الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابن عمر قال: أقبَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الغائِطِ، فلَقِيَه رجلٌ عندَ بئرِ جَمَلٍ، فسَلَّمَ عليه، فلم يَرُد عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى أقبَلَ على الحائِطِ، فوضعَ يَدَه على الحائِطِ، ثمَّ مسحَ وجهَه ويَدَيهِ، ثمَّ رَدَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم -على الرجلِ السَّلامَ (
1).
120 -
باب الجنب يتيمم
332 -
حدَّثنا عمرُو بن عَون، أخبرنا خالد (ح)
وحدثنا مُسدَّد، حدَّثنا خالدٌ -يعني ابنَ عبد الله الواسطي- عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، عن عمرو بن بُجْدان
عن أبي ذَرٍّ، قال: اجتَمَعَت غُنَيمةٌ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم -فقال: "يا أبا ذَرّ، ابدُ فيها" فبَدَوتُ إلى الرَّبَذَةِ، فكانت تُصيبُني الجنابةُ، فأمكُثُ الخمسَ والسِّتَ، فأتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أبو ذَرٍّ! " فسَكَتُّ، فقال:"ثَكِلَتكَ أُمُّكَ أبا ذَرّ، لأُمِّكَ الوَيلُ" فدعا لي بجاريةٍ سوداءَ، فجاءت بعُسٍّ فيه ماءٌ، فسَتَرَتني بثَوبٍ، واستَتَرتُ بالراحِلَةِ، واغتَسَلتُ، فكأنِّي ألقَيتُ عنِّي جَبَلاً، فقال:"الصَّعيدُ الطيَّبُ وضوءُ المُسلِمِ ولو إلى عشرِ سِنينَ، فإذا وَجَدتَ الماءَ فأَمِسَّه جِلدَكَ، فإنَّ ذلك خيرٌ"
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الله بن يحيي البرلسي. وجعفر ابن مسافر -وإن كانت له أخطاء- متابع، وباقي رجاله ثقات. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن الهاد.
وأخرجه البيهقي 1/ 206 من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني (677) من طريق الحسن بن عبد العزيز الجروي، عن عبد الله ابن يحيي، به.
وانظر ما سلف برقم (16).
ويشهد له حديث أبي الجهيم السالف برقم (329).
وقال مُسدَّد: غُنَيمة مِنَ الصَدَقة
(1)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عمرو بن بجدان، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 171/ 5، وقال: يروي عن أبي ذر وأبي زيد الأنصاري، روى عنه أبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- ووثقه العجلي، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وصحح حديثه هذا الترمذي وابن حبان والحاكم، خالد الحذاء: هو ابن مهران.
وهو بطوله في "صحيح ابن حبان"(1311) و (1312).
وأخرج قوله: "الصعيد الطيب وضوء المسلم
…
" الترمذي (124) من طريق سفيان، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(21371).
وانظر ما بعده.
وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة عند البزَّار (310 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(1355)، ولفظ الطبراني: كان أبو ذر في غنيمة له بالمدينة، فلما جاء قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يا أبا ذر"، فسكت، فردها عليه، فسكت، فقال:"يا أبا ذر، ثكلتك أمك" قال: إني جنب، فدعا له الجارية بماء فجاءته، فاستتر براحلته واغتسل، ثمَّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يجزئك الصعيد ولو لم تجد الماء عشرين سنة، فإذا وجدته فأمِسه جلدك" ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 261، وصحح إسناد ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 266.
قوله: "ابدُ فيها" أي: اخرج إلى البادية فيها.
والربذة: قرية من قرى المدينة على ثلاث مراحل منها قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز نزل بها أبو ذر الغفاري في عهد عثمان ومات بها، وقد ذكر في حديث البخاري (1406) سبب نزوله فيها، فقد جاء في الحديث نفسه أن زيد بن وهب سأل أبا ذر عن نزوله فيها، لأن مبغضي عثمان رضي الله عنه كانوا يشنعون على أنه نفى أبا ذر، وقد بين أبو ذر أن نزوله في ذلك المكان كان باختياره، وقد أمره عثمان بالتنحي عن المدينة لدفع المفسدة التي خافها على غيره من مذهبه الذي انفرد به من بين الصحابة أن كل مال مجموع يفضل عن القوت، وسداد العيش يُعد كنزاً ويحرم ادخاره، فاختار الربذة.
والعُسُّ: القدح الكبير.
قال أبو داود: وحديثُ عمرو أتمُّ.
333 -
حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حمَّاد، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن رجلٍ من بني عامر، قال:
دَخَلتُ في الإسلام، فأهمَّني ديني، فأتيتُ أبا ذَر، فقال أبو ذَرّ، إني اجتوَيَتُ المدينةَ، فأمَرَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بذَوْدٍ وبغَنَمٍ، فقال لي:"اشرَبْ مِن ألبانِها" -وأشكُّ في "أبوالها"- فقال أبو ذرّ: فكنتُ أعزُبُ عن الماءِ ومعي أهلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فأصلّي بغيرِ طهورٍ، فأْتيتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم -بنصفِ النَّهارِ، وهو في رَهْطٍ مِن أصحابِه، وهو في ظِل المَسجِدِ، فقال:"أبو ذر! " فقلتُ: نعم، هَلَكتُ يا رسولَ الله، قال:"وما أهلَكَكَ"؟ قلتُ: إنِّي كنتُ أعزُبُ عن الماءِ ومعي أهلي، فتُصيبُني الجَنابةُ فأُصلِّي بغير طهورٍ، فأَمَرَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بماءٍ، فجاءت جاريةٌ سَوداءُ بعُسٍّ يَتَخَضخَضُ ما هو بمَلآن، فتَسَتَّرتُ إلى بعيرٍ، فاغتَسَلتُ، ثمَّ جِئتُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا ذر، إنَّ الصَّعيدَ الطَّيِّبَ طَهورٌ، وإن لم تَجِدِ الماءَ إلى عَشرِ سِنينَ، فإذا وَجَدتَ الماءَ فأَمِسَّه جِلدَكَ"
(1)
.
(1)
صحيح لغيره دون قوله: "وأبوالها" فقد تفرد بها حماد -وهو ابنُ سلمة البصري- وشك فيها، وخالفه حماد بن زيد فيما ذكر المصنف -وهو أضبط من ابن سلمة- فلم يذكرها.
وهو بطوله دون وصف الألبان والأبوال في "مسند أحمد"(21304).
وأخرج قوله: "إن الصعيد الطيب طهور
…
" النسائي فى "الكبرى" (307) من طريق سفيان، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسمى سفيان الرجل عمرو بن بجدان.
وهو في "صحيح ابن حبان"(1313).