الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولست بنحوي يلوك لسنانه
…
ولكن سليقيٌّ يقول فيعرب
* * *
في مكتبة الزهور شيء يسير من شعر هذا الشاعر المطبوع وإنما هو قليل من كثير لأن رشيداً محب للشعر جواد القريحة غير أنه قليل الاكتراث لبنات أفكاره وعدوٌّ للشهرة والظهور. يقول الشعر ليلذ نفسه ويطرب فؤاده فإذا ما اكتفى لذة وطرباً رمى بأوراقه في أدراج مكتبته فليس تنفتح عليها تلك الأدراج ولو ثقبناها بمسمار.
ولقد تسنى لنا أن نفوز ببعض تلك اللآلئ المكنوزة فرأينا أن ننشرها تباعاً تاركين للقراء أن يقدروا قيمتها الغالية ويعرفوا مك
انت
ها من الأدب.
قلت أولاً إن الشاعر الذي أوحت إليه سماء لبنان، وألهمته الطبيعة الباهرة الجمال في تلك
الربوع والأصقاع، مطالب بكثير، ومسؤول عن أدبٍ وفرٍ وبيان ساحر يكونان بمقدار ما استنزل مما حواليه من الوحي والإلهام. إذن فإن رشيداً سيكون ولا ريب حبيباً إلى قراء الزهور ولعله لا تشغله وظيفته السامية في حكومة جبل لبنان عن إتحافنا على التمادي بزهراته الطيبة؟
أمين
أنت
ملك أنت يا مادحة السرير ومنهنهة الصغير، ومعنى حيوة هذا الوجود أنت.
أنت آنست وحشة الجد الأول حيث كان، وحبك كان حماطة قلب
صاحب الحكمة، وجمالك هو نشيد الأناشيد، وكلما في هذه الحياة من القوة هو أنت.
أنت الضلع المسلوخ عن القلب، وأم البشرة الناعمة، وذات الجسم البض، والكتلة المكهربة التي كوّنتها يد المبدع العظيم، وكلما في الطبيعة من جاذبية وجمال هو أنت.
أنت وكلما يقع تحت معنى اللطف ورقة الشعور هو أنت.
أنت يا نقية القلب يا سلسلة المقادة يريدون أن يجعلوا منك غير ما هيأت الطبيعة. يريدون أن يمتهنوا امتيازات نوعك التي اختصته بها الفطرة. يدّعون أنهم يريدون لك الكمال وهم بذلك غنما ينتقصون قدرك ويستخفون بميزتك.
يحاولون أن يزيلوا عنك مزايا الأنوثة المحبوبة ويخلّقوك بأخلاق الرجال وأنت لو فطنت لعلمت أنهم بذلك إنما يحاولون تبغيضك إلى القلوب عدا أنهم يعالجون من ذلك أمراً أدّاً.
يقولون إنهم يريدون أن يجلسوك في صدور المجالس وعلى كراسي النيابة ويدججوك بالسلاح وينزلوك إلى ساحات القتال وأنت لو علمت ما خلقت لهذا.
يزعمون أن الأجيال الماضية ظلمتك، وإن عصر النور هذا سيرفع عنك تلك الظلامة بما سيعدون لجسمك الأبض من المقاعد الخشبية في تلك المجالس ويدفعونه لبنانك المنمنم من رهيف الحد.
يريدون أن يفتلوا ساعديك ويضخموا منكبيك ويميتوا من ذلك