الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألم يكف همٌّ في الحياة حملته
…
فأحمل بعد الموت صخراً على صخر
أحمد شوقي
خيبة أمل
وخيّب آمالي وقوفك دونها
…
وأنك عند الظالمين مكين
يسرك أني نائم الجد عاثرٌ
…
ويرضيك أني للخطوب ألين
ليهنك ما بي من أسى وخصاصةٍ
…
وتقليبي الكفين حيث أكون
حافظ إبراهيم
المراسلات السامية
ضاق العدد الماضي عن متابعة نشر المراسلات التي دارت بين المرحوم محمود باشا سامي البارودي والأمير شكيب أرسلان:
كتب محمود سامي إلى الأمير من جزيرة سيلان:
ردي التحية يا مهاة الأجرع
…
وصلي بحبلك من لم يقطع
وترفقي بمتيم علقت به
…
نار الصبابة فهو ذاكي الأضلع
طرب الفؤاد يكاد يحمله الهوى
…
شوقاً إليك مع البروق اللمع
لا يستنيم إلى العزاء ولا يرى
…
حقاً لصبوته إذا لم يجزع
ضمنت جوانحه إليك رسالة
…
عنوانها في الخد حمر الأدمع
فمتى يبوح بما أجن ضميره
…
إن كنت عنه بنجوةٍ لم تسمع
أصبح بعدك في دياجر غربةٍ
…
ما للصباح بليلها من مطلع
لا يهتدي فيها لرحلي طارق
…
إلا بأنة قلبي المتوجع
أرعى الكواكب في السماء كأن لي
…
عند النجوم رهينةً لم تدفع
زهرٌ تألق في السماء كأنها
…
حببٌ تردّد في غدير مترع
وكأنها حول المجرّ حمائم=بيضٌ عكفن على جوانب مشرع
وترى الثريا في السماء كأنها
…
حلقات قرطٍ بالجمان مرصع
بيضاء ناصعة كبيض نعامةٍ
…
في جوف ادحى بأرضٍ بلقع
وكأنها أكر توقد نورها
…
بالكهرباءة في سماوة مصنع
والليل مرهوب الحمية قائمٌ
…
في مسحه كالراهب المتلفع
متوشح بالنيّرات كباسلٍ
…
من نسل حامٍ باللجين مدرّع
حسب النجوم تخلفت عن أمره
…
فومى لهن من الهلال بإصبع
ما زلت أرقب فجره حتى انجلى
…
عن مثل شادخة الكميت الأتلع
وترنحت فوق الأراك حمامة
…
تصف الهوى بلسان صب مولع
تدعو الهديل وما رأته وتلك من شيم الحمائم بدعةٌ لم تسمع
ريا المسالك حيث أمت صادفت
…
ما تشتهي من مجثم أو مرتع
فإذا علت سكنت مظلة أيكة
…
وإذا هوت وردت قرارة منبع
أملت عليَّ قصيدة فجعلتها
…
لشكيب تحفة صادقٍ لم يدّع
هي من أهازيج الحمام وغنما
…
مشكاته حد السماك الأرفع
نبراس داجيةٍ وعقلة شاردٍ
…
وخطيب انديةٍ وفارس مجمع
صدق البيان أعض جرول باسمه
…
وثنى جريراً بالجرير الأطوع
لم يتخذ بدر المقنع آية
…
بل جاء خاطره بآية يوشع
أحيى رميم الشعر بعد هموده
…
وأعاد للأيام عصر الأصمعي
كلمٌ لها في السمع أطرب نغمةٍ
…
وبحجرة الأسرار أحسن موقع
كالزهر خامره الندى فتأرجت
…
أنفاسه بالعنبر المتضوع
يعنو لهما الخصم الألد ويغتذي
…
بلبانها ذهن الخطيب المصقع
هي نجعة الأدب التي من أمها
…
ألقى مراسيه بوادٍ ممرع
ملكت هوى نفسي وأحيت خاطري
…
وروت صدى قلبي ولذت مسمعي
فأسلم شكيب ولا برحت بنعمة
…
تحنو إليك بأيكها المتفرع
فلأنت أجدر بالثناء لمنةٍ
…
أوليتها والبرّ أفضل ما رُعي
أرهفت حدي فهو غير مفلل
…
ورعيت عهدي فهو غير مضيّع
وبثقت لي من فيض بحرك جدولاً
…
غمر البحار بسيله المتدفع
عذبت موارده فلو ألقت به
…
هيم السحاب دلاءها لم تقلع
وزهت فرائده فصارت غرةً
…
لجبين كل متوجٍ ومقنع
هو ذلك النظم الذي شهدت له
…
أهل البراعة بالمقال المبدع
أبصرت منه أخا أيادٍ خاطباً
…
وسمعت عنترة الفوارس يدّعي
وحلمت أني في خمائل جنةٍ
…
ومن العجائب حالمٌ لم يهجع
فضل رفعت به منار كرامةٍ
…
صرف العيون عن المنار لتبّع
فمتى أقوم بشكر ما أوليتني
…
والنجم أقرب غايةً من منزعي
فأعذر إذا قصر الثناء فإنني
…
زرت المقال فلم أجد من مقنع
لازلت ترفل في وشاء سعادةٍ
…
وحبير عافيةٍ وعيشٍ أمرع
(وفي العدد القادم جواب الأمير)