الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
77 - باب في الوضوء من النوم
199 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّد بن حنبل، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابنُ جُريج، أخبرني نافع
حدَّثني عبدُ الله بن عمر: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شُغِلَ عنها ليلةً فأخَّرَها حتَّى رَقَدْنا في المَسجِدِ، ثمَّ استَيقَظنا، ثمَّ رَقَدْنا، ثمَّ استَيقَظنا، ثمَّ رَقَدنا، ثمَّ خَرَجَ علينا فقال:"ليسَ أحدٌ يَنتظِرُ الصَّلاةَ غيرُكم"
(1)
.
200 -
حدَّثنا شاذُّ بن فيَّاض، حدَّثنا هشامٌ الدَّستوائيُّ، عن قتادة
عن أنس قال: كان أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونَ العِشاءَ الآخرة حتَّى تَخفِقَ رؤوسُهُم، ثمَّ يُصَلُّون ولا يَتَوضَّؤون
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو فى "مصنف عبد الرزاق"(2115)، ومن طريقه أخرجه البخاري (570)، ومسلم (639)(221).
وهو في "مسند أحمد"(5611) ، و"صحيح ابن حبان"(1099).
وانظر ما سيأتي برقم (420).
وذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 48 أنه صلى الله عليه وسلم شغل عنهم فى تجهيز جيش، وقال: رواه الطبري من وجه صحيح عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
(2)
إسناده صحيح. هشام الدستوائى: هو ابن أبي عبد الله، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه مسلم (376)(125)، والترمذي (78) من طريق شعبة، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وهو فى "مسند أحمد"(13941)، و"شرح مشكل الآثار"(3448).
وانظر ما بعده، وما سيأتى برقم (542) و (544).
وقوله: تخفق رؤوسهم. خَفَقَ يَخْفِقُ، وخفق برأسه خفقة أو خفقتين: إذا أخذته سِنَة من النعاس، فمال رأسه دون جسده.=
قال أبو داود فيه: زاد فيه شُعبة عن قتادة قال: على عَهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه ابن أبي عَروبةَ عن قتادة بلفظ آخر
(1)
.
201 -
حدَّثنا موسى بن إسماعيل وداودُ بن شَبيب، قالا: حدَّثنا حمَّادٌ، عن ثابت البُنانيِّ
أنَّ أنس بن مالك قال: أُقيمَت صلاةُ العِشاءِ فقامَ رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، إنَّ لي حاجةً، فقامَ يُناجِيهِ حتَّى نَعَسَ القَومُ، أو بعضُ القَومِ، ثمَّ صلَّى بهم، ولم يذكر وضوءاً
(2)
.
=قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 71: في هذا الحديث من الفقه أن عين النوم ليس بحدث ولو كان حدثاً، لكان على أي حالٍ وُجِدَ ناقضاً للطهارة كسائر الأحداث التي قليلها وكثيرها وعمدُها وخطؤها سواء في نقض الطهارة، وإنما هو مَظِنَّةٌ للحدث موهم لوقوعه من النائم غالباً، فإذا كان بحال من التماسك والاستواء في القعود المانع من خروج الحدث منه كان محكوماً له بالسلامة وبقاء الطهارة المتقدمة
…
وانظر: "شرح مشكل الآثار" 9/ 55 - 71، و "شرح السنة" 1/ 337 - 339 بتحقيقنا.
(1)
أخرجه البزار (282 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3199) من طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يضعون جنوبهم فينامون منهم مَنْ يتوضَّأ، ومنهم من لا يتوضَّأ. وإسناده صحيح لكن زيادة "وضع الجنوب" شاذة فقد رواه جمع عن قتادة فلم يذكروها، كلما هو مبين في التعليق على "مسند أحمد"(13941).
(2)
إسناده صحيح. ثابت البناني: هو ابن أسلم.
وأخرجه البخاري (643)، ومسلم (376)(126)، والترمذي (525) من طرق عن ثابت، بهذا الإسناد، ولفظه عند البخاري ومسلم: حتَّى نام القومُ. وتفسيره حتَّى نام القوم نوماً غير مستغرق.
وهو في "مسند أحمد"(12633) وصحيح ابن حبان (2035).
قوله: "لم يذكر وضوءاً" أي: لم يذكر أن القوم توضؤوا لأَجلِ النعاس.
202 -
حدَّثنا يحيى بنُ معين وهنَّادُ بن السَّريِّ وعثمانُ بن أبي شيبة، عن عبد السلام بن حرب - وهذا لفظ حديث يحيى -، عن أبي خالد الدَّالانيِّ، عن قتادة، عن أبي العالية عن ابن عباس: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يَسجُدُ وينامُ ويَنفُخُ ثمَّ يقومُ فيُصلي ولا يَتَوضَّأ، فقلتُ له: صَلَّيتَ ولم تَتوَضَّأ وقد نِمتَ؟! فقال: "إنَّما الوضوءُ على مَن نامَ مُضطَجِعاً" زاد عثمان وهنَّاد: "فإنَّه إذا اضطَجَعَ استَرخَت مفاصِلُه"
(1)
.
قال أبو داود: قوله: "الوضوءُ على مَن نامَ مُضطَجِعاً" هو حديثٌ مُنكَر لم يَروِه إلا يزيدُ الدَّالانيُّ عن قتادة، وروى أوَّلَه جماعةٌ عن ابن عبَّاس ولم يذكروا شيئاً من هذا
(2)
، وقال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم محفوظاً
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، أبو خالد الدالاني - واسمه يزيد بن عبد الرحمن - ضعفه جمهور النقاد، وأنكروا عليه أحاديثَ هذا منها. وممن ضعفه المصنف كما سيأتي.
وأخرجه الترمذي (77) من طريق عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(2315)، و"شرح مشكل الآثار"(3429).
(2)
أخرج البخاري (138)، ومسلم (763)(181)، والنسائي (1662) من طريق كريب مولى ابن عباس، ومسلم (763)(191) من طريق علي بن عبد الله بن عباس، كلاهما عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتَّى نفخ ثمَّ صلَّى. وهذا لفظ البخاري.
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند ابن ماجه (475)، وهو في "مسند أحمد"(4051).
(3)
قوله: وكان محفوظاً، أخرجه عبد بن حميد (616)، وأحمد (2194)، والبيهقي 1/ 121 من قول عكرمة بإثر روايته عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتَّى سُمع له غطيط ثمَّ قام فصلى ولم يتوضَّأ.
وقالت عائشةُ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تنامُ عَينايَ ولا ينامُ قلبي"
(1)
وقال شُعبة: إنَّما سمعَ قتادةُ من أبي العالية أربعةَ أحاديث: حديث يونس ابن متَّى، وحديث ابن عمر في الصَّلاة، وحديثَ:"القضاةُ ثلاثةٌ"، وحديثَ ابن عباس: حدَّثني رجالٌ مرضيُّون
(2)
(3)
.
203 -
حدَّثنا حَيْوَةُ بن شُرَيح الحِمصيُّ في آخرين قالوا: حدَّثنا بقيَّة، عن الوَضِين بن عطاء، عن محفوظ بن عَلقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ
عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وِكاءُ السَّهِ العَينانِ، فمَن نامَ فليَتَوضَّأ"
(4)
.
(1)
سيأتي برقم (1341) وهو حديث صحيح.
(2)
زاد في (هـ): "منهم عمر وأرضاهم عندي عمر. قال أبو داود: ذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل، فقال: ما ليزيد الدالاني يُدخِل على أصحاب قتادة! ولم يعبأ بالحديث"، ونحوه على هامش (ج) إلا أن فيها: فانتهرني استعظاماً له، وقال: ما ليزيد
…
(3)
حديث يونس بن متى سيأتي برقم (4669)، وحديث ابن عمر في الصلاة. قال صاحب "بذل المجهود" 146/ 2: لم أجد هذا الحديث فيما تتبعت من الكتب، وحديث "القضاة ثلاثة" أخرجه ابن أبي شيبة 7/ 230، والبغوي في "الجعديات"(1024)، والبيهقي 10/ 117، وحديث ابن عباس سيأتي برقم (1276).
ونقل الترمذي بإثر الحديث (181) كلام شعبة هذا، إلا أنه جعلها ثلاثة أحاديث، ولم يذكر حديث ابن عمر في الصلاة.
(4)
إسناده ضعيف، بقية - وهو ابن الوليد - ضعيف ويدلس تدليس التسوية وهو شر أنواعه، فيشترط في مثله التصريح بالسماع في جميع طبقات السند فلا يكفي فيه تصريحه بالتحديث عن شيخه، ولم يتفطن العلامة الألباني إلى هذه القاعدة فحسن إسناد هذا الحديث في "الإرواء" 1/ 149 فأخطأ. والوضين بن عطاء فيه كلام وصفه الحافظ في "التقريب" بسوء الحفظ، ورواية عبد الرحمن بن عائذ عن علي مرسلة نص عليه أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 47/ 1.=