الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حِبّان؛ ورواه الطبراني من حديث أبيّ بن كعب بمعناه، وإِسناده حسن. انتهى. وأخرجه ابن عساكر كما في الكنز؛ وأبو نُعيم في «الحلية» عن أبيّ بن كعب بمعناه.
الطعن والجراحة في الجهاد في سبيل الله جراحة النبي عليه السلام
أخرج البخاري (ص 98) عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إِذ أصابه حجر فعثر، فدَميت أصبُعه. فقال:
هل أنتِ إلا أصبعٌ دَمِيتِ
وفي سبيل الله ما لقيت
وقد تقدم (ص 278) في ذكر «تحمل النبي صلى الله عليه وسلم الشدائد والأذى» من حديث أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كُسرت رَباعِيَتُه يوم أُحد، وشُجَّ في رأسه - فذكر الحديث. أخرجه الشيخان وغيرهما.
جراحة طلحة بن عُبيد الله وعبد الرحمن بن عوف
وقد تقدم (ص 279) من حديث عائشة رضي الله عنها عند الطيالسي قالت: كان أبو بكر رضي الله عنه إِذا ذكر يوم أُحد قال: ذاك يوم كله لطلحة ثم أنشأ يحدّث - فذكر الحديث، وفيه: فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كُسرت رباعيته،
وشُجَّ في وجهه، وقد دخل في وجنته حَلقتان من حِلق المِغفر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكما صاحبكما» - يريد طلحة رضي الله عنه وقد نزف، فذكر الحديث وفيه: ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار، فإذا به بضع وسبعون بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه؛ فأصلحنا من شأنه.
وأخرج أبو نُعيم عن إبراهيم بن سعد قال: بلغني أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه جرح يوم أُحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله فكان يعرج منها. كذا في المنتخب.
جراحة أنس بن النضر
وأخرج البخاري - واللفظ له - ومسلم والنِّسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبتُ عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليَرَيَنَّ الله ما أصنع فلما كان يوم أُحد وانكشف المسلمون فقال: اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه -؛ وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -، ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إِني أجد ريحها (من) دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم؛ ووجدناه قد قُتل، وقد مثّل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {يانِسَآء النَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ النّسَآء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} (الأحزاب: 32) -
إلى آخر الآية. كذا في الترغيب. وأخرجه أيضاً الإِمام أحمد، والترمذي عن أنس رضي الله عنه بنحوه.
وعند الإِمام أحمد أيضاً من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال: عمي سُمِّيتُ به ولم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر. قال: فشقِّ عليه، وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، ولئن أراني الله مشهداً فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَرَينَّ الله ما أصنع قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد. قال: فاستقبل سعدَ بن معاذ، فقال له أنس: يا أبا عمرو أين؟ واهاً لريح الجنة أجده دون أحد. قال: فقاتلهم حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون من ضربة وطعنة ورمية. قال فقالت أخته: عمتي الرُّبَيِّعُ بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه: ونزلت هذه الآية: {مّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً} ، قال: فكانوا يَرَوْن أنها نزلت فيه وفي أصحابه. ورواه الترمذي، والنِّسائي؛ وقال الترمذي: حسن صحيح. كذا في البداية. وأخرجه أيضاً الطيالسي، وابن سعد، وابن أبي شيبة، والحارث، وابن