الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
57 - باب المسح على الخفين
149 -
حدَّثنا أحمدُ بن صالح، حدَّثنا عبدُ الله بنُ وَهب، أخبرني يونُسُ بنُ يزيد، عن ابن شِهاب، حدَّثني عبَّادُ بنُ زياد، أنَّ عُروةَ بنَ المُغيرة بن شُعبَة أخبره
أنَّه سمع أباه المُغيرةَ يقول: عَدَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مَعَهُ في غزوةِ تَبوكَ قبلَ الفَجرِ، فعَدلتُ مَعَه، فأناخَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتبرَّزَ، ثمَّ جاءَ فسَكَبتُ على يَده مِنَ الإداوة، فغَسَلَ كَفَّيهِ، ثمَّ غسلَ وجهَه، ثمَّ حَسَرَ عن ذِراعَيهِ فضاقَ كُمَّا جُبَّتهِ، فأدخَلَ يَدَيهِ فأخرَجَهما مِن تحتِ الجُبَّةِ فغَسَلَهما إلى المِرفَقِ، ومسحَ برأسِهِ، ثمَّ توضَّأ على خُفَّيه، ثمَّ رَكِبَ، فأقبَلنا نسيرُ حتى نَجِدَ الناسَ في الصَّلاةِ قد قَدَّمُوا عبدَ الرحمن بنَ عوفٍ فصلَّى بهم حينَ كانَ وقتُ الصَّلاة، ووَجَدنا عبدَ الرحمن وقد رَكَعَ لهم ركعةً من صلاةِ الفَجرِ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع فَصَفَّ مع المسلمين، فصلَّى وراء عبد الرحمن بن عَوفٍ الركعةَ الثَّانيةَ، ثمَّ سلَّم عبدُ الرحمن، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم في صلاتِهِ ففَزِعَ المُسلمونَ، فأكثروا التَّسبيحَ لأنَّهم سَبَقُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالصَّلاة، فلمَّا سلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال لهم:"قد أصَبْتُم" أو "قد أحسَنتم"
(1)
.
=وأخرجه ابن ماجه (446) من طريق محمَّد بن حِميَر، عن ابن لهيعة، به.
وله شاهد من حديث لقيط بن صبرة سلف برقم (142).
وآخر من حديث ابن عباس عند الترمذي (39)، وابن ماجه (447).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عباد بن زياد، فلم يرو عنه غير الزهري ومكحول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يخرج له مسلم سوى هذا الحديث الواحد في المتابعات، وباقي رجاله ثقات. ابن شهاب: هو محمَّد ابن مسلم الزهري.=
150 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى -يعني ابنَ سعيد- (ح)
وحدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا المُعتَمِرُ، عن التَّيميِّ، حدَّثنا بكرٌ، عن الحسن، عن ابن المُغيرة بن شُعبَة
عن المغيرة بن شُعبَة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم توضَّأ ومسحَ ناصِيَتَهُ، ذكرَ فوقَ العِمامة.
قال عن المعتمر: سمعتُ أبي يُحدِّثُ عن بكر بن عبد الله، عن الحسن، عن ابن المُغيرة بن شُعبَة، عن المُغيرة: أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَمسَحُ على الخُفَّينِ، وعلى ناصِيَتِهِ، وعلى عِمامَتِهِ.
قال بكر: وقد سَمِعتُه من ابن المُغيرة
(1)
.
=وأخرجه مسلم بإثر الحديث (421) / (105)، والنسائي في "الكبرى"(165) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة.
وهو في "مسند أحمد"(18175)، و"صحيح ابن حبان"(2224).
وأخرجه مختصراً دون ذكر صلاة عبد الرحمن بن عوف البخاري (182)، ومسلم (274)(75)، والنسائي (121)، وابن ماجه (545) من طريق نافع بن جبير، والترمذي (98) من طريق أبي الزناد، كلاهما عن عروة بن المغيرة، به. وبعضهم يزيد على بعض.
وأخرجه كذلك دون ذكر الصلاة البخاري (363) و (388) و (2918)، ومسلم (274)(77) و (78)، والنسائي (9585) من طريق مسروق، ومسلم بإثر الحديث (421)، والنسائي (82) من طريق حمزة بن المغيرة، ومسلم (274)(76) من طريق الأسود بن هلال، ثلاثتهم عن المغيرة.
وأخرجه بذكر الصلاة النسائي (112) من طريق عمرو بن وهب الثقفي، عن المغيرة. وهو في "مسند أحمد"(18134)، وإسناده صحيح.
وسيأتي حديث المغيره مختصراً بالأرقام (150) و (151) و (152) و (165).
(1)
إسناده صحيح. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وشيخه هنا أبوه، وبكر: هو ابن عد الله المزني، والحسن: هو البصري. وابن المغيرة: هو حمزة.=
151 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا عيسى بنُ يونُسَ، حدّثني أبي، عن الشَّعبيِّ، قال: سمعتُ عُروةَ بن المُغيرة بن شُعبَة يذكر
عن أبيه، قال: كُنَّا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في رَكْبِهِ
(1)
ومعي إداوةٌ فخرجَ لحاجتِهِ، ثمَّ أقبَلَ فتَلَقَّيتُه بالإداوةِ، فأفرَغتُ عليه، فغسلَ كَفَّيهِ ووجهَهُ، ثمَّ أرادَ أن يُخرِجَ ذِراعَيهِ وعليه جُبَّةٌ مِن صُوفٍ من جِبَابِ الروم ضَيِّقةَ الكُمَّينِ، فضاقت، فادَّرَعَهُما ادراعاً، ثمَّ أهوَيتُ إلى الخُفَّينِ لأنزِعَهُما، فقال لي:"دَعِ الخُفَّين، فإنِّي أدخَلتُ القَدَمَينِ الخُفَّينِ وهما طاهِرَتانِ" فمسحَ عليهما، قال أبي: قال الشَّعبيُّ: شَهِدَ لي عُروةُ على أبيه، وشَهِدَ أبوه على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
-.
=وأخرجه مسلم (274)(83)، والترمذي (105)، والنسائي في "الكبرى"(108) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (274)(82) من طريق المعتمر بن سليمان، به.
ثمَّ أخرجه من طريق معتمر، به بإسقاط الحسن، وكلاهما صحيح، فقد سمعه بكر من الحسن عن ابن المغيرة، وسمعه من ابن المغيرة مباشرة.
وأخرجه مسلم (274)(81) عن محمَّد بن عبد الله بن بزيع، والنسائي (109) عن عمرو بن علي وحميد بن مسعدة، ثلاثتهم عن يزيد بنْ زريع، عن حميد، عن بكر المزني، عن ابن المغيرة، عن أبيه. وسمَّى ابن بزيع ابن المغيرة: عروة، وسماه عمرو بن علي وحميد بن مسعدة: حمزة. قال المزي في "تحفة الأشراف"(11495): قال أبو مسعود: كذا يقول مسلم في حديث ابن بزيع عن ابن زريع: عروة بن المغيرة، وخالفه الناس فقالوا: حمزة بن المغيرة.
وهو في "مسند أحمد"(18172) و (18234).
وانظر ما قبله.
(1)
في روايتي ابن داسه وابن الأعرابي: رَكبةٍ.
(2)
إسناده صحيح. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.=
152 -
حدَّثنا هُدبةُ بنُ خالد، حدَّثنا همَّامٌ، عن قتادة، عن الحسن وعن زُرارةَ بن أوفى
أنَّ المُغيرةَ بنَ شُعبَة قال: تَخَلَّفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر هذه القِصَّة، قال: فأتَينا النَّاسَ وعبدُ الرحمن بنُ عَوفٍ يُصلِّي بهم الصُّبحَ، فلمَّا رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أراد أن يتأخَّر، فأومَأ إليه أن يمضي، قال: فصَلَّيتُ أنا والنبيُّ صلى الله عليه وسلم خَلفَهُ ركعةَ، فلمَّا سَلَّمَ قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فصلَّى الرَّكعةَ التي سُبِقَ بها، ولم يَزِدْ عليها شيئاً
(1)
.
قال أبو داود: أبو سعيد الخُدْريُّ وابنُ الزُّبير وابنُ عمر يقولون: مَن أدرَكَ الفردَ مِنَ الصَلاةِ عليه سجدتا السَّهو
(2)
.
=وأخرجه البخاري (206)، ومسلم (274)(79)، و (80)، والنسائي في "الكبرى"(111) من طريق الشعبي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(18193)، و"صحيح ابن حبان"(1326).
وانظر ما سلف برقم (149).
(1)
إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيي العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو ابن أبي الحسن يسار البصري.
وانظر ما سلف برقم (149).
وقال المزي في "تحفة الأشراف"(11492): في رواية أبي عيسى الرملي عن أبي داود: عن الحسن بن أعين، عن زرارة بن أوفى، عن المغيرة بن شعبة.
(2)
قول أبي داود هذا ليس في روايتي أبن داسه وابن الأعرابي، ومعنى قوله: من أدرك الفرد من الصلاة .. أدرك مع الإمام ركعة واحدة أو ثلاث ركعات من الصلاة، فعليه سجدتا السهو، قال شمس الحق أبادي 1/ 178: لأنه يجلس للتشهد مع الإمام في غير موضع الجلوس، وبه قال جماعة من أهل العلم، منهم عطاء وطاووس ومجاهد وإسحاق، ويجاب عن ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم جلس خلف عبد الرحمن، ولم يسجد، ولا أمر به المغيرة، وأيضاً ليس السجود إلا للسهو، ولا سهو هاهنا، وأيضاً متابعة الإمام واجبة فلا يسجد لفعلها كسائر الواجبات.
153 -
حدَّثنا عُبَيدُ الله بنُ معاذ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شُعبة، عن أبي بكر -يعني ابنَ حَفص بن عمر بن سعد- سمع أبا عبد الله، عن أبي عبد الرحمن
أنَّه شَهِدَ عبدَ الرحمن بنَ عَوفِ يسألُ بلالاً عن وُضوء رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يخرُجُ يقضي حاجَتَه فآَتيهِ بالماءِ فيتوضأ ويَمسَحُ على عِمامَتِهِ ومُوقّيه
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الله، وهو مولى بني تيم ابن مرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 184، وأحمد (23903)، والشاشي (963 - 966)، والطبرني (1100) و (1101)، والحاكم 1/ 170، والبيهقي 1/ 288 - 289 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وعندهم جميعاً إلا الشاشي في إحدى رواياته (965): عن أبي عبد الرحمن، غير منسوب. وأما الشاشي فروايته من طريق شبابة عن شعبة، وقال: السلمي. ولإبهام أبي عبد الرحمن في أكثر الروايات جهَّله ابن عبد البر.
وأخرجه أحمد (23891) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو بكر بن حفص، أخبرني أبو عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، به. فقلبه ابن جريج كما نقله الحافظ بن حجر في "التهذيب" عن غير واحد من الحفاظ.
ورواه عبد الملك بن أبجر -فيما قال الدارقطني في "العلل" 7/ 177 - عن أبي بكر بن حفص، عن أبي عبد الله، عن أبي عبد الرحمن مسلم بن يسار، به. وقال الدارقطني: وليس الأمر عندي كما قال.
وأخرج مسلم (275)، والترمذي (102)، والنسائي في "الكبرى"(122)، وابن ماجه (561) من طريق كعب بن عجرة، عن بلال قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخفين والخمار. وهو في "مسند أحمد"(23884).
وأخرجه النسائي (123) من طريق البراء بن عازب، عن بلال قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين.
قوله: "موقيه" هما الخفان الغليظان يلبسان فوق الخف، فهو بمعنى الجرموق.
قال أبو داود: هو أبو عبد الله مولى بني تيم بن مُرَّة.
154 -
حدَّثنا علي بنُ الحسين الدَّرْهميُّ، حدَّثنا ابنُ داود، عن بُكير بن عامر، عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير
أنَّ جريراً بالَ ثمَّ توضأَ فمسحَ على الخُفَّين وقال: ما يَمنَعُني أن أمسَحَ وقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَمسَحُ قالوا: إنَّما كانَ ذلك قبلَ نُزولِ المائدةِ، قال: ما أسلَمتُ إلا بعد نزولِ المائدة
(1)
.
155 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ وأحمدُ بنُ أبي شُعيب الحَرَّانيُّ، قالا: حدَّثنا وكيعٌ، حدَّثنا دَلْهمُ بنُ صالح، عن حُجَير بن عبد الله، عن ابن بُرَيدة
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكير بن عامر -وهو البجلي الكوفي-، والمحفوظ في قوله:"ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة" أنه من كلام بعض الرواة لا من كلام جرير نفسه.
ابن داود: هو عبد الله بن داود الخُرَيْبي.
وهو في "شرح شكل الآثار"(2494) من طريق بكير بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (94) من طريق شهر بن حوشب، عن جرير. وذكر فيه عن جرير قوله:"ما أسلمت إلا بعد المائدة"، وشهر بن حوشب ضعيف.
وأخرجه البخاري (387)، ومسلم (272)، والترمذي (93)، والنسائي في "الكبرى"(120) وابن ماجه (542) من طريق إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث، عن جرير: أنه بال ثمَّ توضّأ فمسح على خفيه، وقال: قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. قال إبراهيم النخعي: كان يُعجبهم -وفي بعض الروايات: كان يعجب أصحاب ابن مسعود- هذا الحديث، لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة. قلنا: واهتمامهم بثبوت المسح بعد نزول سورة المائدة لدفع توهم كونه منسوخاً بآية الوضوء التي في سورة المائدة.
وهو في "مسند أحمد"(19168)، و"صحيح ابن حبان"(1335).
عن أبيه: أنَّ النَّجاشيَّ أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خُفَّين أسوَدَينِ ساذَجَينِ، فلَبِسَهما ثمَّ تَوضَّأ ومسحَ عليهما. قال مُسدَّدٌ: عن دَلْهَم بن صالح
(1)
.
قال أبو داود: هذا مما تفرَّدَ به أهلُ البصرة.
156 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا ابنُ حَيٍّ -هو الحسنُ بنُ صالح-، عن بُكير بن عامر البَجَلي، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم
عن المغيرة بن شُعبَة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مسحَ على الخُفَّين، فقلتُ: يا رسولَ الله، أنسيتَ؟ قال:"بل أنتَ نسيتَ، بهذا أمرني ربِّي عز وجل"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دلهم بن صالح ضعيف، وحجير بن عبد الله مجهول.
وأخرجه الترمذي (3030)، وابن ماجه (549) و (3620) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(22981)، و"شرح مشكل الآثار"(4347).
وأخرج البيهقي 1/ 283 من طريق أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي، عن المغيرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضّأ ومسح على خفيه، قال: فقال رجل عند المغيرة بن شعبة: يا مغيرة، ومن أين كان للنبي صلى الله عليه وسلم خفان؟ قال: فقال المغيرة: أهداهما إليه النجاشي. وقال البيهقي: هذا شاهد لحديث دلهم بن صالح. قلنا: ورجال إسناده ثقات.
قوله: "ساذجين" الساذَج: بفتح الذال وكسرها: هو الخالص غيرُ المَشُوب وغيرُ المنقوش، أي: غير منقوشين، أو على لون واحد لم يُخالط سوادَهما لون آخر، أو لا شعر عليهما، وهو معرَّب عن: سادَه بالفارسية.
(2)
ضعيف بهذا السياق، فقد تفرد به هكذا بكير بن عامر البجلي، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات.=