الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسن عن علي، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وابن عمرو بن العاص، وجابر، وعمران بن حصين رضي الله عنهم رَفَعوه:«من أرسل نفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبع مائة درهم. ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك فله بكل درهم سبعُ مائة ألف درهم» ثم تلا هذه الآية: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآء} . وقد تقدم (ص 421) ما أنفق أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس، وسعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين في «تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد وإنفاق الأموال» . وسيأتي التفصيل في تلك القصص وغير ذلك في «نفقات الصحابة رضي الله عنهم أجمعين» .
إخلاص النية في الجهاد في سبيل الله
لا أجر لمن يريد الدنيا والذكر
أخرج أبو داود، وابن حِبَّان في صحيحه، والحاكم باختصار، - وصححه - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه رجلاً قال: يا رسول الله؛ رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضاً من الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا أجر له» . فأعظمَ ذلك الناس، فقالوا للرجل عُدْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم لعلَّك لم تُفهمه. فقال الرجل: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا. فقال: «ولا أجر له» . فأعظمَ ذلك الناس، وقالوا عُدْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الثالثة: رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضاً في الدنيا. فقال: «لا أجر له» كذا في الترغيب.
وعند أبي داود، والنِّسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء إجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر ولذِكْر، ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا شيء له» . فأعادها ثلاث مرات، يقول رسول الله:«لا شيء له» ؛ ثم قال: «إنَّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغي به وجهُه» . كذا في الترغيب.
قصة قزمان
وأُرج ابن إسحاق عن عاصم بن عرم بن قتادة رضي الله عنه قال: كان فينا رجل أَتِيّ لا يُدرى من هو يقال له «قُزْمان» ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر:«إنه لمن أهل النار» . قال: فلما كان يوم أُحد قاتل قتالاً شديداً، فقتل هو وحده ثمانية أو سبعة من المشركين، وكان ذا بأس، فأثبتته الجراحة، فاحتُمل إلى دار بني ظَفَر قال: فجعل رجال من المسلمين يقولون له: والله لقد أبليت اليوم يا قُزْمان فأبشر. قال: بماذا أبشر؟ فوالله إنْ قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت. قال: فلما اشتدّت عليه جراحته أخذ سهماً من كِنانته فقتل به نفسه. كذا في البداية.
قصة الأصيرم
وأخرج ابن إسحاق عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه كان يقول:
حدِّثوني عن رجل دخل الجنة لم يصلّ قط، فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو؟ فيقول: أُصَيْرم بني عبد الأشهل: عمرو بن ثابت بن وَقْش. قال الحصين: فقلت لمحمود بن أسد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإِسلام على قومه. فلما كان يوم أُحد بَدَا له فأسلم، ثم أخذ سيفه فغدا حتى دخل في عُرْض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة. قال: فبينما رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: والله إنَّ هذا للأُصَيْرم ما جاء به؟ لقد تركناه؛ وإنه لمنكر لهذا الحديث. فسألوه فقالوا: ما جاء بك يا عمرو؟ أَحَدَب على قومك أم رغبة في الإِسلام؟ فقال: بل رغبة في الإِسلام، آمنت بالله وبرسوله، وأسلمت؛ ثم أخذت سيفي وغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني. فلم يلبث أن مات في أيديهم. فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«إنَّه من أهل الجنة» . كذا في البداية. قال في الإِصابة: هذا إسناد حسن، رواه جماعة من طريق ابن إسحاق. انتهى. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في «المعرفة» بمثله، كما في الكنز؛ والإِمام أحمد بمثله، كما في المجمع؛ وقال: ورجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود، والحاكم من وجه آخر عن أبي هريرة رضي الله
عنه: أن عمرو بن أُقيش كان له رِبا في الجاهلية فكره أن يسلم، حتى يأخذه؛ فجاء يوم أُحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأُحُد. قال: بأُحُد؛ فلبس لأمته، وركب فرسه؛ ثم توجه قِبَلهم. فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنّا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل قتالاً حتى جرح فحمل إلى أهله جريحاً. فجاءه سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال لأخيه سلَمة: حمية لقومه أو غضباً لله ورسوله؟ قال: بل غضباً لله ورسوله. فمات فدخل الجنة؛ وما صلى لله صلاة. قال في الإِصابة: هذا إسناد حسن. وأخرجه البيهقي بهذا السياق - بنحوه.
قصة رجل من الأعراب
وأخرج البيهقي في شدّاد بن الهادِ: أن رجلاً من الأعراب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به واتّبعه، فقال: أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه. فلما كانت غزوة خيبر غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له؛ وكان يرعى ظَهْرهم. فلما جاء دفعوه إليه؛ فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما على هذا اتّبعتك، ولكني اتّبعتك على أن أُرمى ها هنا - وأشار إِلى حلقه - بسهم فأموت؛ فأدخل الجنة. فقال:«إن تصدِق الله يَصْدُقُك» . ثم نهضوا إلى قتال العدوّ. فأُتِيَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحمل، وقد أصابه سهم حيث أشار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «هُوَ هُوَ» قالوا: نعم. قال: صدق الله، فصدقه» ؛ وكفَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدَّمه فصلَّى عليه؛ وكان ممّا ظهر من صلاته:«اللهمّ هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك، قتل شهيداً؛ وأنا عليه شهيد» . وقد رواه النسائي - نحوه. كذا في
البداية. وأخرجه الحاكم بنحوه.
قصة رجل أسود
وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل أسود اللون، قبيح الوجه، لا مالَ لي، فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل، أدخل الجنة؟ قال:«نعم» . فتقدّم فقاتل حتى قتل. فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مقتول. فقال: «لقد حسّن الله وجهك، وطيّب ريحك، وكثّر مالك» ؛ وقال: «لقد رأيتُ زوجتيه من الحور العين يتنازعان جبته عليه يدخلان فيما بين جلده وجبته» . كذا في البداية. وأخرجه الحاكم أيضاً - بنحوه، وقال: صحيح على شرط مسلم، كما في الترغيب.
قصة عمرو بن العاص
وأخرج الإِمام أحمد - بسند حسن - عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: بعث إليّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني» . فأتيته فقال: «إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلِّمَك الله ويُغْنِمَك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة» . فقلت؛ يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال، بل أسلمت رغبة في الإِسلام. قال:«يا عمرو، نِعمَّا المال الصالح للمرء الصالح» . كذا في الإِصابة.