الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91 - باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسٍ
233 -
حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا حمَّاد، عن زياد الأعلم، عن الحسن عن أبي بكرة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخلَ في صلاةِ الفَجرِ، فأومَأَ بيدِهِ: أنْ مكانَكُم، ثمَّ جاءَ ورأسُهُ يَقطُرُ فصلَّى بهم
(1)
.
(1)
رجاله ثقات، لكن الحسن -وهو ابن أبي الحسن يسار البصري- مدلس، رواه بالعنعنة. حماد: هو ابن سلمة، وزياد الأعلم: هو ابن حسان الباهلي.
وأخرجه الشافعي فى "الأم" 1/ 67، وأحمد (20420) و (20426) و (20459)، وابن خزيمة (1629)، والطحاوي في "شرح المشكل"(623)، وابن حبان (2235)، والبيهقي 397/ 2 و 3/ 94، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 175 و 177 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بعده.
وقد وقع في حديث أبي بكرة هذا أن الانصراف كان بعد التكبير، وكذا جاء فى حديث علي عند أحمد (668)، وحديث أنس عند الطحاوي فى "شرح المشكل"(624)، والدارقطني (1362)، والبيهقي 2/ 399، وإسناد حديث علي ضعيف، وحديث أنس روي مرسلاً عند الدارقطني (1363). وكذا سيأتي عند المصنف بإثر الحديث (234) من مرسل سليمان بن يسار ومرسل الربيع بن محمَّد.
وجاء في حديث أبي هريرة الآتي برقم (236) أن انصرافه صلى الله عليه وسلم كان قبل التكبير، وهو في "الصحيحين".
وجمع الإمام الطحاوي بينهما، فحمل حديث أبي بكرة وشواهده على قرب الدخول في الصلاة لا على الدخول حقيقة، كما سُمِّى إسماعيل ذبيحاً ولم يذبح، وجعلهما ابن حبان والنووي حادثتين، ورجح الحافظ ابن حجر حديث أبي هريرة، وهو الصواب. وانظر "التمهيد" 1/ 173 - 190، و"الاستذكار" 3/ 101 - 110.
وقال ابن قدامة فى "المغني" 2/ 504: إن الإمام إذا صلى بالجماعة محدثاً أو جنباً غير عالم بحدثه، فلم يعلم هو ولا المأمومون حتَّى فرغوا من الصلاة، فصلاتهم صحيحة وصلاة الإمام باطلة روي ذلك عن عمر وعثمان وعلى وابن عمر رضي الله عنهم، وبه قال الحسن وسعيد بن جبير ومالك والأوزاعي والشافعي وسليمان بن حرب وأبو ثور.=
234 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبة، حدَّثنا يزيدُ بنُ هارون، أخبرنا حمّادُ بنُ سلمة بإسناده ومعناه، قال في أوَّلِهِ:
"فكبَّر" وقال في آخره: فلمّا قضى الصَّلاةَ قال: "إنَّما أنا بَشَرٌ، وإنِّي كنتُ جُنُباً"
(1)
.
قال أبو داود: رواه الزُّهريُّ، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: فلما قامَ في مُصَّلاهُ وانتَظَرنا أن يُكبِّرَ انصَرَفَ، ثمَّ قال:"كما أنتم"
(2)
.
ورواهُ أيُّوبُ وابنُ عَون وهشامٌ عن محمَّد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فكبَّرَ ثمَّ أومَأَ إلى القَومِ أنِ اجلِسُوا، وذهبَ فاغتَسَلَ، وكذلك رواه مالك
(3)
عن إسماعيلَ بنِ أبي حَكيمٍ، عن عطاء بن يَسار: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ في صَلاةٍ.
قال أبو داود: وكذلك حدَّثَناه مُسلِمُ بنُ إبراهيمَ، حدَّثنا أبانُ، عن يحيى، عن الربيع بن محمَّد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كَبَّرَ
(4)
.
=وعن علي أنه يُعيد ويعيدون، وبه قال ابن سيرين والشعبي وأبو حنيفة وأصحابه، لأنه صلى بهم محدثاً، أشبه ما لو علم.
(1)
رجاله ثقات، وفيه عنعنة الحسن البصري.
وقد سلف تخريجه والكلام عليه فيما قبله.
(2)
سيأتي حديث أبي هريرة من طريق الزُّهريّ برقم (234).
(3)
في "موطئه" 1/ 48، وهو مرسل رجاله ثقات.
(4)
الربيع بن محمَّد تابعي مجهول، وباقي رجاله ثقات. أبان: هو ابن يزيد العطار، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
235 -
حدَّثنا عمرُو بنُ عثمان، حدَّثنا محمَّدُ بنُ حَرب، حدَّثنا الزُّبيديُّ (ح)
وحدَّثنا عيَّاشُ بنُ الأزرق، أخبرنا ابنُ وَهبٍ، عن يونس، (ح)
وحدَّثنا مَخلدُ بنُ خالد، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ خالد إمامُ مسجد صَنْعاء، حدَّثنا رَبَاحٌ، عن مَعمَر (ح)
وحدَّثنا مُؤملُ بنُ الفَضلِ، حدَّثنا الوليدُ، عن الأوزاعيِّ؛ كلُّهم عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمة
عن أبي هريرة، قال: أُقيمَتِ الصَّلاةُ وصَفَّ النَّاسُ صُفوفَهُم، فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى إذا قامَ في مَقامِهِ ذَكَرَ أنَّه لم يَغتَسِل، فقالَ للناس:"مكانَكُم" ثمَّ رجعَ إلى بيتِهِ فخرَجَ علينا يَنْطُفُ رأسُه قد اغتسلَ ونحنُ صُفوفٌ.
وهذا لفظُ ابنِ حربٍ، وقال عيّاشٌ في حديثه: فلم نَزَل قياماً نَنتَظِرُه حتَّى خرجَ علينا وقد اغتسلَ
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. محمَّد بن حرب: هو الخولاني، والزبيدي: هو محمَّد بن الوليد، وابن وهب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والوليد: هو ابن مسلم، والأوزاعي: هو عبد الرحمن ابن عمرو، والزهري: هو محمَّد بن مسلم، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه البخاري (275)، ومسلم (605)(157)، والنسائي في "الكبرى"(885) من طريق يونس بن يزيد، والبخاري (640)، ومسلم (605)(158) و (159)، والنسائي (869) من طريق الأوزاعي، والبخاري (639) من طريق صالح بن كيسان، والنسائي (869) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، أربعتهم عن الزُّهريّ، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(7238) و (7515) و (7804).
وفي هذا الحديث جواز النسيان على الأنبياء في أمر العبادة لأجل التشريع.=