الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبايعك، فجاء وأبو بكر على المنبر فبايعه. وكان رأي أبي بكر فيه حسناً، كان معظِّماً له؛ فلما بعث أبو بكر الجنود على الشام عقد له على المسلمين، وجاء باللواء إلى بيته، فكلم عمر أبا بكر فقال: تولِّي خالداً وهو القائل ما قال فلم يزل به حتى أرسل أبا أرْوى الدَّوْسي فقال: إن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: أردد إلينا لواءنا، فأخرجه فدفعه إليه، وقال: والله ما سرتنا ولا يتكم، ولا ساءنا عزلكم، وإن المليم لغيرك، فما شعرت إلا بأبي بكر داخل على أبي يتعذر إليه، ويعزم عليه أن لا يذكر عمر بحرف. فوالله ما زال أبي يترحم على عمر حتى مات.
خروج أبي بكر للجهاد وحيداً وقول علي في ذلك
وأخرج السَّاجي عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج أبي شاهراً سيفه راكباً راحلته إلى ذي القَصَّة، فجاء علي بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد: شِمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك» فوالله لئن أصبنا بك لا يكون للإِسلام بعدك نظام أبداً؛ فرجع وأمضى الجيش. كذا في الكنز. وأخرجه الدارقطني أيضاً بنحوه - كما في الإِصابة.
رد الخلافة على الناس خطبة أبي بكر في الخلافة وقوله: ولا حرصت عليها ليلة ولا يوماً قط
أخرج أبو نُعيم في فضائل الصحابة عن أبي بكر رضي الله عنه أنه
قال: يا أيها الناس، إن كنتم ظننتم أني أخذت خلافتكم رغبة فيها أو إرادة إستئثار عليكم وعلى المسلمين، فلا والذي نفسي بيده ما أخذتها رغبة فيها ولا إستئثاراً عليكم ولا على أحد من المسلمين، ولا حرصت عليها ليلة ولا يوماً قط، ولا سألت الله سراً ولا علانية، ولقد تقلَّدت أمراً عظيماً لا طاقة لي به إلا أن يُعين الله؛ ولوددت أنَّها إلى أيِّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يعدل فيها. فهي إليكم ردّ، ولا بَيْعة لكم عندي، فادفعوا لمن أحببتم فإنما أنا رجل منكم. كذا في الكنز.
جواب الصحابة على أبي بكر وقولهم: أنت - والله - خيرنا
وعند الطبراني عن عيسى بن عطية قال: قام أبو بكر رضي الله عنه الغد حين بويع فخطب الناس، فقال: يا أيها الناس، إني قد أَقَلْتُكم رأيكم، إني لست بخيركم فبايعوا خيركم، فقاموا إليه فقالوا: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت - والله - خيرنا. فقال: يا أيها الناس، إنَّ الناس قد دخلوا في الإِسلام طَوْعاً كَرْهاً، فهم عُوَّاذ وجيران الله، فإن استطعتم أن لا يطلُبَنَّكم الله بشيء من ذمته فافعلوا، إن لي شيطاناً يحضرني، فإذا رأيتموني قد غضبت فاجتنبوني لا أُمَثِّل بأشعاركم وأبشاركم. يا أيها الناس، تفقَّدوا ضرائب غِلمانكم، إنَّه لا ينبغي للحم نبت من سُحْتٍ، أن يدخل الجنة، ألا وراعوني بأبصاركم فإن استقمت فأعينوني، وإن زُغْت فأقيموني، وإن أطعت الله فأطيعوني، وإن عصيت الله فاعصوني، كذا في الكنز. قال الهيثمي: في عيسى بن سليمان وهو
ضعيف، وعيسى بن عطية لم أعرفه. انتهى.
جواب عليّ على أبي بكر وقوله له: لا نقيلك ولا نستقيلك
وعند العُشّاري عن أبي الجحَّاف قال: لما بُويع أبو بكر رضي الله عنه أغلق بابه ثلاثة أيام يخرج إليهم في كل يوم فيقول: أيها الناس، قد أقلتكم بيعتكم فبايعوا من أحببتم. وكل ذلك يقوم إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول: لا نُقيلك ولا نستقيلك وقد قدّمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا يؤخرك؟ كذا في الكنز. وأخرجه ابن النجار عن زيد بن علي عن آبائه رضي الله عنهم قال: قام أبو بكر رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل من كاره فأقيله؟ - ثلاثاً يقول ذلك - فعند ذلك يقوم علي بن أبي طالب فيقول: لا والله لا نُقيلك ولا نستقيلك، من ذا الذي يؤخرك وقد قدّمك رسول الله صلى الله عليه وسلم. كذا في الكنز.
قبول الخلافة لمصلحة دينية حديث ابن أبي رافع في الخلافة وما وقع بينه وبين أبي بكر فيها
أخرج ابن راهَوَيْه، والعدَني، والبَغَوي، وابن خُزيمة عن رافع بن أبي رافع قال: لما استخلف الناس أبا بكر رضي الله عنه قلت: يا صاحبي الذي