الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
التشبيه والتمثيل
فى القرآن الكريم كثير من التشبيهات والتمثيلات الآسرة، نجد القرآن يتخذ
من هذا الفن التعبيرى وسيلة من وسائل الكشف والإيضاح، والتهذيب والتريية، والتبشير والإنذار، والترغيب والترهيب، والتزيين والتقبيح، والقوة والضعف، والهداية والضلال، والتعظيم والتحقير. . . إلى آخر هذه الأغراض.
والهدف الدينى هو الطابع السيطر على كل ما في القرآن من تشبيه وتمثيل.
ودراستنا لهذا الفن في القرآن تعتمد على تقسيم التشبيه والتمثيل فيه إلى
مجموعات، كل مجموعة تخدم غرضاً عاما موحداً - وإن وُجِدَت بينها فروق
وخصائص جزئية - وسنتبع هذه المجموعات بنظرة عامة نحاول من خلالها تسجيل ما تفرق فيها من ملاحظات وخصائص هي هدفنا من هذا الفصل.
*
مجموعات التشبيه والتمثيل في القرآن:
وهذه المجموعات يمكن تلخيصها فيما يأتي:
أولا - في شأن الكافرين، وتحت هذه المجموعة أربعة أغراض:
1 -
ضلال المعتقَد
2 -
ضعف المعتقَد.
3 -
بطلان الأعمال
4 -
سوء المصير.
ثانياً - في شأن المؤمنين، وتحت هذه المجموعة غرضان رئيسيان تحت كل
منهما صور مختلفة وسيأتي الحديث عنها مفصلاً، وهما:
1 -
الترغيب: سواء أكان في عقيدة أو سلوك أو حسن مصير.
2 -
الترهيب: سواء أكان من عقيدة، أو سلوك، أو سوء مصير.
ثالثاً - مظاهر القُدرة: وهذه المجموعة تنظم كثيراً من الظواهر التي تدل على
عِظم قُدرة الله في السماء والأرض وما بينهما.
رابعاً - باقة من الزهور.
أولا: في شأن الكافرين
1 -
ضلال المعتقد:
الكافرون والأنعام
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) .
هذه صورة خلاصتها: ومثل داعي الذين كفروا كمثل الذي ينعق. أو: ومثل الذين كفروا كمثل بهائِم الذي ينعق. والمعنى: ومثل داعيهم إلى الإيمان - فى أنهم لا يسمعون من الدعاء إلا جرس النغمة. ودوى الصوت من غير إلقاء أذهان ولا استبصار - كمثل الناعق بالبهائم التي لا تسمع إلا دعاء الناعق ونداءه الذي هو تصويت بها وزجر لها.
ولا تفقه شيئاً آخر ولا تعى كما يفهم العقلاء ويعون.
وقيل: معناه مثلهم في اتباعهم آباءهم وتقليدهم لهم كمثل البهائم
التي لا تسمع إلا ظاهر الصوت ولا تفهم ما تحته، فكذلك هؤلاء يتبعونهم على ظاهر حالهم ولا يفقهون أهم على حق أم على باطل.
وقيل: معناه مثلهم في دعائهم الأصنام كمثل الناعق بما لا يسمع. ولكن
هذا التوجيه لا يساعد عليه قوله تعالى: (إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً) . لأن الأصنام
لا تسمع شيئاً.