الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزهور السياسية
لعبت الزهنور في التاريخ دوراً خطيراً، وكان لها في الأحزاب السياسية شأن كبير وكثيراً ما كانت - وفي رمز الحب والوداد - رمزاً للبغضاء والعدوان.
كانت إنجلترا في القرن الخامس عشر مرسحاً للحروب الأهلية. وكانت فيها عائلتان تتنازعان الاستيلاء على العرش. هما عائلة يورك وعائلة لانكاستر. وقد جعلت الأولى شعارها وردة بيضاء والأخرى وردة حمراءن ورسمت كل منهما صورة الوردة على وساماتها وأسلحتها وأزرار ملابس جنودها. ودارت في ذاك الوقت حرب طاحنة عرفت بحرب الوردتين.
وكان الناس في القرن الثامن عشر يعتنون اعتناءً كبيراً بالقرنفل الأبيض ويفضلونه على جميع الأزهار خصوصاً بعد قتل الملك لويس السادس عشر.
ومعلوم لدى كل من له إلمام بالتاريخ أن الملكة ماري انطوانيت سجنت وكانت تنتظر المشنقة بين ساعة وأخرى، وفي خلال سجنها كان يحضر لها كل صباح شخص من الحزب الملكي لبث مجهولاً إلى اليوم زهرة القرنفل الأبيض فكانت الملكة تغرزها في منطقتها السوداء ومن ذلك الحين سمي القرنفل الأبيض زهرة الملكة وأخذت السيدات يغرزن الأزهار في مناطقهن بعد أن كن يحملنها على صدورهن.
وفي عهد الإصلاح كان أنصار العرش والكنيسة يتزينون بالقرنفل
الأبيض، وكان الأحرار يتزينون بالورد الأحمر. فكانت هذه الزهور تدعو كل يوم إلى معارك دومية، فإن كل حامل قرنفلة بيضاء عندما كان يصادف شخصاً في عروة ردائه وردة حمراء كان يقابله بالشتم والإهانة، وقد قابل مرة في ليموج أحد أنصار العرش شقيقة الذي كان من الأحرار وفي عروة ردائه وردة حمراء ولم يكن الواحد منهما من قبل يعرف مبدأ الآخر فتبارزا وقتل أحد الشقيقين شقيقه بسبب حمله الوردة الحمراء.
وعلى عهد شارل الخامس كانت الأفضلية بين الزهور في فرنسا لزهر الزنبق وهو زهرة ملوك فرنسا. غير أن نابليون بونابرت قال قد انتهى عهد الزنبق واستبدله بزهر البنفسج الزكي الرائحة.
وأقرب زمن إلينا عهد الجنرال بولانجه فإن هذا القائد اتخذ شعاراً له زهر القرنفل الأحمر فكان يتزين به هو وجميع أنصاره.
ثم أن غليوم جد إمبراطور ألمانيا الحالي اتخذ الريحان شعاراً له وأمر بجعله الزهر الوطني للإمبراطورية الألمانية. ويقولون إنه كان يجمع بنفسه باقات الريحان في الحقول والسهول وهو زاحف على باريس في حرب السبعين التي قامت بين فرنسا وبروسيا.
ثم أن الريحان والورد يعتبران الآن في نظر العالم أنهما من اختصاص الأمة الفرنسية. ولما احتفلت هذه الأمة ببلوغ شاعرها المشهور فيكتور هوجو الثمانين من عمره أحاطت به الشبيبة الفرنسية وعلى صدر كل فتاة زهرة ريحان أو وردة وكذلك في عرى أردية الشبان.