الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرج الطبراني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة رضي الله عنه قال: بينما أنس بن مالك وأخوه عند حصن من حصون العدوّ يعني بالحريق - بالعراق -، كانوا يلقون كلاليب في سلاسل محمَّاة، فتعلق بالإِنسان فيرفعون إليهم؛ ففعلوا ذلك بأنس. فأقبل البراء حتى تراءى في الجدار، ثم قبض يده على السلسلة؛ فما برح حتى قطع الحبل. ثم نظر إلى يده، فإذا عظامها تلوح، قد ذهب ما عليها من اللحم. وأنجى الله أنس بن مالك بذلك. كذا في الإِصابة.
وذكره في المجمع عن الطبراني، وفيه: فعَلِق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالكن، فرفعوه حتى أقلّوه من اورض؛ فأُتي أخوه البراء فقيل له؛ أدرك أخاك - وهو يقاتل الناس -، فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار؛ ثم قبض بيده على السلسلة وهي تُدار، فما برح يجرّهم ويداه تُدَخِّنان حتى قطع الحبل. ثم نظر إلى يديه - فذكره؛ قال الهيثمي: وإسناده حسن. انتهى.
تمني الشهادة والدعاء لها
تمني لنبي عليه السلام القتل في سبيل الله
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه؛ ما تخلَّفت عن سريّة تغزو في سبيل الله. والذي نفسي بيده، لوددتُ أنِّي أُقتل في سبيل الله ثم أُحيا، ثم أُقتل ثم أُحيا، ثم أُقتل ثم أُحيا. ثم أُقتل» .
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تضمّن الله لمن خرج في سبيله؛ لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمانٌ بي، وتصديقٌ برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أَرْجِعَهُ إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده، ما نكَلْم يُكْلَم في سبيل الله تعالى إلا جاء يوم القيامة كَهَيْأتِهِ ين كُلِم، لونه لون الدم وريحه ريح مسك. والذي نفس محمد بيده، لولا أن أشقَّ على المسلمين ما قعدت خِلاف سَريّة تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني. والذي نفس محمد بيده لوددتُ أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل» . وأخرج الحديث أيضاً الإِمام أحمد، والنِّسائي، كما في كنز العمال.
تمني عمر الشهادة
وأخرج الطبراني، ابن عساكر عن قيس بن أبي حازم قال: خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس ذات يوم فقال في خطبته: إنَّ في جنات عَدْن قصراً له خمس مائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبي. ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هنيئاً لك يا صاحب القبر. ثم قال: أو صدِّيق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر رضي الله عنه فقال: هنيئاً لك يا أبا بكر. ثم قال: أو شهيد، ثم أقبل على نفسه فقال: وأنَّى لك الشهادةُ يا عمر؟ ثم قال: إنَّ الذي أخرجني من مكة إِلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إليّ الشهادة. كذا في كنز العمال. وزاد في مجمع الزوائد عن
الطبراني: قال ابن مسعود رضي الله عنه: فساقها الله إليه على يد شرّ خلقه عبد مملوك للمغيرة. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شَرِيك النَخَعي وهو ثقة، وفيه خلاف اهـ.
وأخرج البخاري عن أسْلَم عن عمر رضي الله عنه: اللهم إرزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجه الإِسماعيلي عن حَفْصَة رضي الله عنها قالت: سمعت عمر رضي الله عنه يقول: اللهم قتلاً في سبيلك، ووفاةً ببلد نبيك صلى الله عليه وسلم قالت: فقلت: وأنّى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء. كذا في فتح الباري.
تمني عبد الله بن جحش الشهادة
وأخرج الطبراني عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قل له يوم أُحد: ألا تدعو الله؟ فَخَلَوا في ناحية، فدعا سعد فقال: يا رب، إِذا لقيت العدوّ فلقّني رجلاً شديداً بأسُه، شديداً حَرَدُه، أقاتله ويقاتلني، ثم إرزقني الظفر عليه، حتى أقتله وآخذ سَلَبه؛ فأمَّن عبد الله بن جحش. ثم قال: اللهم، إرزقني رجلاً شديداً حَرَدُه، شديداً بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غداً قلتَ: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم فتقول: صدقتَ. قال سعد: يا بُنيّ، كنت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلَّقان في خيط. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح اهـ وهكذا أخرجه البغوي كما في الإِصابة، وابن وَهْب كما في الإستيعاب؛ والبيهقي - مثله: وهكذا
أخرجه أبو نعيم في الحلية، إلا أنه لم يذكر دعاء سعد، واقتصر على دعاء عبد الله.
وأخرجه الحاكم عن سعيد بن المسيِّب قل: قال عبد الله بن جحش رضي الله عنه: اللهم إِنِّي أُقسم عليك أن ألقى العدوّ غداً، فيقتلوني ثم يبقروا بطني، ويجدعوا أنفي وأذني، ثم تسألني بمَ ذاك؟ فأقول: فيك. قال سعيد بن المسيِّب: إني لأرجو أن يبرّ الله آخر قسمه كما برّ أوله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لولا إرسال فيه. وقال الذهبي: مرسل صحيح - اهـ. وهكذا أخرجه ابن شاهين، وابن المبارك في الجهاد، كما في الإِصابة، وأبو نُعَيم في الحلية، وابن سعد.
تمني البراء بن مالك الشهادة
وأخرج أبو نعيم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ربّ ذي طِمْرَين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبّره، منهم البراء بن مالك» رضي الله عنه: فلما كان يومُ تُسْتَر إنكشف الناس فقالوا: يا براء، أقسمْ على ربك. فقال: لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم
فاستُشهد. كذا في الكنز. وأخرجه الترمذي - نحوه؛ كما في الإِصابة.
وأخرجه الحاكم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كم من ضعيف متضعّف ذي طِمْرين، لو أقسم على الله لأبرّ قسمه، منهم البراء بن مالك» رضي الله عنه؛ فإن البراء لقي زحفاً من المشركين - وقد أوجع المشركون في المسلمين - فقالوا: يا براء، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إنك لو أقسمت على الله لأبّرك» . فأقسم على ربك. فقال: أقسمت عليك يا ربّ لَمَّا منحتنا أكتافَهم، ثم التقوا على قنطرة السوس، فأوجعوا في المسلمين.. فقالوا له: يا براء أقسمْ على ربك. فقال: أقسمت عليك يا رب لَمَّا منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم فمُنحوا أكتافهم، وقتل البراء شهيداً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرِّجاه. وقال الذهبي: صحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1 - 7) - نحوه.
تمني حممة الشهادة
وأخرج أبو داود، ومُسدِّد، الحارث، وابن أبي شيبة، وابن المبارك من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري: أن رجلاً يقال له حُمَمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غزا إصبهان زمن عمر رضي الله عنه، فقال: اللهمَّ إنَّ حُمَمة يزعم
أنه يحب لقاءك. اللهم إن كان صادقاً فاعزم له بصدقه، وإن كان كاذباً فاحمل عليه وإن كره - الحديث، وفيه: أنه استشهد، وأن أبا موسى قال: إنه شهيد. كذا في الإِصابة.
وأخرجه أيضاً الإِمام أحمد، وزاد: وإن كان كارهاً فاعزم له وإنكره. اللهم لا يرجع حُمَمة من سفره هذا، فأخذه الموت - قال عفان مرة: البطن - فمات بأصبهان. قال: فقام أبو موسى رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس، والله ما سمعنا فيما سمعنا من نبيكم صلى الله عليه وسلم وما بلغ علمنا إلا أنَّ حُمَمة شهيد. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير داود بن عبد الله الأودي، وهو ثقة؛ وفيه خلاف. انتهى. وأخرجه أيضاً أبو نُعيم - نحوه؛ كما في المنتخب.
تمني النعمان بن مقرِّن الشهادة
وأخرج الطبري عن مَعْقِل بن يَسَار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاور الهُرْمُززان. فقال: ما ترى، أبدأ بفارس، أو بأذْرَبيجان، أم بأصبهان؟ فقال: إنّ فارس وأذربيجان: الجناحان، وأصبهان: الرأس؛ فإن قطعت أحد الجناحين قام الجناح الآخر؛ فإن قطعت الرأس وقع الجناحان؛ فأبدأ بالرأس.
فدخل عمر رضي الله عنه المسجد والنعمانُ بن مقرِّن رضي الله عنه يصلِّي، فقعد إلى جنبه فلما قضى صلاته قال: إِني أريد أن أستعملك. قال: جابياً، فلا؛ ولكن غازياً. قال: فأنت غاز. فوجّهه إلى أصبهان - فذكر الحديث، وفيه: فقال المغيرة للنعمان: يرحمك الله، إنه قد أسرع في الناس، فاحمل. فقال: والله إنك لذو مناقب، لقد شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال، وكان إذا لم يقاتل أول النهار أخَّر القتال حتى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر. قال: ثم قال: إني هازٌّ لوائي ثلاث مرات: فأما الهزة الأولى فقَضَى رجل حاجته وتوضأ، وأما الثانية فنظر رجل في سلاحه، وفي شِسْعة فأصلحه، وأما الثالثة فاحملوا ولا يلوِينّ أحد على أحد، وإن قُتل النعمان فلا يَلْو عليه أحد، فإني أدعو الله عز وجل بدعوة، فعزمت على كل امرىء منكم لَمَّا أمّن عليها: اللهم أعطِ اليوم النعمان الشهادة في نصر المسلمين، وافتح عليهم.
وهز لواءه أول مرة، ثم هزّ الثانية؛ ثم هزَّ الثالثة، ثم شل درعه؛ ثم حمل فكان أول صريع. فقال معقِل: فأتيت عليه، فذكرت عزمته، فجعلت عليه علماً، ثم ذهبت - وكنا إِذا قتلنا رجلاً شَغَل عنا أصحابه - ووقع ذو الحاجبين عن بغلته، فانشقَّ بطنه، فهزمهم الله. ثم جئت إِلى النعمان ومعي إداوة فيها ماء، فغسلت عن وجهه التراب. فقال: من أنت؟ قلت: معقِل بن يَسَار. قال: ما فعل الناس؟ فقلت: فتح الله عليهم. قال: الحمد لله. أكتبوا
بذلك إلى عمر، وفاضت نفسه. وعند الطبري أيضاً عن زياد بن جبير عن أبيه رضي الله عنه فذكر الحديث بطوله في وقعة نهاوند، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا فلم يقاتل أول النهار لم يعجِّل حتى تحضر الصلاة، وتهب الأرواح، ويطيب القتال فما منعني إلا ذلك. اللهمَّ إني أسألك أن تقرّ عيني اليوم بفتح يكون فيه عزّ الإِسلام، وذلّ يذِلّ به الكفار؛ ثم إقبضني إليك بعد ذلك على الشهادة. أمِّنوا - يرحمكم الله - فأمّنّا وبكينا.
وقد أخرج الطبراني حديث معقِل بن يسار رضي الله عنه بطوله مثل ما روى الطبري. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المُزَني، وهو ثقة. انتهى. وأخرجه الحاكم أيضاً عن معقل - بطوله.
رغبة الصحابة في الموت والقتل في سبيل الله يوم بدر قصة خيثمة وابنه سعد في إستهامهما الخروج
أخرجح الحاكم عن سليمان بن بلال رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة وأبوه جميعاً الخروج معه، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمر أن يخرج أحدهما. فإسْتَهما، فقال خيثمة بن الحارث لابنه سعد رضي الله عنهما: إنه لا بدّ لأحدنا من أن يقيم، فأقمْ مع نسائك، فقال سعد: لو كان غيرَ الجنة لآثرتك به، إنِّي أرجو الشهادة في وجهي هذا، فإستهما، فخرج سهم سعد؛ فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر. فقتله عمرو
بن عبد ودّ، وأخرجه أيضاً ابن المبارك عن سليمان، وموسى بن عقبة عن الزهري؛ كما في الإِصابة.
قصة شهادة عبيدة بن الحارث
وأخرج ابن عساكر عن محمد بن علي بن الحسين قال: لما كان يوم بدر فدعا عتبة إلى البراز؛ قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة، وكانا مشَتَبِهَيْن حَدثين، وقال بيده، فجعل باطنها إلى الأرض فقتله. ثم قام شيبة بن ربيعة، فقام إليه حمزة رضي الله عنه، وكانا (مشتبِهين) ، وأشر بيده فوق ذلك فقتله. ثم قام عتبة بن ربيعة، فقام إليه عبيدة بن الحارث رضي الله عنه وكانا مثل هاتين الأسطوانتين، فاختلفا ضربتين، فضربه عبيدة ضربة أرخت عاتقه الأيسر؛ فأسفَّ عتبة لرجل عبيدة، فضربها بالسيف فقطع ساقه؛ ورجع حمزة، علي رضي الله عنهما على عتبة، فأجهزا عليه، وحملا عبيدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في العريش، فأدخلاه عليه فأضجعه رضي الله عنه، ووسَّدَه رجله وجعل يمسح الغبار عن وجهه. فقال عبيدة: أما - والله - يا رسول الله، لو رآني أبو طالب لعلم أنِّي أحقُّ بقوله منه حين يقول:
ونُسلِمُه حتى نُصرَّعَ حوله
ونَذْهَلَ عن أبنائِنا والحلائلِ
ألستُ شهيداً؟ قال: «بلى، وأنا الشاهد عليك» ، ثم مات. فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصَّفْراء، ونزل في قبره وما نزل في قبر أحد غيره. كذا في كنز العمال.
وأخرجه الحاكم عن الزهري قال؛ إختلف عتبة وعبيدة رضي الله عنه بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكرّ حمزة، وعلي رضي الله عنهما على عتبة، فقتلاه، واحتملا صاحبهما رضي الله عنه، فجاءا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد قطعت رجله، ومخُّها يسيل، فلما أتَوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألستُ شهيداً يا رسول الله؟ قال: بلى. فقال عبيدة: لو كان أبو طالب حياً لعلم أنَّا أحق بما قال منه حيث يقول:
ونُسِلمُهُ حتى نُصَرَّعَ حوله
ونَذهلَ عن أبنائنا والحلائل يوم أُحد قصة عمر وأخيه زيد في ترك الدرع لإِرادة الشهادة
أخرج الطبراني عن ابن عمر أن مر رضي الله عنه قال يوم أُحد لأخيه: خذ درعي يا أخي. قال أريد من الشهادة مثل الذي تريد، فتركاها جميعاً. فقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. انتهى. وأخرجه ابن سعد، أبو نعيم في الحلية - نحوه.
قصة حملة علي بن أبي طالب للقتل في سبيل الله
وأخرج أبو يَعلى، وابن أبي عاصم، والبورَقي، وسعيد بن منصور عن