الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 12
- بتاريخ: 1 - 3 - 1911
السنة الثانية
نودع اليوم السنة الأولى من حياة هذه المجلة ونستقبل السنة الثانية قطعت الزهور المرحلة الأولى من عمرها وهي لم تر إلا ابتسامة الرضى من المنشطين، ولم تسمع إلا كلمة التشجيع من القراء والمشتركين. قطعت الشوط الأول في مضمار النهضة الحديثة، وأقلام أعلام الأدباء تحدق بها فتقيها كل عثرة، ونفثات كبار الكتاب والمفكرين تحوم حواليها في كل خطوة. فأدركوا بها الغاية التي وضعتها نصب عينيها منذ وجودها.
ظهرت هذه المجلة وقد غص عالم الأدب بالصحف والمجلات ومع ذلك فقد أتيح لها أن تفسح مجالاً واسعاً وتحرز لنفسها مقاماً سامياً. ندون ذلك في مطلع السنة الجديدة لا فخراً ولا مباهاة، ولكن إقراراً بفضل مشاهير الأدباء الذين خصوها بنفثاتهم الرائقة، واعترافاً بكرم القراء الذين شاؤوا أن يروا فيها الصحيفة الأدبية التي كانت إليها نفوسهم تائقة. فكان إقبال أولئك على تحريرها داعياً إلى إقبال أولاء على اقتنائها.
قلنا في أول مقالة رسمنا فيها للقراء خطة هذه المجلة أننا سعينا لجعلها
رابطة بين كتاب الأقطار العربية حتى يتعارفوا وتتمكن فيما بينهم أواصر الأدب. ونشرنا إثر ذلك أسماء الكتاب والشعراء الذين وعدونا من أنحاء مختلفة بإبراز بنات أفكارهم على أوراق الزهور. ولم يكونوا بالنفر القليل. فأثنى الجميع على هذه الخطة الجديدة وأجمعوا على استحسان هذه الفكرة ولكن فريقاً أبى عليهم تحفظهم إلا أبداء الشك في التمكن من تحقيق هذه الأمنية العزيزة. وهي حمل أُدباء العرب على الاشتراك في تحرير صحيفة تكون لسان حالهم. واقروا بأنه لو أتيح لمجلة أن تجمع هذه الشتات لكانت في مقدمة المجلات.
غير أننا لم ندخر وسعاً للوفاء بما وعدنا كما يتبين لك ذلك من مراجعة أسماء من وعدنا بنشر كتاباتهم وأسماء من ساعدونا فعلاً وهي مدونة في فهرس السنة الأولى. فتجد أن عدد الكتاب الذي اشتركوا في تحرير الزهور يناهز المئة وهي نتيجةٌ نفاخر بها لأن المجلة الحقيقية - كما ذكرنا في أحد الأعداد السالفة - هي معرض أقلام مختلفة، لا كتابة عن مجموعة مقالاتٍ لكاتب أو كاتبين. وقد وعد عموم هؤلاء الكتاب بالمثابرة على إتحاف قرائنا بدرر أقوالهم. وفاوضنا غيرهم أيضاً بهذا الشأن فكان مثل من تقدمهم مدعاةً لنزولهم أيضاً إلى هذا الميدان.
أبواب المجلة
وسنحفظ التبويب الذي سرنا عليه حتى الآن فقد صادف استحسان العموم وهو:
1ً - باب المقالات التي يدبجها مشاهير الكتاب في موضوعات متنوعة
2ً - في جنائن الغرب ننشر تباعاً تحت هذا العنوان خير ما يؤخذ عن آداب اليونان والرومان والفرنسيين والانكليز والألمان والايطاليان والروس وغيرهم من الغربيين قديماً وحديثاً لأن ذلك يكسب لغتنا ثروة طائلة من المعاني الجديدة والمباني الحديثة. كما ترى في مجموعة السنة الأولى.
3ً - في حدائق العرب ننشر فيه صفحات مطوية من خير ما قاله الغابرون من كتاب العرب لأن لدينا كنوزاً مدفونة نحن في أشد الحاجة إلى الانتفاع بها.
4ً - في رياض الشعر نعرض في هذا الباب عرائس القصائد التي يزفها إلى قرائنا أشهر شعرائنا. - ولما كانت قد تراكمت علينا مواد هذا الباب حتى تكاد تضيق عنها صفحات هذه المجلة ولو خصصناها كلها بالشعر رأينا إحالة كل ما يأتينا من هذا القبيل على لجنة مؤلفة من ثلاثة من شعرائنا المعروفين ينتقون منها ما يرونهُ ملائماً للنشر. أو يقولون كلمتهم في تلك القصائد إذا أراد ناظموها.
5ً - أشواك وأزهار يوالي تحرير هذا الباب صديقنا حاصد الذي عرفهُ القراء منتقداً دقيقاً بين الجد والهزل.
أما نقد الكتب على الطريقة التي سلكناها فسنتابعهُ كل ما وقع لدينا كتاب يستحق الإفاضة في البحث.
الوكلاء والاشتراكات
طلب الكثيرون منا أن يكونوا وكلاء للزهور في أنحاء مختلفة. وكنا لا نجيب دائماً إلى طلبهم لأن الدفع سلفاً قد أغنانا عن كثرة
الوكلاء على أن من رغب في أن يكون وكيلاً لهذه المجلة عليه أن يجد لها على الأقل ستة مشتركين جدد. أما دفع الاشتراكات خارج العاصمة فنطلبهُ مقدماً. وأفضل طريقة لإرسال البدل هي حوالة على بوسطة مصر أو على أحد المصارف المعروفة.
المبادلة والهدايا
وقد أكثر أيضاً عدد الزملاء الذين يطلبون مبادلة الزهور على أن كثرتهم تحول دون إجابة
طلب الجميع. وقد جاءنا في السنة الماضية ما يناهز المئة صحيفة أو مجلة أو نشرة مع طلب المبادلة. ولا يخفى أن إجابة الجميع من المتعذرات. وأكثر من ذلك عدد الأندية والجمعيات المختلفة التي تكتب لنا تستهدينا المجلة خدمة للأدب وإحياءً للمشروعات العلمية وهذا جلُّ ما تتمنى ولكن كثرة الطلب اضطرتنا إلى الرفض وكل ما في الإمكان حسم 30 في المئة من أصل الاشتراك لهذا الأندية شأننا مع طلبة المدارس.
الكتب
أعلنا في بداية السنة الماضية أن إدارة المجلة مستعدة لتقديم كل الكتب التي يطلبها المشتركون مع تنزيل يُذكر من أصل الثمن وذلك خدمة للقراء الذين كثيراً ما لا يعرفون أين يجدون مطلوبهم. وقد طلب منا في أثناء السنة 270 كتاباً تقريباً. ولما كانت الطلبات تتكاثر يوماً عن يوم رأينا أن نتفق مع أصحاب المكتبات الشهيرة لتكون المفاوضة معهم رأساً مع حفظ حقوق خصوصية لمشتركي الزهور سنعلنها مع اسم هذه المكتبات في عدد قادم.