الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان مالكُ بن الحُوَيرث يأتينا إلى مُصلانا هذا، فأُقيمت الصلاة، فقلنا له: تقدم فصَلِّهْ، فقال لنا: قدِّموا رجلاً منكم يُصلِّي بكم، وسأُحدِّثكم لِمَ لا أُصلِّي بكم: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن زار قومآ فلا يَؤُمَّهم، وليَؤُمهم رجلٌ منهم"
(1)
.
67 - باب الإمام يقوم مكاناً أرفع من مكان القوم
597 -
حدَّثنا أحمد بن سنان وأحمد بن الفُرات أبو مسعود الرازي - المعنى- قالا: حدَّثنا يعلى، حدَّثنا الأعمش، عن إبراهيمَ، عن همامٍ
أن حُذيفة أمَّ الناسَ بالمدائن على دُكَّانِ، فأخذ أبو مسعود بقميصِه فجَبَذَه، فلمَّا فَرَغَ من صلاتِه قال: ألم تعلم أنَهم كانوا يُنهَونَ عن ذلك؟ قال: بلى، قد ذكرتُ حين مَدَدتَني
(2)
.
(1)
المرفوع منه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عطية مولى بني عقيل، قال أبو حاتم: لا يُعرف ولا يُسمى، وقال ابن المديني: لا يعرفونه، وباقي رجاله ثقات. أبان: هو ابن يزيد العطار، وبُديل: هو ابن ميسرة العقيلي.
وأخرجه الترمذي (356)، والنسائى في "الكبرى"(864) من طريق أبان العطار، بهذا الإسناد. ورواية النسائى مختصرة بالمرفوع منه وقال الترمذي: حديث حسن.
وهو في "مسند أحمد"(15602) و (20531).
ويشهد لمتنه حديث أبي مسعود البدري السالف برقم (582).
(2)
إسناده صحيح. يعلى: هو ابن عبيد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وابراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعى.
وأخرجه الطبراني 17/ (702)، والحاكم 1/ 210، والبيهقي 3/ 108 من طريق يعلى بن عبيد، والشافعي في "مسنده" 1/ 137 - 138 - ومن طريقه ابن خزيمة (1523)، وابن حبان (2143)، والبغوي في "شرح السنة"(831) - عن سفيان بن عيينة، وابن الجارود (313) من طريق عيسى بن أبي عيسى، والطبراني 17/ (700) من طريق زائدة، و 17/ (701) من طريق أبي عوانة، والحاكم 1/ 210، والبيهقى 3/ 109 من طريق=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=زياد بن عبد الله، ستتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وفي رواية زياد بن عبد الله البكائي التصريح برفع النهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 263 من طريق عبد الله بن عون، عن إبراهيم: صلى حذيفة
…
، لم يذكر هماماً.
وأخرجه ابن أبي شية 2/ 262 عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، به، غير أنه ذكر أن الذي جذب حذيفة هو سلمان.
وهكذا أخرجه أبو يوسف في "الآثار"(326) عن الإمام أبي حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، أن حذيفة
…
وأخرجه عبد الرزاق (3904) عن الثوري، عن حماد، عن مجاهد قال: رأى سلمان حذيفة يؤمهم
…
قلنا: والوجهان محفوظان، فقد أخرج عبد الرزاق (3905) عن معمر، عن الأعمش، عن مجاهد أو غيره -شك أبو بكر (يعني عبد الرزاق) -: أن أبا مسعود وسلمان وحذيفة صلى بهم أحدهم، فذهب يصلى على دكان، فجبذه صاحباه، وقالا: انزل عنه.
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 180، والبيهقي 3/ 109 من طريقين عن الليث بن سعد، عن زيد بن جبيرة، عن أبي طوالة، عن أبي سعيد الخدري مثل هذه القصة، وفيها أن سلمان جذب حذيفة، وفيها التصريح برفع النهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وزيد بن جبيرة متروك.
وأخرج الدارقطني (1882/ 1) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن أبي مسعود قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه، يعني أسفل منه.
قوله: "بالمدائن" هي على سبعة فراسخ (أي 21 ميلاً) من بغداد على حافتي دجلة، وهي دار مملكة الأكاسرة والفرس اختاروها من مدن العراق، افتتحها المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص في زمن الخليفة عمر بن الخطاب سنة (16هـ) وفيها إيوان كسرى، الذي لا زالت أطلاله باقية إلى الآن.
وقوله: "على دكان" هي الدَّكَّة، وهي المكان المرتفع يُجلس عليه.
وقوله: "فجبذه" أي: جذبه وجرَّه إليه.
وقوله: "مددتني" أي: مددت قميصي وجذبته إليك. قاله صاحب "عون المعبود".