الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: نعم يا رسول الله قال: «أقعُد، فحدثني كيف قتلت حمزة» قال: فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي قال:«ويحك يجب عني وجهك فلا أُرَينّك» . قال: فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله عز وجل. فلما خرج المسلمون إِلى مُسَيْلمة الكذاب صاحبِ اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مُسَيْلمة قائماً وبيده لسيف - وما أعرفه - فتهيأت له، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززتُ حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت فيه؛ وشدّ عليه الأنصاري (فضربه) بالسيف، فربُّك أعلم أيُّنا قتله، فإِن كنت قتلته قلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت شر الناس.
وأخرجه البخاري عن جعفر بن عمرو - نحوه، وفي سياقه: فلما أن صف الناس للقتال خرج سِباع فقال: هل من مبارز؟ فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقال له؛ يا سباع، يا ابن أم أنمار مقطِّعةِ البظور أتحادُّ الله ورسوله؟ ثم شدَّ عليه، فكان كأمس الذاهب.
شجاعة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
إختطاف العباس حنظلة من أيدي المشركين وقصة شجاعته
أخرج ابن عساكر عن جابر رضي الله عنه قال: لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف حنظلة بن الربيع رضي الله عنه إلى أهل الطائف، فكلمهم، فاحتملوه ليدخلون حصنهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لهؤلاء؟ وله مثل أجر غزاتنا هذه؟» ، فلم يقم إلا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حتى أدركه في أيديهم، قد كادوا أن يدخلوه في الحصن، فاحتضنه العباس رضي الله عنه
- وكان رجلاً شديداً - فاختطفه من أيديهم؛ وأمطروا على العباس رضي الله عنه الحجارة من الحصن. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له حتى انتهى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذا في الكنز.
شجاعة معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء رضي الله عنهما قصة قتلهما أبا جهل يوم بدر
أخرج الشيخان عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: إنِّي لواقف يوم بدر في الصف، فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثةٍ أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عماه، أتعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما حاجتك إليه؟ قال: أُخبرت أنه يسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجَّبت لذلك. فغمزني الآخر فقال لي أيضاً مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبُكما الذي تسألاني عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبراه. قال:«أيكما قتله؟» قال كل منهما: أنا قتلته، قال:«هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا. قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في السيفين فقال: «كلاكما قتله» ، وقضى بسَلَبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والآخرِ معاذ بن عفراء رضي الله عنهما. وأخرجه الحاكم؛ والبيهقي عن
عبد الرحمن رضي الله عنه بنحوه.
وعند البخاري أيضاً قال عبد الرحمن رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، إِذا التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السنّ، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سِرّاً من صاحبه: يا عمّ، أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي ما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله، أو أموت دونه. فقال لي الآخر: سرّاً من صاحبه مثله. قال: فما سرني أنني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدّا عليه مثلَ الصَّقْرين حتى ضرباه. وهما إبنا عفراء.
وعند ابن إسحاق عن ابن عباس وعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهم قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سَلِمة: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحَرَجَة، وهم يقولون: أبو الحكم لا يُخْلَصُ إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه، فلمَّا أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما شبَّهتها حين طاحت إلا بالنَّوة تطيح من تحت مِرْضخة النوى حين يُضرب بها. قال: وضربني إبنه عِكرمة على عاتقي، فطرح يدي فتعلَّقَت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عمّة يومي، وإني لأسحبها خلفي. آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطّيت بها عليها حتى طرحتها. كذا في البداية.