الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالاختصاص من تقديم المفعول " إياي " والتوكيد من تكرار الفعل الفسر
ولعل هذا هو الفرق الذي قصد إليه الزمخشري بين: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) .
و (إيَّاكَ نَعْبُدُ) لأن " إياك " منصوب بالفعل بعده لعدم اشتغاله بسواه
و (إيَّاكَ نَعْبُدُ) يفيد الاختصاص - دون التوكيد - لعدم إرادة تقدير فعل
قبل " إياك ".
* *
*
إيضاح:
وفي على حذف الفعل - هنا - لإفادة الاختصاص مجاراة لما ذكره الزمخشري
والسيد وصاحب المطول " وإلا فالحقيقة أن الاختصاص مستفاد من تقديم المفعول لا من التكرار. بدليل وجود الاختصاص مع عدم التكرار المفهوم من الحذف ".
وإلى هذا يشير السيد في حاشيته على المطول فيقول:
" وقدم المفعول عوضاً عنه - أي عن الشرط المحذوف - على أحد الرأيين مع كون تقديمه مفيداً لأمرين أخريين: الاختصاص وصيرورة " الفاء " متوسطة في الكلام كما هو حقها.
فصار الكلام هكذا: " إياى فارهبوا. ثم كرر الفعل تأكيداً وقصداً ".
* * *
*
حذف الفعل اكتفاءً بآخر:
وقد يُحذف الفعل لوقوعه في خير فعل آخر لكل منهما معموله في الكلام.
ولقوة اختصاص ذلك المعمول بفعله. ودليل الحذف في هذا النوع هو العُرف
اللغوي، أو الشرعي. . فمن الأول قوله تعالى:
(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ)
والتقدير: فأجمعوا أمركم. وادعوا شركاءكم، وَقد جاء ذلك
صريحاً في قراءة ابن مسعود وأُبيٍّ. فقد نص على ذلك الزمخشري،
وابن الأثير.
فـ " أمركم " معمول " أجمعوا ". . و " شركاءكم " معمول الفعل
المحذوف " ادعوا "، والدليل هو العُرف اللغوي إذ لا يصح أن يتعلق
" الشركاء " بإجماع الأمر والرأي.
أما السبب فإيجاز مع تكثير المعنى. ولإخراج المعمولين المختلفى العامل
مخرج المعمولين لمعمول واحد لسبق إجماع الرأي على دعوة الشركاء. .
ولأن كِلَا الأمرين مطلوبان لموقف واحد هو أن يتحدوا ما استطاعوا ضد نبي الله نوح عليه السلام. ولينظروا بعد حشد كل ما يمكنهم من عوامل الانتصار مَن هو المنتصر؟
والواو ليست عاطفة مفرداً على مفرد. بل جملة على جملة - كما ترى.
وعليه جاء قول الشاعر:
" علفتها تبناً وماءً بارداً " - أي: وسقيتها ماءً بارداً
ومثله: " وزججن الحواجب والعيونا ". أي: وكحلن العيون.
لأن العُرف اللغوي يمنع من تشريك ما بعد " الواو " مع ما قبله في حكمه. لأن لكل منهما متعلقاً خاصاً لا يصح تعليق الآخر به، وجعل الفعل المذكور - فى الظاهر - للمعمولين - وهو في الواقع لأحدهما ضرب من التعبير فيه خلابة وسحر.
ويرى الزمخشري أن " الواو " في الآية الكريمة ليست للعطف.
بل هي بمعنى " مع "، ويرى أن مجيء الشركاء على هذا الموضع فيه معنى التهكم.
وكِلَا التوجهين لا يأباه الأسلوب.