الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: يا رسول الله، أليس أخبرتنا أنَّ خيراً لأحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئاً؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما ذلك عن المسألة، فأما ما كان عن غير مسألة فإنما هو رزق يرزقكه الله» ، فقال عمر: أما - والذي نفسي بيده - لا أسأل أحداً شيئاً، ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته. هكذا رواه مالك مرسلاً، ورواه البيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: - فذكره بنحوه؛ كذا في الترغيب.
قصته مع أبي موسى الأشعري في ذلك
وأخرج ابن سعد، وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أهدى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه لامرأة عمر عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفَيل رضي الله عنهما طنفسة - أُراها تكون ذراعاً وشبراً - فدخل عليها عمر فرآها فقال: أنّى لك هذه؟ قالت: أهداها لي أبو موسى الأشعري، فأخذها عمر فضرب بها رأسها حتى نقض رأسها، ثم قال: عليَّ بأبي موسى الأشعري وأتعِبوه، فأُتي به قد أُتعب وهو يقول: لا تعجل عليَّ يا أمير المؤمنين. قال: ما يحملك على أن تهدي لنسائي؟ ثم أخذها عمر فضرب بها فوق رأسه وقال: خذها، فلا حاجة لنا فيها. كذا في منتخب الكنز.
قصة بيع سفح المقطّم
وأخرج ابن عبد الحكم عن اللَّيث بن سعد قال: سأل المُقَوْقِس عمرو
بن العاص رضي الله عنه أن يبعة سفح المُقَطّم بسبعين ألفَ دينار، فعجب عمرو من ذلك وقال: أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين، فكتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه، فكتب إليه عمر: سَلْه لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزرع ولا تستنبط به ماء ولا ينتفع بها؟ فسأله فقال: إنا لنجد صفتها في الكتب أنَّ فيها غراس الجنة. فكتب بذلك إلى عمر: فكتب إليه عمر: إنا لا نعلم غراس الجنة إلا للمؤمنين، فاقبر فيها مَنْ قِبَلك من المسلمين ولا تبعه بشيء. كذا في كنز العمال.
ردّ أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه المال قصته في ذلك مع عمر رضي الله عنهما في عام الرمادات
وأخرج البيهقي عن أسلم قال: لم كان يوم عام الرمادات وأجدبت بلاد العرب، كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه فذكر الحديث، وقال فيه: ثم دعا أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فخرج في ذلك، فلما رجع بعث إليه بألف دينار، فقال أبو عبيدة: إني لم أعمل لك يا ابن الخطاب إنا عملت لله ولست آخذ في ذلك شيئاً؛ فقال عمر: قد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياء بعثنا لها فكرهنا ذلك فأبى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبلها أيها الرجل، فاستعن بها على دينك ودنياك، فقبلها أبو عبيدة. وأخرجه أيضاً ابن خزيمة، والحاكم نحوه عن أسلم، كما في منتخب الكنز.
رد سعيد بن عامر رضي الله عنه المال قصته مع عمر حين أعطاه ألف دينار
أخرج الشاشي، وابن عساكر عن عبد الله بن زياد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعطى سعيد بن عامر رضي الله عنه ألف دينار، فقال: لا حاجة لي فيها؛ أعط من هو أحوج إليها مني، فقال عمر: على رِسْلك حتى أحدِّثكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن شئت فاقبل وإن شئت فدع، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليَّ شيئاً فقلتُ مثل الذي قلتَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أُعطي شيئاً من غير سؤال لا استشراف نفس فإنه رزق من الله فليقبله ولا يرده» . فقال سعيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، فقبله. كذا في الكنز.
حديث الحاكم والبيهقي في ذلك
وعند الحاكم عن زيد بن أسلم أنَّ عمر قال لسعيد بن عامر بن حذْيَم رضي الله عنه: ما لأوهل الشام يحبونك؟ قال: أراعيهم وأواسيهم؛ فأعطاه عشرة آلاف فردها وقال: إن لي أعبُداً وأفراساً وأنا بخير، وأنا أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: لا تفعل، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني مالاً دونها فقلت نحواً مما قلتَ، فقال لي:«إذ أعطاك الله مالاً لمَ تسأله ولم تَشْرَه نفسك إليه فخذه؛ فإنما هو رزقٌ الله أعطاك إياه» . وعند البيهقي، وابن عساكر عن أسلم كما في الكنز قال: كان رجل من أهل الشام مرضياً فقال له عمر: علامَ يحبك أهل الشام؟ قال: أغازيهم وأواسيهم، فعرض عليه عشرة آلاف،
قال: خذ واستعن بها في غزوك، قال: إني عنها غني - فذكر نحوه.
رد عبد الله بن السعدي رضي الله عنه المال قصته مع عمر رضي الله عنها في ذلك
أخرج أحمد والحُميدي، وابن أبي شيبة، والدارمي، ومسلم والنِّسائي عن عبد الله بن السَّعدي رضي الله عنه أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدَّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً؟ فإذا أُعطيت العُمالة كرهتها، فقلت: بلى، قال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قلت: إن لي أفراساً وأعبُداً وأنا بخير، وأريد أن تكون عُمالتي صدقة على المسلمين؛ قال عمر: فلا تفعل، فإني قد كنت أردتُ الذي أردتَ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطِه أفقرَ إليه مني، حتى أعطاني مرة فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «خذه فتموَّلْه أو تصدَّقْ به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تُتْبعه نفسك» ، وعند ابن جرير عنه قال: إستعملني عمر رضي الله عنه على الصدقة فلما أديتها إليه أعطاني عُمالتي، فقلت: إِنما عملت لله وأجرتي على الله، قال: خذ ما أعطيتك، فإني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني فقلت