الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي رضي الله عنه قال: لما انجالى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد نظرت في القتلى، فلم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما كان يفرّ، وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا؛ فرفع نبيه، فما (فيَّ) خير من أن أقاتل حتى أقتل؛ فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم، فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم. كذا في كنز العمال. قال الهيثمي: رواه أبو يَعلى، وفيه محمد بن مروان العُقَيلي وثَّقه أبو داود، وابن حِبّان، وضعّفه أبو زُرْعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح. انتهى.
قصة أنس بن النضر
وأخرج ابن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخي بني عديِّ بن النجار قال: انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين، والأنصار رضي الله عنهم وقد ألقَوا بأيديهم - فقال: فما يجلسكم؟ قالوا: قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا، فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قتل. كذا في البداية.
قصة ثابت بن الدحداحة
وأخرج الواقدي عن عبد الله بن عمّار الخَطْمي قال: أقبل ثابت ابن الدَحْداحة رضي الله عنه يوم أُحد والمسلمون أوزاع، قد سقِط في أيديهم،
فجعل يصيح: يا معشر الأنصار، إليّ إليّ. أنا ثابت بن الدحداحة، إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل، فإنَّ الله حيّ لا يموت؛ فقاتلوا عن دينكم فإنَّ الله مظهركم وناصركم. فنهض إِليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين، وقد وقفت له كتيبة خَشْناء فيها رؤساؤهم: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي حهل، وضرار بن الخطاب، فجعلوا يناشدونهم، وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه فأنفذه، فوقع فيها، وقتل من كان معه من الأنصار. فيقال: إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين كذا في الإِستيعاب.
قصة رجل من الأنصار مع رجل من المهاجرين ووصيته له
وأخرج البيهقي في «دلائل النبوة» من طريق ابن أبي نَجيح عن أبيه رضي الله عنه قال: مرّ رجل من المهاجرين يوم أُحد على رجل من الأنصار وهو يتشحَّط في دمه، فقال له: يا فلان، أشعرت أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد قُتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل فقد بلَّغ الرسالة، فقاتلوا عن دينكم. فنزل:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَاّ رَسُولٌ} (آل عمران: 144) . كذا في البداية.
قصة سعد بن الربيع
وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد لطلب سعد بن الربيع رضي الله عنه، وقال لي: «إن رأيته
فأقرأه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف تجدك؟» قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم. فقلت له: يا سعد، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك:«أخبرني كيف تجدك؟» قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام، قل له: يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة؛ وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يُخْلَصَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شُفْر يطرِف. قال: وفاضت نفسه رحمه الله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، لم يخرِّجاه. وقال الذهبي. صحيح. ثم أخرج الحاكم من طريق ابن إسحاق أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة حدَّثه عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟» فذكر الحديث بنحو منه. وقال: فقال سعد: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني في الأموات؛ وأقرأه السلام، وقل له: يقول سعد: جزاك الله عنا وعن جميع الأمة خيراً. قال الذهبي: مرسل - اهـ. وقد ذكر في البداية رواية ابن إسحاق بتمامها. وذكره مالك في الموطأ (ص 175) عن يحيى بن سعيد بمعناه مختصراً. وهكذا أخرجه ابن سعد عن معن عن مالك عن يحيى - مختصراً.
قصة سبعة من الأنصار قتلوا يوم أُحد
وأخرج الإِمام أحمد عن أنس رضي الله عنه عنه أن المشركين لمّا رَهِقوا
النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد - وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من قريش - قال:«مَنْ يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة؟» فجاء رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل. فلما رهقوه أيضاً قال:«من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة؟» حتى قتل السبعة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أنصفْنا أصحابَنا» . ورواه مسلم أيضاً.
وعند البيهقي عن جابر رضي الله عنه قال: إنهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد وبقي معه أحد عشر رجلاً من الأنصار، وطلحة بن عبيد وهو يصعد في الجبل، فلحقهم المشركون. فقال:«ألا أحد لهؤلاء؟» فقال طلحة: أنا يا رسول الله، فقال:«كما أنت يا طلحة» فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل عنه؛ وصعِد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بقي معه، ثم قتل الأنصاري، فلحقوه. فقال:«ألا رجل لهؤلاء؟» فقال طلحة مثل قوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله. فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله، فقاتل، وأصحابه يصعدون؛ ثم قتل فلحقه، فلم يزل يقول مثل قوله الأول، ويقول طلحة أنا يا رسول الله، فيحبسه، فيستأذنه رجل من الأنصار للقتال، فيأذن له، فيقاتل مثل ما كان قبله؛ حتى لم يبق معه إلا طلحة؛ فغشُوهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لهؤلاء؟» فقال طلحة: أنا، فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله، وأصيبت أنمله، فقال حَسِّ. فقال:«لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة، والناس ينظرون إِليك حتى تلج بك في جوّ السماء» ؛ ثم صعِد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم مجمعون. كذا في البداية.