الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب كيف الأذان
499 -
حدَّثنا محمَّد بن منصور الطُوسيُّ، حدَّثنا يعقوبُ، حدَّثنا أبي، عن محمَّد بن إسحاق، حدَّثني محمد بن إبراهيمَ بن الحارث التيمى، عن محمَّد ابن عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه
حدَّثني أبي عبدُ الله بن زيد، قال: لمَّا أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالنَّاقوسِ يُعمَل لِيُضرَبَ به للناسِ لِجَمعِ الصَّلاةِ، طافَ بي وأنا نائمٌ رجلٌ يَحمِلُ ناقوساً في يَدِه، فقلت: يا عبدَ الله، أتبيعُ النَّاقوسَ؟ قال: وما تَصنعُ به؟ فقلت: ندعو به إلى الصَّلاةِ، قال: أفلا أدلُّكَ على ما هو خيرٌ من ذلك؟ فقلتُ: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفلاح، حَيَّ على الفلاح، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله.
قال: ثمَّ استأخَرَ عني غيرَ بعيدٍ، ثمَّ قال: وتقولُ إذا أقمتَ الصلاةَ: الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، حَي على الصلاة، حَيَّ على الفلاح، قد قامتِ الصَّلاةُ، قد قامتِ الصلاةُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله.
= قال القرطبي: الأذان على قلة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة، لأنه بدأ بالأكبرية وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثمَّ ثنى بالتوحيد ونفي الشريك، ثمَّ بإثبات الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثمَّ دعا إلى الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة، لأنها لا تعرف إلا من جهة الرسول، ثمَّ دعا إلى الفلاح وهو البقاء الدائم، وفيه الإشارة إلى المعاد، ثمَّ أعاد ما أعاد توكيداً.
فلمّا أصبَحتُ أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبَرتُه بما رأيتُ، فقال:"إنَّها لَرؤيا حَقٍّ إن شاء الله، فقُم مع بلالٍ فألقِ عليه ما رأيتَ فليؤَذِّنْ به، فإنّه أندى صوتاً منك" فقُمتُ مع بلالٍ، فجعلتُ أُلقيهِ عليه ويُؤَذنُ به، قال: فسمعَ ذلك عمرُ بنُ الخطَّاب وهو في بيتِه، فخرجَ يَجُر رداءَه، ويقول: والذي بعثَكَ بالحق يا رسولَ الله، لقد رأيتُ مثلَ ما أُرِيَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"فلله الحمدُ"
(1)
.
قال أبو داود: هكذا رواية الزُّهريِّ عن سعيد بن المُسيّب عن عبد الله بن زيد، وقال فيه ابن إسحاق عن الزُّهريّ: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ
(2)
. وقال مَعمَر
(3)
ويونُسُ عن الزُّهريّ فيه: الله أكبرُ، الله أكبرُ، لم يُثَنِّ
(4)
.
(1)
إسناده حسن، محمَّد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهريّ.
وأخرجه الترمذي (187)، وابن ماجه (706) من طريقين عن محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه ليس فيها ذكر الإقامة، ورواية الترمذي مختصرة بآخره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(16478)، و"صحيح ابن حبان"(1679).
قوله: "طاف بي رجل" هو من الطيف وهو الخيال الذي يلم بالنائم، يقال منه: طاف يطيف، ومن الطواف: يطوف، ومن الإحاطة بالشيء. أطاف يطيف.
وقوله: "فإنه أندى صوتاً" أي: أرفع.
(2)
رواية ابن إسحاق أخرجها أحمد (16477)، والبيهقي 1/ 415.
(3)
رواية معمر أخرجها عبد الرزاق (1774)، وهي عن الزُّهريّ عن سعيد مرسلاً، لم يذكر فيه عبد الله بن زيد.
(4)
هكذا في (أ) و (ج)، وفي (د) و (هـ): يُثنِّيا، فأعاد الضمير على معمر ويونس. وهذا جائز كذلك.
500 -
حدّثنا مُسدَّد، حدّثنا الحارث بن عُبيد، عن محمَّد بن عبد الملك ابن أبي مَحْذورةَ، عن أبيه
عن جَده، قال: قلت: يا رسولَ الله، علمني سُنَّةُ الأذان، قال: فمسحَ مقدَّمَ رأسي، قال:"تقول: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، ترفعُ بها صَوتَك، ثمَّ تقولُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، تَخفِضُ بها صَوتَك، ثمَّ تَرفَعُ صَوتَك بالشهادة: أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصَلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، فإن كانَ صلاةُ الصُّبحِ قلت: الصَّلاةُ خيرٌ من النوم، الصلاةُ خير من النوم، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله"
(1)
.
501 -
حدّثنا الحسن بن عليّ، حدّثنا أبو عاصم وعبد الرزاق، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني عثمانُ بن السائب، أخبرني أبى وأُمُّ عبد الملك بن أبي مَحذورة
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، الحارث بن عبيد -وهو أبو قدامة الإيادي البصري- ضعفه جمهور النقاد، وأخرج له البخاري تعليقاً ومسلم في المتابعات، ومحمد بن عبد الملك بن أبى محذورة لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: ليس بحجة، يكتب حديثه اعتباراً.
وهو في "مسند أحمد"(15379)، و"صحيح ابن حبان"(1682).
وانظر الأحاديث الآتية بعده.
عن أبي مَحذورة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوَ هذا الخبر، وفيه:"الصلاةُ خيرٌ من النوم، الصلاة خير من النَّوم، في الأولى من الصُّبْح"
(1)
.
قال أبو داود: وحديث مُسدَّد أبيَنُ، قال فيه: قال: وعلَّمني الإقامةَ مرَّتَين مرَّتَين: الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن محمَّداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله.
وقال عبدُ الرزَّاق: "وإذا أقمتَ فقُلها مرَّتَين: قد قامتِ الصَّلاةُ، قد قامتِ الصَّلاةُ، أسمعتَ؟ " قال: فكان أبو مَحذورة لا يجُزُّ ناصِيتَه ولا يَفرُقُها لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مسحَ عليها
(2)
.
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن السائب -وهو مولى أبي محذورة- انفرد بالرواية عنه ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- ولم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه السائب انفرد بالرواية عنه ابنه، وقال الذهبي: لا يكاد يعرف، وأم عبد الملك انفرد بالرواية عنها عثمان بن السائب ولم يوثقها أحد. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1779).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1609) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(15376).
(2)
هذه الزيادة في رواية عبد الرزاق، وإسنادها ضعيف كما سلف.
وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 178، والطبرانى (6746)، والحاكم 3/ 514 من طريق أبى حذيفة النهدي، عن أيوب بن ثابت، عن صفية بنت بحرة -وتصحفت إلى مجزأة عند الطبراني والحاكم- قالت: كان لأبي محذورة قُصّة في مقدَّم رأسه، فإذا قعد أرسلها فتبلغ الأرض، فقالوا له: ألا تحلقها؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم=
502 -
حدَّثنا الحسن بن علي، حدَّثنا عفّان وسعيد بن عامر وحجّاج، -والمعنى واحد-، قالوا: حدَّثنا همّام، حدَّثنا عامر الأحولُ، حدّثني مكحول، أن ابن مُحَيريز حدّثه
أن أبا مَحذورة حدّثه، أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم علمه الأذانَ تسعَ عشرةَ كلمةً، والإقامة سبعَ عشرةَ كلمةً، الأذان: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أنّ لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن محمّداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمّداً رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، والإقامة: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، قد قامتِ الصلاة، قد قامتِ
=مسح عليها بيده، فلم أكن لأحلقها حتَّى أموت، فلم يحلقها حتَّى مات. وأبو حذيفة النهدي سيئ الحفظ، وأيوب بن ثابت قال فيه أبو حاتم: لا يُحمد حديثه، وصفية بنت بحرة لها ذكر في "توضيح المشتبه" 367/ 1، و"تبصير المنتبه" 1/ 66، و"الإكمال" لابن ماكولا 1/ 191، ولا تعرف بجرح ولا تعديل.
وأخرج الطبراني (6747) من طريق محمَّد بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن محيريز، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن محيريز قال: رأيت أبا محذورة وله شعر، فقلت له: ألا تأخذ هن شعرك؟ فقال: ما كنت لأحف شعراً مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه. ومحمد بن عمرو وأبوه لم نقف لهما على ترجمة.
الصلاة، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لاإله إلا الله. كذا في كتابه في حديث أبي مَحذورة
(1)
.
503 -
حدَّثنا محمَّد بن بشار، حدّثنا أبو عاصم، حدَّثنا ابن جُرَيج، أخبرني ابن عبد الملك بن أبي محذورة -يعني عبدَ العزيز-، عن ابن مُحيريز
عن أبي محذورةَ قال: ألقى عل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّأذينَ هو بنفسِه فقال: "قل: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمَّداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، قال: "ثمَّ ارجِع فمُدَّ من صَوتكَ: أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله"
(2)
.
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن من أجل عامر -وهو ابن عبد الواحد- الأحول، وباقي رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم، وحجاج: هو ابن المنهال، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وابن محيريز: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (379)، والترمذي (190)، والنسائي في "الكبرى"(1606) و (1607)، وابن ماجه (709) من طرق عن عامر الأحول، بهذا الإسناد. ورواية مسلم بتثنية التكبير في أوله، وليس فيها الإقامة، ورواية الترمذي والنسائي في الموضع الأول مختصرتان بقوله: علمه الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة.
وهو في "مسند أحمد"(15381)، و "صحيح ابن حبان"(1681).
(2)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه النسائى في "الكبرى"(160)، وابن ماجه (708) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال عبد العزيز عند ابن ماجه: وأخبرني ذلك مَن أدرك أبا محذورة على ما أخبرني عبد الله بن محيريز.=
504 -
حدَّثنا النُّفيليُّ، حدَّثنا إبراهيمُ بن إسماعيلَ بن عبد الملك بن أبي مَحذورةَ قال: سمعتُ جدّي عبدَ الملك بن أبي محذورةَ يذكرُ
أنَّه سمع أبا محذورة يقول: ألقى علىَّ النبي صلى الله عليه وسلم الأذانَ حرفاً حرفاً: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله الا الله، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح. وكان يقول: في الفجر: الصَّلاة خير من النَّوم
(1)
.
=وهو في "مسند أحمد"(15381).
وأخرجه الترمذي (189)، والنسائي في "المجتبى"(629) من طريق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه وجده، عن أبي محذورة. وقال الترمذي: حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح، وقد روي عنه من غير وجه، وعليه العمل بمكة، وهو قول الشافعي.
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن محمَّد النفيلي، ولم يوثقه أحد.
وأخرج النسائي في "الكبرى"(1623) و (1624) من طريق سفيان الثوري، عن أبي جعفر الفراء، عن أبي سلمان، عن أبي محذورة قال: كنت أؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم في أذان الفجر الأول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
وهو في "مسند أحمد"(15378)، وأبو سلمان المؤذن لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يوثقه أحد.
وانظر أحاديث الباب السالفة قبله.
505 -
حدَّثنا محمَّد بن داود الإسكَندرانيُّ، حدَّثنا زياد -يعني ابنَ يونس-، عن نافع بن عمر -يعني الجُمَحي-، عن عبد الملك بن أبي محذورةَ، أخبره عن عبد الله بن مُحيريزٍ الجُمَحي
عن أبي محذورة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم علّمه الأذان، يقول: الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله. ثمَّ ذكرَ مثلَ أذانِ حديث ابن جُرَيج عن عبد العزيز بن عبد الملك ومعناه
(1)
.
وفي حديث مالك بن دينار قال: سألتُ ابنَ أبي محذورةَ قلت: حدَّثني عن أذان أبيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر فقال: الله أكبرُ، الله أكبرُ، قَطُّ
(2)
.
وكذلك حديثُ جعفر بن سليمان، عن ابن أبي محذورة، عن عمه، عن جده، إلا أنه قال: ثمَّ تَرجِعُ فترفعُ صوتَك: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر.
506 -
حدَّثنا عمرو بن مَرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت ابنَ أبي ليلى (ح)
وحدثنا ابنُ المثنى، حدَّثنا محمَّد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مُرّة، قال: سمعت ابنَ أبي ليلى قال:
(1)
إسناده حسن، عبد الملك بن أبي محذورة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
وانظر أحاديث الباب السالفة قبله.
(2)
أخرجه الطبراني (6736)، والدارقطنى (948)، ولفظه عندهما: كان يبدأ فيُكبّر، ثمَّ يقول: أشهد أن لا إله إلا الله
…
، وهو لفظ مجمل في التكبير، هل هو بتثنيته أو بتربيعه.
أُحيلَت الصَّلاةُ ثلاثةَ أحوالٍ، قال: وحدّثنا أصحابُنا أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أعجَبَني أن تكونَ صلاةُ المُسلمين -أو المؤمنين- واحدةً، حتَّى لقد هَمَمتُ أن أَبُتَّ رجالاً في الدُّورِ يُنادونَ الناس بحين الصلاة، وحتى هَمَمتُ أن آمُرَ رجالاً يقومون على الآطام، يُنادون المُسلمين بحين الصلاةِ حتَّى نقَسوا -أو: كادوا أن يَنقُسوا-".
قال: فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسولَ الله، إني لمَّا رَجَعْتُ لِما رأيتُ من اهتمامِك، رأيتُ رجلاً كأن عليه ثوبَين أخضَرَين، فقام على المسجدِ فأذّن، ثمَّ قعدَ قَعْدةً، ثمَّ قام فقال مثلها، إلا أنه يقول: قد قامتِ الصَّلاة، ولولا أن تقول -قال ابنُ المثنّى: أن تقولوا- لقلت: إني كنتُ يقظانَ غيرَ نائمٍ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-وقال ابنُ المثنَى-:"لقد أراكَ اللهُ خيراً -ولم يقل عمرو: لقد- فمُرْ بلالاً فليُؤذن" قال: فقال عمر: أما إني قد رأيت مثلَ الذي رأى، ولكني لمَّا سُبِقتُ استَحييتُ.
قال: وحدثنا أصحابنا
(1)
، قال: كان الرجلُ إذا جاء يسألُ فيُخبَرُ بما سُبِقَ من صلاته، وإنهم قاموا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم -من بين قائمٍ وراكعٍ وقاعدِ ومُصلّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابنُ المثنى: قال عمرو: وحدثني بها حصَين
(2)
، عن ابن أبي ليلى -حتَّى جاء معاذٌ- قال شعبة:
(1)
في (د): وحدثنا بعض أصحابنا.
(2)
عمرو: هو ابن مرة، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي. وقد فات المزي رحمه الله ذكر رواية عمرو بن مرة عن حصين بن عبد الرحمن في ترجمتيهما من "تهذيب الكمال".
وقد سمعتُها من حُصين -فقال: لا أراه على حالٍ، إلى قوله:"كذلك فافعلوا".
ثمَّ رجعتُ إلى حديث عمرو بن مرزوق، قال: فجاء معاذٌ فأشاروا إليه- قال شُعبة: وهذه سمعتُها من حُصَين- قال: فقال مُعاذٌ: لا أراه على حالٍ إلا كنتُ عليها، قال: فقال: "إنَّ معاذاً قد سنَّ لكم سُنَّةً، كذلك فافعلوا".
قال: وحدَّثنا أصحابنا
(1)
: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قَدِمَ المدينةَ أمرَهم بصيام ثلاثة أيَّامٍ، ثمَّ أُنزِلَ رمضانُ، وكانوا قوماً لم يتعوَّدوا الصيامَ، وكان الصيام عليهم شديداً، فكان مَن لم يَصُمْ أطعَمَ مسكيناً، فنزلت هذه الآية:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، فكانت الرخصةُ للمريضِ والمُسافرِ، فأمِروا بالصيام.
قال: وحدَّثنا أصحابُنا قال: وكان الرجلُ إذا أفطَرَ فنامَ قبل أن يأكُلَ لم يأكُلْ حتَّى يُصبِحَ، قال: فجاء عُمر فأراد امرأتَه، فقالت: إني قد نمتُ، فظن أنها تعتلُّ فأتاها، فجاء رجلٌ من الأنصار، فأراد الطعامَ فقالوا: حتَّى نُسخِّنَ لك شيئاً، فنام، فلمَّا أصبحوا نزَلَت عليه هذه الآية:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]
(2)
.
(1)
في (د): وحدثنا بعض أصحابنا.
(2)
حديث صحيح رجاله ثقات.
وقوله: حدَّثنا أصحابنا، قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 267: أراد به الصحابة صرح بذلك ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 203 فقال: حدَّثنا وكيع، حدَّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدَّثنا أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم،=
507 -
حدَّثنا محمَّد بن المثنى، عن أبي داود (ح)
وحدثنا نصر بن المُهاجِر، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي ليلى
عن معاذ بن جبل، قال: أُحيلَت الصلاةُ ثلاثةَ أحوالٍ، وأُحيلَ الصيامُ ثلاثةَ أحوالٍ، وساق نصر الحديثَ بطوله، واقتصَّ ابن المثنَّى منه قصَّةَ صلاتهم نحوَ بيت المَقدِسِ قطُّ، قال: الحالُ الثالث: أنَّ
= وقال ابن دقيق العيد في "الإمام" فيما نقله عنه الزيلعى: وهذا رجاله رجال "الصحيحين" وهو متصل على مذهب الجماعة في عدالة الصحابة وأن جهالة أسمائهم لا تضر، وقال ابن حزم في "المحلى" 3/ 158: وهذا إسناد في غاية الصحة من إسناد الكوفيين.
وأخرجه مختصراً الترمذي (597) من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم عن على. وعن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعلم أحداً أسنده إلا ما روي من هذا الوجه. قلنا: وحجاج مدلس، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.
وعلقه البخاري في كتاب الصيام من "صحيحه" باب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} [البقرة: 184] قبل الحديث (1949)، ووصله البيهقي 4/ 200، وابن حجر في "تغليق التعليق" 185/ 3 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبى ليلى قال: حدَّثنا أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم: نزل رمضان فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكيناً ترك الصوم من يطيقه ورُخص لهم في ذلك، فنسختها {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184] فأُمروا بالصوم.
وانظر ما بعده.
وقد سلف حديث عبد الله بن زيد في الأذان بإسناد حسن برقم (499)، وفيه إفراد الإقامة.
ولحديث ابن أبي ليلى في تثنية الإقامة شواهد انظرها في "مسند أحمد"(22027) و (22124).
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -قَدِمَ المدينة فصلَّى -يعني نحوَ بيتِ المَقدِس- ثلاثة عشر شهراً، فأنزلَ الله هذه الآية:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] فوجَّهَه اللهُ عز وجل إلى الكعبة. وتمَّ حديثُه. وسمّى نصر صاحبَ الرُؤيا قال: فجاء عبدُ الله بنُ زيد رجل من الأنصار، وقال فيه: فاستقبَلَ القِبلةَ، قال: الله أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن محمَّداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله، حي على الصلاة -مرّتين-، حيَّ على الفلاح -مرّتين-، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله. ثمَّ أمهَلَ هُنيّةً، ثمَّ قام فقال مِثلَها، إلا أنه قال: زادَ بعدما قال: حيَّ على الفلاح: قد قامتِ الصلاةُ، قد قامتِ الصلاةُ. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقِّنْها بلالاً" فأذّن بها بلال.
وقال في الصوم: قال: فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصومُ ثلاثةَ أيَّامٍ من كل شهرٍ، ويصومُ يومَ عاشوراء، فأنزلَ الله:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:183 - 184]، فكان مَن شاء أن يصومَ صام، ومن شاء أن يُفطَر ويُطعِمَ كل يوم مسكيناً أجزأه ذلك، فهذا حَوْلٌ، فأنزل الله:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185] فثبتَ الصيامُ على مَن شَهِدَ الشهرَ، وعلى المُسافِرِ أن يقضيَ، وثبت الطعامُ للشيخ