الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فبعث إليه بألف دينار وقال: إستعن بها على أمرك، فقالت إمرأته: الحمد لله الذي أعنانا عن خدمتك، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟ ندفعها إِلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها، قالت: نعم. فدعا رجلاً من أهل بيته يثق به فصرَّرها صرراً، ثم قال: إنطلق بهذه إلى أرملة آل فلان، وإِلى يتيم آل فلان، وإِلى مسكين آل فلان، وإِلى مُبتَلى آل فلان. فبقيت منها ذُهيبة. فقال: أنفقي هذه، ثم عاد إلى عمله. فقالت: ألا تشتري لنا خادماً؟ ما فعل ذلك المال. قال: سيأتيك أحوج ما تكونين.
قصة أبي هريرة رضي الله عنه
أخرج أبو نعيم في الحلية عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن أبا هريرة رضي الله عنه أقبل في السوق يحمل حزمة حطب - وهو يومئذٍ خليفة لمروان - فقال: أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك، فقلت له: يكفي هذا، فقال: أوسع الطريق للأمير، والحزمة عليه.
الباب الثامن باب إنفاق الصحابة في سبيل الله
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ينفقون الأموال وما أعطاهم الله تبارك وتعالى في سبيل الله ومواقع رضاء الله، وكيف كان ذلك أحبَّ إليهم من الإِنفاق على أنفسهم، وكيف كانوا يُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
باب إنفاق الصحابة في سبيل الله ترغيب النبي عليه السلام وأصحابه ورغبتهم في الإِنفاق ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم على الإِنفاق حديث جرير رضي الله عنه في هذا الأمر
أخرج مسلم والنسائي وغيرهما عن جرير رضي الله عنه قال: كنا في صَدْر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عُراة حُفاة مُجْتابي النَّمار - أو العباء - متقلِّدي السيوف، عامتهم من مُضَر بل كلُّهم من مُضَر؛ فتَمَعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَا رأى ما بهم من الفاقة. فدخل ثم خرج فأمر بلالاً رضي الله عنه فأذَّن وأقام، فصلى ثم خطب فقال:{يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ} - إلى آخر الآية -: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء: 1) ،
والآية التي في الحشر: {اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (الحشر: 18) . تَصَدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره حتى قال: ولو بِشِقِّ تمره.
قال فجاء رجل من الأنصار بصرَّة كادت كفه تعجِز عنها بل عجزت. قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومَين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مَذْهَبة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سنَّ في الإِسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل به من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإِسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» . كذا في الترغيب. وقد تقدّم حديث حثِّه صلى الله عليه وسلم على الإِنفاق في سبيل الله.
حديث جابر رضي الله عنه في هذا الأمر
وأخرج الحاكم - وصحّحه - عن جابر رضي الله عنه قال: أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بني عمرو بن عوف يوم الأربعاء، فذكر الحديث إلى أن قال:«يا معشر الأنصار» ، قالوا: لبيك يا رسول الله، فقال:«كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الله تحملون الكَلّ، وتفعلون في أموالكم المعروف، وتفعلون إلى ابن السبيل، حتى إذا منَّ الله عليكم بالإِسلام وبنبيّه إذا أنتم تُحصِّنون أموالكم؟ فيما يأكل ابن آدم آجر، وفيما يأكل السبع والطير أجر» . قال: فرجع القوم فما
منهم أحد إلا هدم من حديقته ثلاثين باباً. كذا في الترغيب.
خطبة النبي عليه السلام في فضيلة السخاء ومذمة اللؤم
وأخرج ابن عساكر عن أنس رضي الله عنه قال: أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال:
رغبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الإِنفاق حديث عمر رضي الله عنه في هذا الأمر
أخرج الترمذي عن عمر رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه، فقال:«ما عندي ما أعطيك، ولك ابتَعْ عليَّ شيئاً فإذا جاءني شيء قضيته» . فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، قد أعطيته فما كلَّفك الله ما لا تقدر عليه. فكره النبي صلى الله عليه وسلم قول عمر، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أنفق ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً. فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف التبسم في وجهه لقول الأنصاري، وقال:«بهذا أمرت» . كذا في البداية. وأخرجه أيضاً
البزّار، وابن جرير، والخرائطي في مكارم الأخلاق، وسعيد بن منصور كما في الكنز. قال الهيثمي: رواه البزّار، وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وقد ضعَّفه الجمهور ووثَّقه ابن حِبّان وقال يخطىء.
حديث جابر رضي الله عنه في هذا الأمر
وأخرج ابن جرير عن جابر رضي الله عنه أنَّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه، ثم أتاه آخر فسأله فوعده؛ فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، سُئلت فأعطيت، ثم سُئلت فأعطيت، ثم سُئلت فوعدت، ثم سئلت فوعدت، فكأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهها؛ فقام عبد الله بن حُذافة السَّهْمي رضي الله عنه فقال: أنفق يا رسول الله، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً، فقال:«بذلك أُمرت» . كذا في الكنز.
حديث ابن مسعود رضي الله عنه في أمره عليه السلام بلالاً بالإِنفاق
وأخرج البزّار بإسناد حسن والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال رضي الله عنه وعنده صُبَر من تمر فقال: «ما هذا يا بلال؟» قال: أعدُّ ذلك لأضيافك. قال: «أما تخشى أن يكون لك دخان في نار جهنم، أنفق يا بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً» . وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن عبد الله ونحوه، ورواه أبو يَعْلى والطبراني عن أبي
هريرة رضي الله عنه بنحوه بإسناد حسن، كذا في الترغيب.
حديث أنس رضي الله عنه فيما كان بين النبي عليه السلام وخادمه
وأخرج أبو يَعْلى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أُهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر، فأطعم خادمه طائراً. فلما كان من الغد أتته بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغدٍ فإنَّ الله تعالى يأتي برزق كل غد» . قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
حديث علي رضي الله عنه فيما جرى بين عمر والناس في فَضْل مال
وأخرج أحمد عن أبي البَخْتري عن علي رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه للناس؛ فَضَل عندنا من هذا المال، فقال الناس: يا أمير المؤمنين، قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك، فقال لي: ما تقول أنت؟ قلت: قد أشاروا عليك. فقال: قل. قلت لِمَ تجعل يقينك ظناً؟ فقال: لتخرجنَّ مما قلت. فقلت: أجل - والله - لأخرجنَّ منه، أتذكر حين بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعياً، فأتيت العباس بن عبد المطلب، فمنعك صدقته، فكان بينكما شيء فقلت لي: إنطلق معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلنخبره بالذي صنع. فانطلقنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه خاثراً، فرجعنا ثم غدونا عليه