الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) .
(عَلِمَ أن سَيَكُونُ مِنكُم مَرْضَى) .
* *
*
موازنة ضرورية:
وهذه هي مواضع استعمال المادة في معناها اللغوى. إذ لا مجاز في واحد
منها وقد ذكرتها تمهيداً لإجراء موازنة بين الاستعمالين المجازي والحقيقي أراها
- ضرورية في هذا المجال.
وهذه الموازنة تعتمد على الحقائق الآتية:
أولاً: أن القرآن يقصر استعمال هذه المادة استعمالاً مجازياً إذا كانت اسماً -
وإن شئت فتتبع مواضع استعمالها اسماً حيث جاءت وصفاً للقلوب فلا تجد
واحداً متها خرج عن نطاق الاسمية.
وهو في استعماله لها استعمالاً مجازياً ما فارقت وصف القلب في أي موضع
كذلك.
وقد جاءت جزءاً من صلة الموصول الاسمى " الذي،، ولم تخرج عن هذه
الحال إلا في موضع واحد هو آية " النور ": (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا) ، وهي كذلك واردة في شأن المنافقين. بدليل عطف " الكافرين "
عليها في قوله تعالى: (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ)
. . أما عطفه على (المنافقَون) فىَ مثل قوله تعالى:
(إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ)
فلا يبعد أن يكون عَطف تفسير.
ثانياً: أما استعمال القرآن لها في معانيها اللغوية فذلك مقصور على
حالتين:
(أ) إذا كانت فعلاً. وهي كذلك في موضع واحد. وهو آية الشعراء
حكاية عن إبراهيم عليه السلام: (وَإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) .
(ب) إذا كان وصفاً مشتقاً - مفرداً كان أو مجموعاً - وهي في هذه
الحالة لا ترد إلا في مقام التشريع وتيسير الأحكام.
والمتتبع لمواضعها التي أثبتناها - قبلاً - يجد المادة موزعة حسب المنهج
الذي شرحناه.
وهذه سمة من سمات الأسلوب القرآني ودعامة من دعامات إعجازه مثيرة
مدهشة، فيها دقة وعمق نظر.
أما الدقة. . فلالتزام هذا المنهج الفريد وما كان هناك حَرَج لو خولف لا فى
واقع اللغة ولا في طبيعة الأسلوب.
وأما عمق النظر. . فللبحث عن سر هذا الالتزام وما روعي فيه من لطائف
ودقائق يعز فهمها وتوجيهها.
* * *
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) .
دعوى الإيمان من المنافقين غير رائجة.
أما نسبتهم الكفر إلى أنفسهم فرائجة ما في ذلك شك.
والخطاب في الشق الأول من الآية مع مؤمنين ينكرون كل
الإنكار أن يؤمن أهل النفاق.
والخطاب في الشق الثاني منها موجه إلى شياطينهم.
وهم لا ينكرون أنهم معهم باقون على الكفر والنفاق.
* *