الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسره البلاغي في الموضعين: إبراز المعنوي في صورة المحسوس للإيضاح
والتقرير. هذا في تشبيه الإزالة بالخطف. .
لأن الخطف يفيد نزع الأبصار نفسها
من أماكنها وتركها بلا آلة بصر.
أما الإزالة فقد يقف معناها عند سلب الأثر وهو الإبصار دون آلته.
وفي المجاز العقلي صار البرق عدواً لهذا الفريق. ذا إرادة وتدبير وتربص. .
يتحين الفرص ثم يقفز في حركة سريعة وينزع أبصارهم من أماكنها ثم يولى.
وأين لهم أن يطلبوه وهم لا يبصرونه ولا يعرفون طريقه. هو في السماء وهم
على الأرض!
*
*
منهج القرآن في مادة " خطف
":
وقد ذكرت مادة " خطف " في القرآن على سبيل المجاز في الصور الآتية:
1 -
(تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) .
2 -
(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا) .
3 -
(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) .
4 -
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) .
5 -
(إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) .
يقول الراغب في توجيه هذه الاستعمالات:
الخطف والاختطات: الاختلاس بالسرعة يقال: خَطفَ - يَخْطِفْ - وخُطِفَ يُخْطفْ.
يعني (وَيُتَخَطَّفُ الناسُ منْ حَوْلهمْ) : أي يُقتلون ويُسلبون. .
وعلى هذا فإن المجاز ظاهر فيما عدا: " فتَخَطفه الطير " لأن الاستعمال الحقيقي هنا أقرب إلى التصوير لأن الطير يخطف الهاوي جزءاً جزءاً.
وعلى هذا أيضاً يمكن أن نقول:
أولاً: إن هذه المادة في القرآن الكريم يغلب عليها جانب المجاز إذ هو ظاهر
فى كل أمثلتها - ما عدا موضعاً واحداً - فإن الحمل على المعنى الحقيقي فيه
أقرب إلى التصور.
ثانياً: إن هذه المادة لم تستعمل فيه إلا في مقام الامتنان.
وذلك في موضعين:
أحدهما: (تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) .
وثانيهما: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) .
أو مقام الخوف والهلاك وذلك في بقية مواضعها:
(يَكَادُ البَرْقُ يَخْطفُ أبْصَارَهُمْ) .
(إن نتبِع الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطفْ مِنْ أرْضِنَا) .
(فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) .
(إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) .
وعلى هذا - أيضاً - يمكن القول بأن هذه المادة في القرآن مادة مجاز.
وقد أسند القرآن إلى البرق في هذه الآية فعلين آخرين غير الخطف: