الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باشا عصيانه وطلبه الخديوي إلى رأس التين فأجاب أنه لا يطيع إلا إذا سافر الأسطول الإنكليزي. وقرر أعيان القاهرة استمرار الحرب وصدر أمر الخديوي بعزل عرابي ولكن مجلس الأعيان في العاصمة قرر إبقاءه.
وكان جيش عرابي بكفر الدوار مؤلفاً من 4 آلايات مشاة وآلاي فرسان وآلاي طوبجية وبطارية مدافع، وأرسلت إليه المديريات 25 ألفاً والعربان أفواجاً عديدة.
وبعد ذلك أصدر الباب العالي منشوراً بعصيان عرابي. وفي 20 و21 و22 أغسطس هاجم الإنكليز كفر الدوار وأخذوا بإنزال عساكرهم بالسويس فذهب عرابي إلى الوادي وبدأ القتال في 23 أوغسطس وفي 12 سبتمبر هجم الإنكليز قبل الفجر على التل الكبير فانهزم العساكر وفر عرابي إلى مصر وتبعه الجيش الإنكليزي وفي 14 سبتمبر دخل الإنكليز القاهرة وفي 15 سلم لهم عرابي فسجنوه في العباسية ثم حوكم فحكم عليه بالإعدام واستبدل الحكم بالنفي فنفي إلى سيلان ثم صدر العفو عنه فعاد إلى مصر سنة 97 مع رفاقه وأجرت الحكومة عليه 60 جنيهاً في الشهر وسكن بجهة الناصرية حيث توفي.
أزهار وأشواك
فلسفة العيد
كان في الشهر الماضي ختام صوم رمضان وحلول عيد الفطر المبارك فأقيمت الأفراح والزينات وأقفلت المصارف والدوائر والمحلات التجارية
فاشتركت الأمة بأسرها في هذا العيد لا فرق بين المسلم والنصراني ولا النزيل والوطني، فكان ذلك مما تسر له خواطر محبي السلام، لاسيما في هذه الأيام حيث كثرت مشاغبات دعاة التفريق والخصام. وكان منظر الأولاد، وقد اشتركوا في العيد، من أبهج المناظر لأن روح التحزبات والغايات لم تنفث سمها في صدورهم الطاهرة. فرددنا قول شوقي:
فهذا بعلبته يزدهي
…
وهذا بحلته يفخر
وهذا كغصن الربى ينثني
…
وهذا كريح الصبا يخطر
إذا اجتمع الكل في بقعةٍ
…
حسبتهم باقة تزهر
أو افترقوا واحداً واحداً
…
حسبتهم لؤلؤاً ينثر
فلاسفة كلهم في اتفاق
…
كما اتفق الآل والمعشر
ولا لغة غير صوت شجي
…
كروض بلابلة تصفر
ولا يزدري بالفقير الغني
…
ولا ينكر الأبيض الأسمر
فيا ليت شعري أضل الصغار
…
أم العقل ما عنهم يؤثر
سؤال أقدمه للكبار
…
لعل الكبار به أخبر
لا والله لم يضل الصغار، فليقتد بهم الكبار.
الجوق العربي
مديره عبد الله عكاشة، وقد جمع وإخوته إلى رخامة الصوت حسن الاستعداد. وواضع رواياته إلياس فياض، الشاعر والكاتب المعروف بالرقة والطلاوة. ومسرح تمثله التياترو المصري، وقد أُلبس حلة جديدة من الرواء بإدارة صاحبه إسكندر فرح وأخيه توفيق وأعضاؤه أفراد
جوق الشيخ سلامة، وهو أحسن جوق عرفناه. ومتعهد ملابسه كيريني، متعهد ملابس الأوربرا الخديوية. فكل أسباب النجاح متوفرة، كما ترى، لهذا الجوق العربي الذي بدأ بإحياء لياليه في منتصف الشهر الماضي. . . . نحن لا نقول إن الجوق قد بلغ
آخر مراحل الكمال، فهذا ما لا يراضه منا مديره الأديب. ولكننا نشهد أنه باذل همة تشكر في سبيل إرضاء الفن وحق القيام بشروطه ولا جدال في أنه قد خطا خطوة واسعة في ترقية التمثيل العربي. ولذلك نحن نصفق له كما صفق له الذين حضروا لياليه في مدن القطرين المصري والسوري. ضفرت باقة من أزهاري للقائمين بهذا المشروع. ولابد من تسديد بعض الأشواك إلى مرتادي مسارحنا العربية. يذهب الواحد منا إلى التياترو الإفرنجي، كالأوبرا او برنتانيسا مثلاً، فلا يجيز لنفسه الحضور بغير ملابسه الرسمية السوداء، فيجلس كما يشاء الأدب، ولا يدخن إلا في المجل المعد للتدخي. حتى ترى فيه الجنتلمن الكامل. وأما إذا رأيت هذا الشخص ذاته في تياترو الشيخ سلامة أو التيارو المصري، وهما لا يبعدان عن الأوبرا وبرنتانيا إلا بضع مئات من الخطوات، فإنك لا تكاد تعرفه، وقد جلس ومد رجليه على كرسي جاره، وأولع سيجارته، بالرغم من الحروف المرقومة على الجدران ممنوع التدخين أو اشتغل بقزقزة اللب بل تسمعه يقهقه ضحكاً في أشد المشاهد تأثيراً حتى يضايق الممثلين أيما مضايقة. . . فإلى متى نحن نحتقر أنفسنا؟ وما دمنا كذلك، فكيف نطلب من الأجانب أن يحترمونا. . .
كتشنر والفأر
تهمني السياسة بقدر ما تهم أسعار البورصة فراشة الحقل، أو بقدر ما تهم أزهاري وأشواكي إمبراطور الصين. ولذلك لست بمحدّث