الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الحقيقة والمجاز في مادة " أخذ
":
ومادة " أخذ " في القرآن استعملت في المعنيين - الحقيقي والمجازي -
والمعنى المجازي لها فيه عدة صور:
1 -
فأحياناً يأتي بمعنى الهلاك والدمار.
ويغلب في هذا النوع أن يكون إسنادها إلى الله تعالى.
أو إلى ظواهر طبيعية كالرجفة والصيحة والصاعقة والطوفان.
والإسناد إلى الله حقيقي بداهة.
أما الإسناد إلى الظواهر الطبيعية فعلي طريق المجاز العقلي.
وعلاقته - دائماً - السببية. .
ومن أمثلة هذا النوع:
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) .
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) .
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) .
(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) .
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) .
2 -
وأحياناً يكون بمعنى الابتلاء والاختبار.
والإسناد في هذا النوع لا يكون إلا لله ومن أمثلته:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) .
(وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) .
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) .
ولعل معنى الابتلاء والاختبار واضح في هذه الآيات الثلاث.
3 -
وأحياناً يكون بمعنى العقاب والمجازاة.
ومن أمثلته:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) .
(قَالَ مَعَاذَ اللهِ أن نَأخُذَ إلا مَن وَجَدنا مَتَاعَنَا عندَهُ) .
(مَا كَانَ لِيَأخُذَ أخَاهُ فِى ديِنِ الملِكِ) .
وإنما كان الأخذ هنا بمعنى العقاب - أعنى آيتى يوسف -
لما ذكره الزمخشري من أن السارق في شريعة يعقوب يغرم مثل ما أخذ وإلا استُرِقَّ سنة.
ولهذا كان حمل الأخذ على معنى العقاب أظهر وأولى.
بل على معنى الاسترتاق.
4 -
ومرة يكون بمعنى الهيمنة والسلطان.
وذلك مثل قوله تعالى: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) .
5 -
وأخرى تكون بمعنى الإمساك.
ومنه قوله تعالى:
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)
(يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي) .
6 -
وحيناً بمعنى التقبل. ومثاله: (هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) .
7 -
وآخر بمعنى الغلبة ومثاله: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) . .
لأن الذي ينام يغلبه النوم فيمتثل له. والله سبحانه منزه عن هذا.
8 -
وبمعنى الإعداد. ومثاله قوله تعالى: (وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ) .
9 -
وتأتي كذلك بمعنى التوثق والعهد. ومن أمثلته:
(وَإذْ أُخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ) .
(وَإذْ أُخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النبيِينَ لمَا آتَيْتُكُم مًن كِتَابٍ وَحِكْمَة) .
(وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) .
10 -
وتأتي بمعنى اللبس والتزين. ومن أمثلته:
(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ) .
(يَا بَنِى آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلً مَسْجِدٍ) .
11 -
وتأتي معنى الاستحضار والاستصحاب، ومن أمثلته:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ) .