجاعة سَلَمة بن الأكوع

- ‌أبو قتادة على فرس الأخرم

- ‌شجاعة أبي حدرد أبو عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه

- ‌شجاعة خالد بن الوليد رضي الله

- ‌إقتحامه الحديقة من الجدار وقتاله مع القوم وحده

- ‌الندامة والجزع من الفرار

- ‌جزع المهاجرين والأنصار على الفرار يوم الجسر

- ‌الدلالة على من يعين الخارج في سبيل الله

- ‌البدل في البعث

- ‌تشييع المجاهد في سبيل الله وتوديعه

- ‌تشييع أبي بكر جيش أسامة

- ‌تشييع ابن عمر للغزاة وما قال لهم

- ‌كتابة إسم من خرج في سبيل الله

- ‌الصلاة والطعام عند القدوم

- ‌خروج إمرأة من بني غِفَار معه عليه السلام

- ‌خروج أم حَرَام بنت ملحان خالة أنس

- ‌خدمة الرِّبِّيع بنت مُعَوِّذ وأم عطية وليلى الغفارية في الجهاد

- ‌خروج النساء للخدمة يوم خيبر

- ‌قتال صفية يوم أُحد ويوم الخندق

- ‌إتخاذ أُم سُلَيم خنجراً للقتال يوم حُنَين

- ‌خروح الصبيان وقتالهم في الجهاد

- ‌شهادة عمير

- ‌قول أبي ذر رضي الله عنه في الخلاف

- ‌خطبة عمر والبيعة العامة على يد أبي بكر

- ‌ الناس أبا بكر بَيْعة

- ‌خروج أبي بكر للجهاد وحيداً وقول علي في ذلك

- ‌قول أبي بكر عند وفاته لعبد الرحمن بن عوف

- ‌كتاب أبي بكر رضي الله عنه في إستخلاف عمر ووصيته له وللناس

- ‌جواب أبي بكر لطلحة إذ خالفه في استخلاف عمر

- ‌من يتحمل الخلافة

- ‌صفات الخليفة كما يراها عمر رضي الله عنه

- ‌لين الخليفة وشدته

- ‌حصر من يقع منه الإنتشار في الأمة

- ‌مسألة خراج البحرين

- ‌إستشارة عمر وعثمان عبد الله بن عباس

- ‌خطبة بليغة لعمر في المشاورة

- ‌كتاب عمر إلى سعد في الحرب

- ‌التأمير في السفر

- ‌من يتحمل الإِمارة

- ‌كتاب عمر في تأمير الأمراء

- ‌الإِنكار عن قبول الإِمارة

- ‌وصية أبي بكر لرافع الطائي في أمر الإِمارة

- ‌ما وقع بين أبي بكر ورافع في الإِمارة

- ‌إِيثار الصحابة الغزو على الإِمارة

- ‌إنكار ابن عمر على القضاء بين الناس

- ‌ما وقع بين ابن عمر وأم المؤمنين حفصة بشأن دومة الجندل

- ‌إنكار عمران بن حصين على قبول الإِمارة

- ‌إحترام الخلفاء والأمراء وطاعة أوامرهم

- ‌ما وقع بين عوف

- ‌طاعة الأمير إنما تكون في المعروف

- ‌وصيته صلى الله عليه وسلم لأبي ذر في احترام الأمير

- ‌قصة إمرأة مجذومة في احترام الأمير

- ‌خطورة عصيان الأمير

- ‌حق الأمير على الرعية

- ‌نصيحة العباس لابنه في هذا الأمر

- ‌عمل عمران بن حصين في الأموال

- ‌شرائط عمر على العمال

- ‌كتاب عمر إِلى عمرو بن العاص في كسر المنبر

- ‌مؤاخذة عمر أمير حمص على بنائه العِلَيَّة

- ‌قصة المرأة المخزومية

- ‌قصة رجلين من الأنصار في هذا الأمر

- ‌عدل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌عدل عمر الفاروق رضي الله عنه

- ‌ما كان يعمله عمر رضي الله عنه في الموسم للعدل بين الناس

- ‌مؤاخذة عمر عامله على البحرين

- ‌قصة جارية وعدل عمر رضي الله عنه

- ‌قصة نبطي مع عبادة بن الصامت

- ‌قصة بكر بن شذَّاخ مع يهودي

- ‌كتاب عمر إلى أمير جيش في منع قتل المشركين

- ‌إجراء عمر من بيت المال على شيخ من أهل الذمة

- ‌عدل علي رضي الله عنه

- ‌خوف الخلفاء رضي الله عنهم

- ‌وصية أبي بكر عند الوفاة في استخلاف عمر ووصيته لعمر

- ‌كتابه رضي الله عنه إِلى عمرو والوليد بن عقبة

- ‌وصية أبي بكر الصديق لشرحبيل بن حسنة رضي الله عنهما

- ‌وصايا عمر رضي الله عنه

- ‌وصية عمر بن الخطاب للعلاء بن الحضرمي رضي الله عنهما

- ‌وصية عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما

- ‌وصايا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأمرائه

- ‌نصيحة الرعية الإِمام

- ‌كتاب أبي عبيدة ومعاذ إلى عمر وكتابه إليهما

- ‌سيرة الخلفاء والأمراء

- ‌قصة أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌قصة قسْم المال بين المسلمين وما وقع بين عمر وعلي فيه

- ‌قصة رجل عرض ناقة سمينة في الصدقة

- ‌جود أم المؤمنين عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما

- ‌إنفاق ما يحبّ

- ‌قول أبي ذر: إِن في المال ثلاثة شركاء

- ‌قصة عبد الله بن زيد رضي الله عنه

- ‌من أقرض الله تعالى قصة بيع بي الدحداح بستانه بنخلة في الجنة

- ‌الإِنفاق على الإِسلام

- ‌ إنفاق عثمان في جيش العسرة

- ‌الإِنفاق على الفقراء والمساكين وأهل الحاجة

- ‌إنفاق عثمان بن أبي العاص رضي الله

- ‌قصة دُكَين بن سعيد الخثعمي في ذلك

- ‌الصدقات قصة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في ذلك

- ‌إطعام أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌إطعام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌إطعام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌إطعام جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

- ‌ضيافة الأضياف الواردين إلى المدينة الطيبة

- ‌دعوته صلى الله عليه وسلم لأهل الصفَّة

- ‌ضيافة الذين يريدون الإِسلام

- ‌ضيافة أهل الصفة في رمضان

- ‌إكساء الحلل وقسمها

- ‌إطعام المجاهدين

- ‌كيف كانت نفقة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تدوين عمر رضي الله عنه الديوان للعطايا

- ‌رجوع عمر إلى رأي أبي بكر وعلي رضي الله عنهم في القَسْم

- ‌قَسْم علي بن أبي طالب رضي الله عنه المال

- ‌كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري في ذلك

- ‌رأي عمر رضي الله عنه في حق المسلمين في المال

- ‌قسم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه المال

- ‌قسم الزبير بن العوام رضي الله عنه المال

- ‌قسم أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وحذيفة رضي الله عنهم

- ‌الإحتياط عن الإِنفاق على نفسه وذوي القربى من بيت المال

- ‌ما وقع بين عمر وابنته حفصة في شأن مال المسلمين

- ‌قصة قَسْم المسك والعنبر الذي جاء من البحرين

- ‌قصة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في هذا الأمر

- ‌قصة أخرى له صلى الله عليه وسلم مع جبريل في ذلك

- ‌رد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المال

- ‌قصته مع أبي موسى الأشعري في ذلك

- ‌رد حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌قصته مع عمر رضي الله عنهما في ذلك

- ‌رد عامر بن ربيعة رضي الله عنه القطيعة

- ‌رد عبد الله بن عمر رضي الله عنهما المال

- ‌قصة عائشة مع إمرأة مسكينة

- ‌قصة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك

- ‌قوله عليه السلام لمّا قدم أبو عبيدة بمال من البحرين

- ‌رواية الحسن البصري في قصة فروة كسرى وسواريه

- ‌رواية بن عباس في بكائه على بسط الدنيا

- ‌سؤاله لأم سَلَمة على بسط المال وجوابها له

- ‌حديث البخاري في خوف خباب

- ‌عيادة سعد بن أبي وقاص لسلمان وما وقع بينهما

- ‌سبب جزع سلمان رضي الله عنه عند الموت

- ‌خوف أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة القرشي رضي الله

- ‌خوف أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وبكاؤه على بسط الدنيا

- ‌زهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن الدنيا

- ‌فراشه عليه السلام

- ‌حديث سلمى إمرأة أبي رافع في أكله عليه السلام

- ‌زهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌حديث عائشة في أن أبا بكر لم يترك شيئا

- ‌زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌زهده رضي الله عنه في الأكل

- ‌قصته مع ابنه عبد الله وابنته حفصة في ذلك

- ‌قصته مع عتبة بن فرقد في ذلك

- ‌زهد عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌بيعة سيفه لشراء الإِزار

- ‌زهد مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌ما أصاب مصعباً من البلاء بعد الإِسلام

- ‌زهد عثمان بن مظعون رضي الله عنه

- ‌زهد سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌زهد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌زهد أبي الدرداء رضي الله عنه حديثه رضي الله عنه

- ‌ما وقع بينه وبين عمر رضي الله عنهما

- ‌زهد معاذ بن عفراء رضي الله عنه

- ‌زهد اللجلاج الغطفاني رضي الله عنه

- ‌زهد عبد الله بن عمر رضي الله عنه عيشه رضي الله عنه

- ‌زهده بعد وفاة النبي عليه السلام

- ‌وصيته عليه السلام لأم المؤمنين عائشة

- ‌إنكار عمر على ابنه عبد الله حين رأى عنده اللحم

- ‌كتاب عمر إلى أبي الدرداء لما ابتنى بدمشق قنطرة

- ‌وصية أبي بكر لسلمان عند الوفاة

- ‌ما وقع بين أبي ذر وأبي الدرداء في بناء بيت

الفصل: ‌يوم الرجيع قصة قتل عاصم وخبيب وأصحابهما

قصة شهادة اليمان وثابت بن وقش

وأخرج الحاكم عن محمود بن لبيد قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحد رُفع اليمان بن جابر أبو حذيفة، وثابت بن وَقْش بن زعوراء في الآطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران؛ لا أبا لك ما ننتظر؟ فوالله، ما بقي لواحد منا من عمره إلا ظِمْءُ حمار، إنا نحن هامَة اليوم ألا نأخذ أسيافنا؟ ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا في المسلمين ولا يعلمون بهما. فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون. وأما أبو حذيفة فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه. فقال حذيفة: أبي أبي فقالوا: والله ما عرفناه وصَدَقوا. فقال حذيفة: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَدِيَه؛ فتصدَّق به حذيفة على المسلمين؛ فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه. انتهى. وأخرجه أبو نُعيم عن محمود - نحوه كما في المنتخب، وزاد: ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعلَّ الله أن يرزقنا الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذا أسيافهما حتى دخلا في الناس، ولا يُعلم بهما. وفي آخره: فزاده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً.

‌يوم الرَّجيع قصة قتل عاصم وخبيب وأصحابهما

ص: 130

أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عيناً، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت رضي الله عنه وهو جدّ عاصم بن عمر بن الخطاب - فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عُسْفان ومكة، ذُكروا الحيَ من هُذَيل يقال لهم بنو لِحْيان، فتبعوهم بقريب من مائة رام، فاقتصُّوا آثارهم حتى أتَوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نَوى تمر تزوَّدوه من المدينة. فقالوا: هذا تمر يثرب؛ فتبعوا آثارهم حتى لحقوه. فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى فَدْفَد، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر. اللهمّ أخبر عنا نبيك، فقاتلوهم حتى قتل عاصماً في سبعة نفر بالنبل. وبقي خُبِيب وزيد ورجل آخر رضي الله عنهم، فأعطَوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق، نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلُّوا أوتار قسيّهم فربطوهم بها. فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغَدر، فأبى أن يصحبهم، فجرَّروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه.

وانطلقوا بخُبَيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل - وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر -، فمكث عندهم أسيراً، حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسَى من بعض بنات الحارث ليستحدّ بها، فأعارته.m قالت: فغفلت عن صبيَ لي، فدَرَج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعتُ فَزْعةً، عرف ذاك مني وفي يده لموسى. فقال: أتخشَين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك - إن شاء الله تعالى -. وكانت تقول: ما رأيتُ أسيراً قطُّ خيراً من خُبَيب، لقد رأيته يأكل من قِطْف عنب وما بمكة يومئذٍ ثمرةٌ، وإنه لَمُوثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله. فخرجوا به

ص: 131

من الحَرَم ليقتلوه. فقال: دعوني أصلِّ ركعتين، ثم أنصرف إليهم. فقال: لولا أن تَروا أنَّ ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنّ الركعتين عند القتل هو؛ ثم قال: اللهمَّ أحصهم عدداً ثم قال:

وما إن أبالي حين أُقتل مسلماً

على أيّ شِقَ كان لله مصرعي

وذلك في ذات الإِله وإِن يشأ

يباركْ على أوصال شِلْو ممزّع

ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله.

وبعثت قريش إلى عاصم ليُؤتوا بشيء من جسده يعرفونه - وكان عاصم قتل عظيماً من عظمائهم يوم بد - فبعث الله عليه مثل الظُلَّة من الدَّبْر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء. وأخرجه البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه نحن. وهكذا أخرجه عبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه كما في الإستيعاب، وقال: أحسن أسانيد خبره في ذلك ما ذكره عبد الرزاق - فذكره. وأبو نُعيم في الحلية - نحوه.

وأخرج ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أُحد رهط من عَضَل والقارَة، فقالوا: يا رسول الله إِن فينا إِسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقِّهوننا في الدين، ويقرؤوننا القرآن، ويعلِّموننا شرائع الإِسلام. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفراً ستة من أصحابه - فذكرهم. فخرجوا مع القوم حتى إِذا كانوا على الرَّجِيع - ماءٌ لِهُديل بناحية الحجاز على صدور الهَدْأة - غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلاً، فلم يَرُع القوم وهم

ص: 132

في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف فقد غَشُوهم، فأخذوا أسيافهم ليقاتلوا القوم، فقالوا لهم: إنا - والله - ما نريد قتلكم ولكنَّنا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم؛ فأمّا مرثد وخالد بن لبُكير وعاصم بن ثابت رضي الله عنهم فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً.

أبيات عاصم حين قتله وحفاظ جسده عن المشركين

وقال عاصم بن ثابت:

ما عِلَّتي وأن جَلْدٌ نابِلُ

والقَوسُ فيها وترٌ عنابلُ

تزلُّ عن صفحتها المَعابلُ

الموت حقٌّ والحياة باطلُ

وكل ما حَمَّ الإِلهُ نازل

بالمرء والمرء إليه آيل

إن لم أقاتلكم فأمِّي هابل

وقال أيضاً:

أبو سليمان وريشُ المُقْعَدِ

وضالَةٌ مثل الجحيم الموقدِ

ص: 133

إذا النواجي افتُرشت لم أُرعَدِ

ومُجْنا من جلد ثور أجرَدِ

ومؤمن بما على محمدِ

وقال أيضاً:

أبو سليمان ومِثلي رامَى

وكان قومي معشراً كراما

قال: ثم قاتل حتى قتل؛ وقتل صاحباه. فلما قتل عاصم أرادت هُذَيل أخذ رأسه ليبيعوه من سُلافة بنت سعد بن (شُهيد)، وكانت قد نَذَرت حين أصاب إبنها يوم أُحد: لئن قَدَرت على رأس عاصم لتشربنّ في قِحْفه الخمر؛ فمنعته الدَّبْر. فلما حالت بينهم وبينه قالوا: دعُوه حتى يمسي فيذهب عن، فنأخذه. فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً فذهب به. وقد كان عاصم قد أعطى الله عهداً أن لا يمسَّه مشرك ولا يمسَّ مشركاً أبداً تنجُّساً فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول - حين بلغه: أن الدَّبْر منعته -: يحفظ الله العبد المؤمن، كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمسّ مشركاً أبداً في حياته، فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه في حياته.

قصة زيد بن الدَّثِنة وما قاله في حب النبي صلى الله عليه وسلم وأما خُبَيب، وزيد بن الدَّثِنة، وعبد الله بن طارق رضي الله عنهم، فلانوا ورقُّوا ورغبوا في الحياة، وأعطَوا بأيديهم فأسروهم. ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظَّهران إنتزع عبد الله بن طارق يده من القِرَان، ثم أخذ سيفه واستأخر عنه القوم، فرمَوه بالحجارة حتى قتلوه: فقبره

ص: 134

بالظهران. وأما خُبَيب بن عدّي، وزيد بن الدَثِنة فقدموا بهما مكة، فباعوهما من قريش بأسيرين من هُذَيل كانا بمكة، فابتاع خبيباً حُجَيرُ بن أبي إهاب التميمي. وأما زيد بن الدَّثِنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه؛ فبعثه مع مولى له يقال له نِسْطاس إلى التَّنْعيم، وأخرجه من الحرم ليقتله. واجتمع رهط من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان - حين قُدِّم ليقتل - أنشدك بالله - يا زيد - أتحبُّ أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك قال: والله ما أحب أنَّ محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي قال: يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحبُّ أحداً كحبِّ أصحاب محمدٍ محمداً. قال: ثم قتله نِسْطاس.

قصة حبس خبيب بمكة وقصة صلاته عند القتل

قال: وأم خُبَيب بن عديّ فحدثني عبد الله بن أبي نَجِيح أنه حُدِّث عن ماوِيَّة مولاة حجير بن أبي إهاب - وكانت قد أسلمت -، قالت: كان عندي خبيب حبس في بيتي، فلقد اطَّلعت عليه يوماً وإن في يده لقِطْفاً من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه؛ وما أعلم في أرض الله عنباً يؤكل.

قال ابن إسحاق وحدّثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي نَجِيح أنهما قالا: قالت: قال لي حين حضره القتل: إبعثي إليّ بحديدة أتطهَّر بنا للقتل. قالت: فأعطيت غلاماً من الحيِّ الموسى، فقلت: أدخلْ بها على هذا الرجل البيت. فقالت: فوالله إنْ هو إلا أن ولَّى الغلام بها إليه، فقلت: ماذا صنعتُ؟ أصاب - والله - الرجل ثأره؛ يقتل هذا الغلام؛ فيكون رجلاً برجل. فلما ناوله الحديدة أخذها من يده، ثم قال: لعمرك، ما خافت أمك غدري حين بعثتك بهذه الحديدة إليَّ؟ ثم خلَّى سبيله. قال ابن هشام؛ ويقال إنَّ الغلام ابنها.

ص: 135

قال ابن إسحاق: قال عاصم: ثم خرجوا بخُبَيب رضي الله عنه حتى إذا جاؤوا به إلى التَّنعيم ليصلبوه قال لهم: إن رأيتم أن تَدَعوني حتى أركع ركعتين، فافعلوا. قالوا: دونك فاركع. فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: أما والله، لولا أن تظنوا أنِّي إنما طوَّلت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة. قال: فكان خُبَيب رضي الله عنه أول من سنّ هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين. قال: ثم رفعوه على خشبة، فلمّا أوثقوه قال: اللهم إِنا قد بلّغنا رسالة رسولك، فبلِّغه الغداةَ ما يُصنع بنا. ثم قال: اللهمّ أحصِهم عَدَداً، واقتلهم بِدَداً، ولا تغادر منهم أحداً. ثم قتلوه. وكان معاوية بن أبي سفيان يقول: حضرته يومئذٍ مع مَنْ حضره مع أبي سفيان، فلقد رأيته يلقيني إلى الأرض فَرَقاً من دعوة خُبَيب، وكانوا يقولون: إِنَّ الرجل إذا دُعِيَ عليه فاضطجع لجنبه زلَّت عنه.

وفي مغازي موسى بن عقبة؛ أن خبيباً وزيد بن الدّثِنَة رضي الله عنهما قُتلاً في يوم واحد، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُمع يوم قُتلا وهو يقول:«وعليكما - أو عليك - السلام. خُبَيب قتلته قريش» . وذُكر أنَّهم لما صلبوا زيد بن الدَّثِنَة رمَوه بالنبل ليفتنوه عن دينه، فما زاده إلا إِيماناً وتسليماً. وذكر عروة وموسى بن عقبة رضي الله عنهما: أنهم لما رفعوا خُبَيباً على الخشبة نادَوه يناشدونه: أتحب أنَّ محمداً مكانك؟ قال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يُشاكها في قدمه، فضحكوا منه. وهذا ذكره ابن إسحاق في قصة زيد بن الدَّثِنَة - فالله أعلم. كذا في البداية.

ما قاله خبيب في حب النبي صلى الله عليه وسلم وأشعاره عند القتل

وقد أخرج الطبراني حديث عروة بن الزبير بطوله، وفيه؛ وقتَل خبيباً رضي

ص: 136

الله عنه أبناءُ المشركين الذين قُتلوا يوم بدر. فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادَوه وناشدوه: أتحب أن محمداً مكانك؟ فقال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يُشاكها في قدمه؛ فضحكوا، وقال خبيب رضي الله عنه حين رفعوه إلى الخشبة:

لقد جَمَّع الأحزاب حولي وألّبوا

قبائلهم واستجمعوا كل مَجْمع

وقد جمَّعوا أبناءهم ونساءهم

وقُرِّبتُ من جِذْع طويل مُمنَّعِ

إلى الله أشكو غربتي ثم كُربتي

وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي

فذا العرش صبِّرني على ما يُراد بي

فقد بضَّعوا لحمي وقَدْ بان مطمعي

وذلك في ذات الإِله وإن يشأ

يبارك على أوصال شِلْوٍ ممزَّع

لعمري ما أحفِلْ إذا متّ مسلماً

على أيّ حال كان لله مضجعي

قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه ابن لَهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف. انتهى. وقد ذكر الأبيات ابن إسحاق؛ كما في البداية، فزاد بعد البيت الأول:

وكلُّهم مُبدي العداوةِ جاهدٌ

عليّ لأني في وثاق بمَضْيَع

وزاد بعد البيت الخامس:

وقد خيَّروني الكفر والموتُ دونَه

وقد هَمَلت عيناي من غير مجزع

وما بي حِذارُ الموت إِنِّي لميتٌ

ولكن حِذاري جحم نار مُلَفَّع

ص: 137

فوالله ما أرجو إذا متُّ مسلماً

على أيّ جنب كان في الله مضجعي

فلست بمُبْدٍ للعدوّ تخشُّعاً

ولا جَزَعاً إِنِّي إلى الله مرجعي

يوم بئر معونة قصة أصحاب بئر معونة رضي الله عنهم

أخرج ابن إسحاق عن المغيرة بن عبد الرحمن وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما من أهل العلم قالوا: قدم أبو بَراء عامرُ بن مالك بن جعفر مُلاعبُ الأسنَّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. فعرض عليه الإِسلام ودعاه إليه؛ فلم يسلم ولم يَبْعُد (من الإِسلام) وقال: يا محمد، لو بعثتَ رجالاً من أصحابك إِلى أهل نَجْد، فدعوهم إلى أمرك رجوتُ أن يستجيبوا لك. فقال رضي الله عنه:«إني أخشى عليهم أهل نَجّد» . فقال أبو بَراء: أنا لهم جارٌ، (فابعثهم فلْيدعوا الناس إلى أمرك) .

فعبث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة - المعْنِق ليموت - في أربعين رجلاً من أصحابه من خيار المسلمين؛ الحارث بن الصِّمَّة، وحَرام بن مِلْحان أخو بني عدي بن النجار، وعُروة بن أسماء بن الصَّلت السُّلَمي، ونافع بن بُدَيل بن ورقاءَ الخزاعي، وعامر بن فُهَيرة مولى أبي بكر رضي الله عنهم في رجالٍ من خيار المسلمين. فساروا حتى نزلوا بئر معونة - وهي بين

ص: 138

أرض بني عامر وحَرَّة بني سُلَيم -. فلما نزلوها بعثوا حَرام بن مِلحان رضي الله عنه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى عامر بن الطُّفيل، فلما أتاه لم ينظر في كتابه حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر؛ فأبوا أن يجيبوه إِلى ما دعاهم (إِليه) وقالوا: لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقداً وجواراً، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سُلَيم: عُصَيَّة ورِعْلاً وذَكْوان، فأجابوه إِلى ذلك. فخرجوا حتى غَشُوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا القوم حتى قُتلوا عن آخرهم - يرحمهم الله -، إلا كعب بن زيد أخا بني دينار ابن النجار فإنهم تركوه وبه رَمَق، فارتُثَّ من بين القتلى، فعاش حتى قُتل يوم الخندق.

وكان في سَرْح القوم عمرو بن أُمية الضَّمْري ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف، فلم ينبئهما بمُصاب القوم إلا الطير تحوم على العسكر. فقالا: والله إنَّ لهذه الطير لشأناً، فأقبلا لينظرا، فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة. فقال الأنصاري لعمرو بن أُمية: ماذا ترى؟ فقال: يرى أن نلحَق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر. فقال الأنصاري: لكني ما كنت لأغرب بنفسي عن موطن قُتل فيه المنذرُ بن عمرو، وما كنتُ لتخبرني عنه الرجال، فقاتل القوم حتى قُتل، وأخذوا عَمْراً أسيراً. فلما أخبرهم أنه من مُضرَ أطلقه عامر بن الطّفيل، وجزَّ ناصيته، وأعتقه عن رَقَبة كنت على أُمه فيما زعم. كذا في البداية. وأخرجه الطبراني أيضاً من طريق ابن إسحاق. قال الهيثمي:

ص: 139

ورجاله ثقات إِلى ابن إسحاق. انتهى.

قول حَرَام عند القتل وإسلام قاتله على قوله

وأخرج البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث حراماً - أخاً لأم سُلَيم - في سبعين راكباً، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خَيَّرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المَدَر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف. فطُعن عامر في بيت أم فلان، فقال: غُدّة كغُدّة البَكْر في بيت إمرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي؛ فمات على ظهر فرسه. فإنطلق حَرام - أخو أم سُلَيم - وهو رجل أعرج ورجل من بني فلان، وقال: كونا قريباً حتى آتيهم، فإن آمنوني كنتم قريباً، وإِن قتلوني أتيتم أصحابكم. فقال: أتُؤمنونني حتى أبلِّغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدِّثهم، وأومأوا إلى رجل، فأتاه نخلفه فطعنه. - قال همَّام: أحسبه حتى أنفذه بالرمح - فقال: الله أكبر فزت وربِّ الكعبة فلُحِقَ الرجل، فقتلوا كلهم غير الأعرج، - وكان في رأس جبل -، فأنزل الله تعالى علينا، ثم كان من المنسوخ:«إنا لقد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا» . فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين صباحاً على رِعْل، وذَكْوان، وبني لحيان، وعُصَيَّة الذين عصوا الله وسوله صلى الله عليه وسلم وعند البخاري أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: لما طعن حَرَام بن مِلْحان

ص: 140