الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وإذا لم تخل من تاء الافتعال. كانت بمعنى " الشراء " لا البيع، إلا
فى موضع واحد جاءت فيه بمعنى " البيع " وسنشير إليه عند وروده.
وهي في هذه الحالة في جميع الصور مستعملة استعمالاً مجازياً إلا في موضع واحد جاءت فيه على المعنى الحقيقي.
وهو قوله تعالى حكاية عن عزيز مصر:
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)
فالشراء هنا حقيقة وليس مجازاً.
وقد مضى إخبار القرآن عن إخوة يوسف.
وأن " شَرَوه " هناك بمعنى باعوه حقيقة لا مجازاً، وكذلك فإن " اشترى "
هنا من بين أخواته وقع بمعنى الشراء حقيقة لا مجازاً.
وهذه معادلة تدعو إلى الدهش والاستغراب.
*
المجاز اللغوي في " شَرَى
":
أما مجيء المادة على المجاز اللغوي فيتمثل في العشرين موضعاً الآتية:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) .
لما كان المجاهد يبذل نفسه في سبيل الله ويدفع بها إلى الأخطار.
والنفس أغلى شيء يمتلكه الإنسان والجود بها أسمى مراتب الجود.
ولما كان يبذل ماله مع روحه في سبيل الله، وللمال عند الناس شأن عظيم.
والمجاهد يتحمل من المشقات في المرابطة والسهر، وهجر المال والزوجة والولد مقبلا على ربه. حاملاً روحه في كفه. . فإن الله يثيبه على هذه الأعمال الجليلة أجراً عظيماً فليس له مأوى إلا الجنة.
فهنا نفس مبذولة. ومال مبذول. يقابلهما رضا الله وفضله لمن صحت نيته
فى الجهاد وأكرمه الله بالاستشهاد.
صور القرآن هذه الحالة بما فيها من طرفين متقابلين بصورة البيع والشراء،
فالمجاهد بائع نفسه وماله لله. والله مشتر تلك النفس الطاهرة وذلك المال المزكى.
المؤمن المجاهد يقدم نفسه وماله عروضاً مبيعة. والله ينعم بالرضوان والجنة ثمناً
مبذولاً.
وهذه عملية رابحة. . فالنفس لا شك ميتة. والمال زائل أو مُفارَق.
أما الجنة فلا تُنال إلا لمن عمل لها كالمجاهدين.
فالتعبير يحتمل المجاز المركب.
وهو فيه أظهر، كما يحتمل الإفراد،
وفي إسناد الشراء إلى الله إشعار بضمان الثمن ووفرته.
وقد صرحت بهذا نفس الآية إذ جاء فيها: (وَمَنْ أوْفَى بعَهْده منَ الله) ظ
. . لا أحد.
وإذا أخذنا باعتبار أن المجاز فيها مفرد. ففى " اشترى " استعارة تصريحية
تبعية. وقد مهدت ورشئحت لاستعارة أخرى من جنسها وهي قوله تعالى:
(فَاسْتَبْشرُواْ ببَيْعِكُمُ الذي بَايَعْتُم به) . . . فاكتمل بذلك شطرا الحسن
وإن هاتين الاستعَارتين لتتعانقان. فماَ دَام الله مشترياً لنفس ومال المجاهدين.
فهم - إذن - بائعون. فليستبشروا ببيعهم هذا. . ومَن أوفى بعهده من الله؟
وتلك بقية المواضع: (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى) .
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوا الحَيَاةَ الدُنْيَا بِالآخِرَة) .
(بئْسَمَا اشْتَرَوا به أنفُسَهُمْ أن يَكْفُرُواْ بِمَا أَنزلَ اللهُ بَغْياً) .
(وَلقَدْ عَلِمُواْ لمَنَ اشْتَرَاهُ مَا لهُ فِى الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) .
والموضع الثالث هو الموضع الذي لم تخل فيه المادة من تاء الافتعال.
ودلت مع ذلك على البيع دون الشراء
مخالفة بذلك سنن أخواتها حسبما ذكرنا آنفاً.
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ) .
(إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا) .
(فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) .
(اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) .
(وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا) .
(وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) .
(فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا) .
(لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا) .
(وًيشْتَرُونَ بِهِ ثَمَمْاً قَلِيلًا) .
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ) .
(وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) .
(خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) .
(يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) .
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) .
وبهذا اكتملت مواضعها الخمسة والعشرون.