الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله، فقال:«بل أنتم العكّارون وأنا فئتكم» . قال الأسود: «وأنا فئة كل مسلم» . كذا في البداية.
وأخرجه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما بمعناه، وفي حديثه: فقلنا: نحن الفرّارون يا رسول الله فقال: «بل أنتم العكّارون» . فقلنا: يا نبي الله، أردنا أن لا ندخل المدينة، وأن نركب البحر. قال:«لا تفعلوا، فإني فئة كل مسلم» . وأخرجه أيضاً أبو داود، والترمذي: وحسّنه، وابن ماجه - بنحو رواية الإِمام أحمد، كما في التفسير لابن كثير؛ وابن سعد بنحوه.
جزع المهاجرين والأنصار على الفرار يوم الجسر
وقول عمر لهم
وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم عبد الله بن زيد رضي الله عنه، فنادى: الخبر يا عبد الله بن زيد؟ وهو داخل المسجد، وهو يمرّ على باب حجرتي، فقال: ما عندك يا عبد الله بن زيد؟ قال: أتاك الخبر يا أمير المؤمنين. فلما انتهى إليه أخبره خبر الناس، فما سمعت برجل حضر أمراً فحدَّث عنه كان أثبت خبراً منه. فلما قدم فَلُّ الناس. ورأى عمر رضي الله عنه جزع المسلمين من المهاجرين
والأنصار من الفِرار، قال: لا تجزعوا يا معشر المسلمين، أنا فئتكم إنما انحزتم إليّ.
جزع معاذ القاري عن الفرار يوم الجسر وقول عمر له
وأخرج ابن جرير أيضاً: عن محمد بن عبد الرحمن بن الحصين وغيره: أنَّ معاذ القاري رضي الله عنه أخا بني النجار كان ممن شهدها ففرّ يومئذٍ - أي يوم وقعة جسر أبي عبيد -، فكان إذا قرأ هذه الآية:{وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَاّ مُتَحَرّفاً لّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَآء بِغَضَبٍ مّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (الأنفال: 16) ؛ بكى. فيقول له عمر رضي الله عنه: لا تبكِ يا معاذ، أنا فئتك، وإنما انحَزت إِليّ.
ذهاب سعد بن عبيد القاري لغسل ما وقع عنه إِلى الأرض التي فرّ منها
وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب لسعد بن عبيد رضي الله عنهما قال وكان رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إنهزم يوم أصيب أبو عبيد، وكان يسمى «القاري» ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمّى القاري غيره - قال: فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هل لك في الشام؟ فإن المسلمين قد نزفوا به، وإِن العدوّ قد ذئروا عليهم، ولعلك تغسل عنك الهنيهة. قال: لا، إلا الأرض التي فررت منها، والعدوّ الذين صنعوا بي ما صنعوا. قال: فجاء إلى القادسية فقُتل.