الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي هريرة، قال: لَقِيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في طريقٍ مِن طُرُقِ المدينةِ، وأنا جُنُبٌ، فاختَنَستُ، فذهبتُ فاغتَسَلتُ، ثمَّ جئتُ فقال:"أينَ كنتَ يا أبا هريرة؟ "قال: قلتُ: إني كنتُ جُنُباً، فكَرِهتُ أن أُجالِسَكَ على غيرِ طهارةٍ، قال:"سُبحانَ الله! إنَّ المُسلِمَ لا يَنجُسُ"
(1)
.
قال: في حديث بشر: حدَّثنا حُميدٌ، حدَّثني بكر.
90 - باب الجنب يدخل المسجد
232 -
حدَّثنا مسدَّدٌ، حدَّثنا عبدُ الواحد بنُ زياد، حدَّثنا أفلَتُ بنُ خليفة، حدَّثتني جَسرةُ بنتُ دِجاجة، قالت:
سمعتُ عائشةَ تقول جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ووُجُوهُ بُيوتِ أصحابِهِ شارِعَة في المَسجِدِ، فقال:"وَجِّهُوا هذه البُيوتَ عن المَسجِدِ" ثمَّ دخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يَصنَع القَومُ شيئاً رجاءَ أن تَنزِلَ فيهم رُخصَةٌ،
(1)
إسناده صحيح. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وبشر: هو ابن المفضل، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه البخاري (283)، ومسلم (371)، والترمذي (122)، والنسائى فى "الكبرى"(259)، وابن ماجه (534) من طريق حميد الطويل، بهذا الإسناد. وسقط من النسخ المطبوعة من "صحيح مسلم": بكر بن عبد الله، قال الحافظ في "النكت الظراف" (14648): سقط بكر بن عبد الله من أكثر النسخ، وثبت في بعضها من رواية بعض المغاربة.
وهو في "مسند أحمد"(7211)، و"صحيح ابن حبان"(1259).
وقوله: فاختنستُ بالخاء المعجمة والسين المهملة من الخنوس والتأخر والاختفاء، يقال: خنس وانخنس واختنس. ويروى: فانخنست، ورواه بعضهم فانتجشت بالجيم المعجمة من النَّجْش: الإسراع: قاله فى "النهاية".
فخرجَ إليهم، فقال:"وَجَّهوا هذه البُيوتَ عن المسجِدِ، فإنِّي لا أُحِلُّ المسجِدَ لحائِضٍ ولا جُنُبٍ"
(1)
.
قال أبو داود: هو فُلَيتٌ العامِرِيُ.
(1)
إسناده حسن، أفلت -ويقال: فُليت- بن خليفة صدوق، وجسرة بنت دجاجة ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة"، ورجح الحافظ في "الإصابة" أن لها إدراكاً، وقد روى عنها جمع، وقال العجلي: ثقة تابعية، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وصحح لها ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال البخاري: عندها عجائب، وقال الذهبي معقباً عليه: قوله هذا ليس بصريح في الجرح.
وأخرجه البيهقي 2/ 442 من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1327) من طريق عبد الواحد بن زياد، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 67، والبيهقي 2/ 442 - 443 من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، كلاهما عن أفلت، به. زاد موسى في آخره:"إلا لمحمد وآل محمَّد". قلنا: يعني أزواجه صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أبواب بيوت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ولم تكن لهم طريق إلا من المسجد.
وأخرجه ابن ماجه (645) من طريق أبي الخطاب الهجري، عن محدوج الهذلي، عن جسرة، عن أم سلمة، وأبو الخطاب ومحدوج مجهولان وصحح أبو زرعة كما في "علل الحديث" لابن أبي حاتم 1/ 99 أنه من حديث عائشة.
قال ابن رسلان: استدل به على تحريم اللبث في المسجد والعبور فيه سواء كان لحاجة أو لغيرها قائماً أو جالساً أو متردداً على أي حال متوضئاً كان أو غيره لإطلاق هذا الحديث، وحكاه ابن المنذر 107/ 3 عن سفيان الثوري وأبي حنيفة وأصحابه وإسحاق بن راهويه ولا يجوز العبورُ إلا أن لا يجد بداً منه فيتوضأ ثمَّ يمر وإن لم يجد الماء يتيمم، ومذهب أحمد: يباح العبور في المسجد للحاجة من أخذ شيء أو تركه، أو كون الطريق فيه، وأما غير ذلك فلا يجوز بحال.
انظر "المغني" 1/ 200 - 201.