الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لهما إلى ثغر الروم. فخرجا إلى الشام فماتا بها. كذا في كنز العمال. وأخرجه أيضاً الزبير عن عمه مصعب عن نوفل بن عمارة بنحوه؛ كما ذكره ابن عبد البر في الإستيعاب.
قول سهيل بن عمرو للرؤساء الذين قدَّم عمر المهاجرين عليهم
وأخرجه الحاكم من طريق ابن المبارك عن جرير بن حازم عن الحسن يقول: حضر أناس باب عمر وفيهم: سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، والشيوخ من قريش رضي الله عنهم. فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب، وبلال، وعمار رضي الله عنهم وقال: وكان والله بدرياً، وكان يحبهم وكان قد أوصى بهم - فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط إنه يأذن لهذه العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا. فقال سهيل بن عمرو - ويا له من رجل ما كان أعقله - أيها القوم، إِني - والله - قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضاباً فاغضبوا على أنفسكم، دُعِيَ القوم ودُعيتم؛ فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لَمَا سبقوكم به من الفضل فيما يرون أشد عليكم فوتاً من بابكم هذا الذي تَنافَسون عليه، ثم قال: إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون ولا سبيل لكم - والله - إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله عز وجل أن يرزقكم الجهاد والشهادة، ثم نفض ثوبه فقام فلحق بالشام. قال الحسن: صدق والله، لا يجعل الله عبداً أسرع إليه معبد أبطأ عنه. وهكذا ذكره في الإستيعاب وأخرجه الطبراني أيضاً عن الحسن بمعناه - مطولاً. قال الهيثمي رجاله رجال
الصحيح، إلا أن الحسن لم يسمع من عمر. انتهى.
وأخرجه البخاري في تاريخه، والباوَرْدي من طريق حُميد عن الحسن بمعناه مختصراً، كما في الإِصابة.
خروج سهيل ومقامه في سبيل الله حتى الموت
وأخرج ابن سعد عن أبي سعيد بن فُضالة - وكانت له صحبة - قال: إصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مُقام أحدكم في سبيل الله ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله» . قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت، ولا أرجع إِلى مكة. قال: فلم يزل مقيماً بالشام حتى مات في طاعون عَمَواس. كذا في الإِصابة. وأخرجه الحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه. مثله.
خروج الحارث بن هشام إلى الجهاد مع جزع أهل مكة عليه
وأخرج ابن المبارك عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: خرج الحارث بن هشام رضي الله عنه من مكة فجزع أهل مكة جزعاً شديداً، فلم يبق أحد يطعَم إلا خرج معهُ يشيِّعه، حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء الله من ذلك، وقف ووقف الناس حوله يبكون. فلما رأى جزع الناس قال: يا أيها الناس، إني - والله - ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر، فخرجت فيه رجال من قريش - والله - ولو أن جبال