الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ص)(فَقَالَ أحَطتُ بِمَا لمْ تُحطْ به) .
(ق)(أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) .
(ر)(وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا) .
(ش)(لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)) .
(ت)(لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ) .
(ث)(وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) .
*
*
صياغة القرآن لمادة " أحاط
":
تلك هي المواضع التي استخدم القرآن فيها مادة " أحاط " استعمالاً
مجازياً، وقد بلغت خمسة وعشرين موضعاً باعتبار أن آية " النمل " فيها
موضعان: " تحيطوا "، و " لم تحط ". وقد ترددت هذه الصور من حيث
الصياغة بين الفعل الماضي والمضارع واسم الفاعل. وهذا أكثرها إذ بلغت صوره عشراً وكذلك الفعل الماضي.
أما المضارع فأقل الأنواع إذ لم تزد صوره عن سبع.
*
*
المعاني الواردة فيها:
أما من حيث المعنى فإن هذه المادة قد استعملت - مجازاً - في الأغراض
الآتية:
1 -
العلم. وهو أكثر مواضع استعمالها مثل: (وَلا يُحيطونَ بشَىْءٍ
مِنْ عِلمِهِ) .
ومثل: (وَقَدْ أحَطنَا بِمَا لدَيْهِ خُبْرًا) .
ومثل: (وَأن اللهَ قَدْ أحَاطَ بِكُل شَىْءٍ علمًا) .
2 -
القدرة مثل: (وَإذْ قُلنَا لكَ إن رَبَّكَ أَحَاطَ بِالناسِ) .
ومثل: (وَاللهُ مِن وَراهِم مُحِيطٌ) .
ومثل: (وَظنُواْ أنهُمْ أُحَيطَ بِهِمْ) .
3 -
المنع: مثل: (إلا أن يُحَاطَ بكُمْ) . .
أي إلا أن تمنعوا وتغلبوا.
4 -
الحفظ: مثل: (ألَا إنهُ بكُلِّ شَيء مُحِيطٌ) . . أي حافظ له
من جميع جهاته.
5 -
الحصر والشمول مثل: (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)
إذ هو من إحاطة العدو وهو صفة لليوم لا للعذاب،
والمراد: محيط بهلاكه وعذابه.
ومنه قوله تعالى: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) . . أي أهلك كله.
قال الزمخشري: " وأحيط به: عبارة عن إهلاكه وأصله من: أحاط به
العدو. لأنه إذا أحاط به فقد ملكه واستولى عليه.
ثم استعمل في كل إهلاك.
ومنه قوله تعالى: (إلا أنُ يَحَاطُِ بْكم) .
قلت فيما سبق: " أن بعض هذه المواضع قد يحوى مجازين: لغوياً وعقلياً.
وذلك مثل قوله تعالى: (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) . .
فقد أسند اسم الفاعل: " محيط " إلى ضمير اليوم.
وفاعل الإحاطة فى الواقع هو الله تعالى، إذن ففى هذا الإسناد مجاز عقلي علاقته الزمانية.
وسره البلاغي المبالغة في شدة هوله حتى كأن اليوم نفسه أصبحت له إرادة
الهلاك والقصاص العادل منهم.
ومنه قوله تعالى: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) .
*
" مواضع الحقيقة والمجاز فيها:
ومن هذا كله نستنتج:
1 -
إن القرآن لم يستعمل هذه المادة في معانيها الحقيقية اللغوية إلا فى
سياق الحديث عن جهنم.
فإذا ما خرج الحديث عن جهنم فإن الاستعمال المجازي لازم لها في جميع
صورها.
2 -
إن المجاز يغلب على هذه المادة إذ جاء في أربع وعشرين صورة تقدم
الحديث عنها.
أما الاستعمال الحقيقي فقد اقتصر على مواضع ثلاثة.
هي التى تحدثت عن وجهنم وسرادقها.
ولذلك يمكن القول بأن مادة " أحاط " في القرآن مادة مجاز.
*