الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهما خمسة أولاد أكبرهم في السابعة عشرة من عمره وأصغرهم في السادسة.
هذا ما يسمح المقام بذكره عن ملك الإنكليز الجديد وزوجته. وهو يحكم مئات الملاين من البشر في البلاد المترامية الأطراف. فيمكنه أن يردد قول فيليب الرابع ملك إسبانيا لا تغيب الشمس عن ممالكي ويكاد يقول ما قاله الرشيد: يا سحابة السماء أمطري حيث شئت فإن خراج الأرض التي تمطرين عليها يعود إلي. . .
فعسى أن يكون عهد ملكه عهد وئام وسلام فتنتشر روح السلم وتسود فكرة العدل والإنصاف.
في جنائن الغرب
وصف الشلال وطلوع الشمس
قال رسكن يصف شلالاً: قف بي إلى هذا الشلال نراقب قوس الماس المنحدر من علٍ كالسيف الصقيل لا ثلمة فيه ولا وصمة، يتفوق تلك الصخور كقبة من البلور الصافي. وهو سريع السقوط مستمرة فلا تكاد تحسبه متحركاً لولا زبدٌ يلوح لك فيه كالشهب المتناثرة، أو كالجوهر على شفرة الحسام. وتأمل مسقطه من صدر النهر حيث ترى كأن صخراً ناصع البياض طيرته الريح شظايا فانتشر في الجو شعاعاً. بل تأمل زرقة المياه المشوبة ببياض الزبد وسنائه تقل هو الجو الصافي ملأته الشمس ضياءً وبهاء.
وإليك كلمة لرسكن أيضاً في الجداول والمجاري الصغيرة: ولله أودية سويسرا بمجاريها الصغيرة وكأني بها قد اختارت منحدرات الجبال مصدراً ومنبعاً، حباً منها
للطفر والقفز من أعالي الصخور إلى أسافلها، تاركةً ماءها على رحمة الهواء يقذف به ذات اليمين وذات اليسار، وينثره بلوراً صافياً تكسبه أنوار الشمس لون النضار. وإذا انتهت إلى المروج الخضراء ضللت ذاتها، ورخمت نغماتها، بين أعشابها ونباتها، وظلت في ظلالها، خيالات لها، إلى أن تنفذ منها مترقرقة متدفقة، كأنها تذكر غايتها إذ تبصر بواديها، فتهب مسرعة إليها.
وطلوع الشمس في بعض البلدان أجمل منه في غيرها، وأجمل ما يكون في الأماكن القريبة من خط الاستواء. وقد وصفه أحد الكتاب كما يلي:
تأتي الساعة الخامسة من الصباح ولا يزال الظلام مخيماً بسدوله. وعندئذ تفيق بعض العصافير وتبدأ تحرك سكون الليل بتغاريدها وأناشيدها كأنها تبشر بقدوم مليكة النهار قبلما يبدو موكبها الوهاج في أفق الشروق. وما هو إلا القليل حتى تتكاثر الأصوات من كل فج وصوب، وأغلبها من حناجر الأطيار المبكرة، فتأخذ حجب الظلام بالارتفاع شيئاً فشيئاً. ولا يأزف النصف الثاني من الساعة الخامسة حتى يلوح الفجر، وتذر شوارقه، ويتدفق النور فيضاً إلى أن يفعم الأرض والفضاء. وهنالك تبرز الشمس بحلتها الذهبية، وترسل بأشعتها العسجدية إلى مواطن الحياة من الطبيعة تبشرها بعودة الحياة، فتزقزق العصافير، وتتثنى الأزهار، وتخرج النحلة من قفيرها، وتبتهج الفراشة في مطيرها، فتلك ساعة تنتظرها
البراعم وأكمام الأزهار وأوراق الأشجار لتكسب فيها زهواً ونشاطاً ورونقاً وجمالاً. ثم أن تلك النسمات العليلة البليلة، تستمد من النور ما تبل به وتنقه من علتها فتمر بك بما يبرئك أنت لو كنت عليلاً. مناظر تخلب الألباب وتفتن الأبصار، يرسمها للصور، ويصفها الشاعر، آيات من الجمال بينات.
(من كتاب مسرات الحياة الذي عربه الأديب وديع أفندي البستاني وباشرت طبعه مطبعة المعارف).