الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39 - باب الوضوء بماء البحر
83 -
حدَّثنا عبدُ الله بنُ مَسلَمة، عن مالك، عن صَفوانَ بن سُليم، عن سعيد ابن سلمة من آل ابن الأزرق، أنَّ المغيرةَ بنَ أبي بُردة -وهو من بني عبد الدَّار- أخبره
أنَّه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّا نَركَبُ البحرَ، ونَحمِلُ معنا القليلَ مِنَ الماء، فإن تَوَضَّأنا به عَطِشنا، أفنتوضَّأُ بماءِ البحر؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هو الطَّهورُ ماؤُهُ، الحلُّ مَيتَتُه"
(1)
.
40 - باب الوضوء بالنَّبيذ
84 -
حدَّثنا هنَّاد وسُليمانُ بنُ داود العَتكيُّ، قالا: حدَّثنا شَريك، عن أبي فزَارة، عن أبي زيد
(1)
حديث صحيح. سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق روى عنه اثنان، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقد صحح حديثه هذا البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/ 136، وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وابن المنذر والخطابي والطحاوي وابن منده والحاكم وغيرهم، وهو في "موطأ مالك" 1/ 22، ومن طريقه أخرجه الترمذي (69)، والنسائي في "الكبرى"(58) و (4843)، وابن ماجه (386) و (3246).
وهو في "مسند أحمد"(7233) وانظر بسط الكلام عليه فيه.
قال أبو عمر في "التمهيد" 16/ 221: وقد أجمع جمهور العلماء وجماعة أئمة الفتيا بالأمصار من الفقهاء أن البحر طهور ماؤه، وأن الوضوء جائز به إلا ما روي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه روي عنهما أنهما كرها الوضوء من ماء البحر، ولم يتابعهما أحد من فقهاء الأمصار على ذلك، ولا عرج عليه ولا التفت إليه لحديث هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن مسعود، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له ليلةَ الجنِّ:"ما في إداوَتِكَ؟ " قال: نبيذٌ، قال:"تمرةٌ طيِّبةٌ وماءٌ طَهورٌ"
(1)
.
قال أبو داود: وقال سليمان بن داود: عن أبي زيد أو زيد، كذا قال شريك. ولم يذكر هنَّاد ليلة الجنِّ.
85 -
حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا وُهَيبٌ، عن داودَ، عن عامرٍ، عن عَلقمة، قال:
قلتُ لعبد الله بن مسعود: مَن كان منكم مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجنِّ؟ فقال: ما كانَ معه منَّا أحدٌ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد، وهو مولى عمرو بن حريث. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه الترمذي (84)، وابن ماجه (384) من طريقين عن أبي فزارة، بهذا الإسناد. وضعفه الترمذي بجهالة أبي زيد، وقال الحافظ ابن حجر: وهذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه.
وهو في "مسند أحمد"(3810).
الإداوة: قال في "النهاية": بالكسر إناء صغير من جلد.
(2)
إسناده صحيح. وهيب: هو ابن خالد، وداود: هو ابن أبي هند، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ضمن حديث مطول مسلم (450)(150)، والترمذي (3540) من طريق داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(4149)، و"صحيح ابن حبان"(6320).
وأخرجه مسلم (450)(152) من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وددت أني كنت معه.
وهذا الحديث أورده هنا ليشير إلى أن الحديث السالف الذي فيه أن ابن مسعود كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن معارض بهذا الحديث الصحيح مع كونه ضعيفاً من جهة سنده، فلا يحتج به.