الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
197 -
حدَّثنا عثمانُ بن أبي شيبة، عن زيد بن الحُبَاب، عن مُطيع بن راشد، عن توبة العَنبَريِّ
أنَّه سمع أنسَ بنَ مالك: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَناً فلم يُمَضمِضْ ولم يَتَوضَّأ وصَلَّى
(1)
.
قال زيد: دَلَّني شُعبَة على هذا الشَّيخ.
76 - باب الوضوء من الدم
198 -
حدَّثنا أبو تَوبةَ الربيعُ بن نافع، حدَّثنا ابنُ المُبارَك، عن محمَّد بن إسحاق، حدَّثني صَدَقَةُ بنُ يسار، عن عَقيل بن جابر
عن جابر، قال: خَرَجْنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم -يعني في غَزوةٍ ذاتِ الرَّقاع- فأصابَ رجلٌ امرأةَ رجلٍ من المُشركينَ، فحَلَفَ أن لا أنتهي حتَّى أُهريقَ دماً في أصحابِ محمَّد، فخرجَ يَتبَعُ أثَرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنزلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَنزِلاً، فقال:"مَن رجلٌ يكلؤُنا؟ " فانتَدَبَ رجلٌ من المُهاجِرينَ ورجلٌ من الأنصارِ، فقال:"كُونا بفمِ الشِّعْب" قال: فلمَّا خَرَجَ الرجلانِ إلى فمِ الشِّعب واضطجَعَ المُهاجريُّ، وقامَ الأنصاريُّ يُصلِّي، وأتى الرجلُ، فلمَّا رأى شَخصَه عرفَ أنَّه رَبيئةٌ للقوم، فرماه بسَهمٍ فوَضَعه فيه، فنَزَعَه حتَّى رماه بثلاثةِ أسهُمٍ، ثمَّ ركعَ وسجدَ، ثمَّ أنبهَ صاحِبَه،
(1)
إسناده محتمل للتحسين، مطيع بن راشد روى عنه زيد بن الحباب، وعَرَفَه شُعبة، وقال أبو داود -كما في "تهذيب التهذيب"-: أثنى عليه شعبة خيراً. وحسَّن إسناده الحافظ في "الفتح" 1/ 313.
وأخرجه البيهقي 1/ 160، والضياء المقدسي في "المختار"(1582) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
فلمَّا عرفَ أنَّهم قد نَذِرُوا به هَرَبَ، ولمَّا رأى المُهاجريُّ ما بالأنصاريِّ من الدَماء، قال: سُبحانَ الله، ألا أنبَهتَني أوَّل ما رمى قال: كنتُ في سُورةٍ أقرؤها، فلم أُحِبَّ أن أقطَعَها
(1)
.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عقل بن جابر لم يرو عنه غير صدقة بن يسار ولم يوثقه غير ابن حبان. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه أحمد (14704) و (14865)، وابن خزيمة (36)، وابن حبان (1096)، والدارقطني (869)، والحاكم 1/ 156 - 157، والبيهقي 1/ 140 و 9/ 150 من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وتتمة قول الأنصاري عندهم: "وايم الله، لولا أن أضيِّع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه، لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أُنفِذَها.
وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (176) فقال: ويذكر عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذات الرقاع، فرُمِي رجلٌ بسهم فنزفه الدم، فركع وسجد ومضى في صلاته.
وله شاهد عند البيهقي في "الدلائل" 3/ 378 - 379 من حديث خوّات بن جبير الأنصاري، وسمَّى الأنصاري عبَّاد بن بشر، والمهاجري عمار بن ياسر، والسورة الكهف، وإسناده ضعيف.
قوله: يكلؤنا، أي: يحفظنا ويحرسنا، وقوله: فانتدب رجل، أي: أجاب دعاءه رجل، والشِّعبُ: الطريق في الجبل، وربيئة القوم: هو الرقيب الذي يشرف على المرقب ينظر العدو من أيِّ وجه يأتي فينذر أصحابه.
وقوله: "نذورا به" أي: شعروا به، وعلموا بمكانه.
وغزوة ذات الرقاع، وهي غزوة نجد، فقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى من السنة الرابعة، وقيل: في المحرم في أربع مئة من أصحابه وقيل: سبع مئة يريد مُحارب وبني ثعلبة بن سعد من غطفان، فلقي جمعاً من غَطَفَان فتواقفوا ولم يكن بينهم قتال، وصلى بهم صلاة الخوف، وإنما سميت هذه الغزوة بذات الرقاع، لأن أقدامهم رضي الله عنهم نقبت (رقت جلودها وتنفَّطت من المشي) وكانوا يلقون عليها الخرق. انظر البخاري (4128).