الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ذاك عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. قال الهيثمي: رواه البزَّار من طريقين في إحداهما شيخه علي بن الفضل الكرابيسي ولم أعرفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح، والأخرى ضعيفة اهـ.
بُكاءُ النبي عليه السلام عندما رآه مقتولا
وأخرج الحاكم: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: فَقَدَت يوم أُحد حمزة رضي الله عنه حين فاء الناس من القتال. قال: فقال رجل: رأيته عند تلك الشجرة، وهو يقول: أنا أسد الله وأسد رسوله: اللهم إني أبرأَ إليك مما جاء به هؤلاء - لأبي سفيان وأصحابه -، وأعتذر إِليك مما صنع هؤلاء - من إنهزامهم -، فسارت نحوه. فلما رأى جبهته بكى، ولما رأى ما مُثِّلَ به شَهِق، ثم قال:«ألا كفَنٌ؟» فقام رجل من الأنصار فرمى بثوب. قال جابر رضي الله عنه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سيد الشهداء عند الله تعالى يوم القيامة حمزة» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، لم يخرِّجاه. وقال الذهبي: صحيح.
قصة قتله ومثلته رضي الله عنه
وأخرج ابن إسحاق كما في البداية: عن جعفر بن عمرو بن أمية الضَّمري قال: خرجت أنا وعبد الله بن عديّ بن الخِير في زمان معاوية رضي الله عنه، فذكر الحديث، حتى جلسنا إليه - أي إِلى وحشي - فقلنا: جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته؟ فقال: أما إنِّي سأحدثكما كما حدَّثتُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك: كنت غلاماً لجبير بن مُطْعِم وكان عمه طُعَيمة بن عديّ وقد أُصيب يوم بدر. فلما سارت قريش إلى أُحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عمّ محمد بعمّي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة قلّ ما أُخطىء بها شيئاً. فلما التقى النس خرجت أنظر حمزة وأتبصرَّه حتى رأيته في عُرْض الناس كأنه الجمل الأورق يهدُّ الناس بسيفه هدّاً ما يقوم له شيء، فوالله إِني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة أو بحجر ليدنو مني، إذ تقدَّمني إليه سِباع بن عبد العُزَّى. فلما رآه حمزة رضي الله عنه قال: هلمَّ إِليَّ يا ابن مقطِّعة البُظُور. قال: فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه. قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت في ثُنَّته حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي فغُلب؛ وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر، وقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة، إنما قتلته لأعتَق. فلما قدمت مكة عُتقت، ثم أقمتُ حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف فمكثت بها. فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعيَّت عليَّ الذاهب، فقلت: ألحق بالشام أو بالين أو ببعض البلا، فوالله إنِّي لفي ذلك من همّي، إذ قال لي رجل: ويحك إنه - والله - لا يقتل أحداً من الناس دخل في دينه، وشهد شهادة الحق. قال: فلما قال لي ذلك: خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلم يَرُعه
إلا بي قائماً على رأسه؛ أشهد شهادة الحق. فلما رآني قال لي: «أوحشي أنت؟»