الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما كانت هذه المعاني قريبة جداً من المعنى اللغوي للكلمة فلنكتف بهذه
الإشارة إليها دون الخوض في ذكر الأمثلة.
فذلك لا يؤدى إلى جديد.
* *
*
المعاني المرادة من " خبث
":
وأما مادة " خبث " فقد مرَّت أمثلتها مع - مادة " طاب " لأنها لم ترد
منفردة.
ولو رجعنا إلى تلك الأمثلة لبانَ أن القرآن يستعمل تلك المادة مجازاً
فى الأغراض الآتية:
1 -
أن يُطلقها على الحرام والباطل.
2 -
أن تأتي وصفاً لبلد.
3 -
أن تكون صفة لفريق من الناس.
4 -
أن تكون وصفاً لكلمة.
5 -
أن تكون وصفاً لشجرة.
وإلى هنا ينتهى دور هذه المادة في القرآن الكريم.
وتفترق عن مادة " طاب " بأن " طاب " إذا جرى وصف منها على الرزق فلا يمنع ما منع من إرادة المعنى الحقيقي.
أما " خبث " إذا جاءت وصفاً للكسب أو الرزق فإنه مجاز دائماً لأن
الحرام قد يلذ حساً.
* *
*
الإصر والأغلال
(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) .
وهذه صفة من صفات الرسول.
فهو بعد أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر
وإحلال الطيبات لهم وتحريم الخبائث.
يضع عنهم الأمور الشاقة التي كانت
تأصرهم وتثقل كواهلهم والأغلال التي كانت تكبلهم من الحركة وحرية التصرف.
تلك صفة من صفات الرسول يجدونها مكتوبة عندهم في التوراة والإنجيل. فهى إذن نعمة عظيمة لأن فيها تحرير الإنسان.
وقد نص المفسِّرون على أن المراد بـ " الإصر والأغلال " هو التكاليف
الشاقة.
قال الإمام النسفي في تفسير " الإصر ": " المراد التكاليف الصعبة
كقتل النفس في توبتهم وقطع الأعضاء الخاطئة ".
وقال في تفسير " الأغلال ": " هي الأحكام الشاقة نحو بت القضاء
بالقصاص عمداً كان أو خطأ من غير شرع الدية وقرض موضع النجاسة من الجلد والثوب وإحراق الغنائم وظهور الذنوب على أبواب البيوت.
شبهت بالغل للزومها لزوم الغل ".
ويتابع النسفي كثير من المفسرين.
وفي العبارة مجاز تمثيلي شُبِّهت فيه هيئة القوم وما هم فيه من تكاليف شاقة
بهيئة قوم ينوؤون بأثقال وأحمال وقد قُيّشدوا في السلاسل والأغلال فجاء رجل وخلصهم مما هم فيه ففك أغلالهم. وأنزل أحمالهم. فذلك هو هو إنسان النور والخلاص.
هذا من حيث النظر إلى التعبير جملة. فإذا انظرنا إليه نظرة تفصيلية فإننا
نحصل على ثلاثة مواضع فيه للمجاز المفرد. وهي: " يضع " لأن الموضع فى
أخص معانيه الحط. ولا يقال إلا لحامل شىء قد أنزله.
و" الإصر " هو الحمل الثقيل حساً.
واستعماله هنا في المعنويات مجاز، وكذلك " الأغلال "
لأن الأغلال هي السلاسل والقيود الحسية.
* *