الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في رياض الشعر
أمين بك ناصر الدين
رئيس تحرير جريدة الصفاء
صاحب هذا الرسم هو صاحب تلك القصائد الجميلة التي نشرتها الزهور في بعض أعدادها السابقة، والتي ما برحت تنشر منها إلى اليوم ما توقفت إليه. وهو الشاعر الذي قلنا عنه يوم نقلنا لقرائنا قصيدته شاعر يناجي صورة إنه معروف في سورية ولبنان ومجهول في مصر،
ووعدنا حينئذ بتمثيل رسمه على إحدى صفحات الزهور لنجمع بين صورتيه المعنوية والشخصية. ولقد سرنا أن فريقاً كبيراً من الأدباء أعجب بشعر هذا الشاعر المجيد، وهو ما توقعناه من قبل، فكتب إلينا يسألنا عنه، ويلح علينا بنشر ترجمته إلى جانب رسمه، فخاطبناه في ذلك فبعث إلينا حضرته بالكلمة التالية فلم نر خيراً من نشرها كما هي. قال:
طلبت إلي كلمة تعرفني إلى القراء. فإن أردت تلك الكلمة عن منتماي فهو إلى الشيخ بدر الدين الذي كانت بينه وبين الأمراء المعنيين صلة قربة. وهذا الجد الأعلى رزقه الله عده أبناء منهم ناصر الدين الذي نسبت إليه أسرتنا. كان بدر الدين يقطن عين داره وتوفاه الله فيها وبها قبره إلى الآن. ثم طرأت بعد موته حوادث صدعت شمل أبنائه فانتحى كل منهم ناحية. وكان إن اتخذ ناصر الدين كفر متى وطناً له.
وإن أردتها عن مولدي فقد كان في شهر محرم الحرام من سنة 1297 هجرية. فعمري الآن اثنتان وثلاثون سنة. وأشهر حوادث حداثتي أني كنت أقول أبياتاً من الشعر قبل أن تعلمت القراءة والخط فكان والدي يكتبها لي، ويصحح لغتها دون وزنها. ومرة بعثت إلى المرحوم الخليل خليل اليازجي، وكان مصطافاً في عبيه، ببيتين من شعري الصبياني فسر بهما كثيراً وأجابني عليهما بهذه الأبيات:
أنت الصغير الكبير النفس منتسباً
…
بها لأسلافك الشم العرانين
هلال سعد نرجي منه بدر سناً
…
يلوح في أفق باليمن مقرون
غالبت فن القريض المستطاب وقد
…
غلبته بانتصار منك ميمون
منه لك الأمن والنصر المبين ولا
…
بدع فأنت أمين ناصر الدين
ولم تزل الرقعة المكتوبة فيها هذه الأبيات محفوظة عندي وهي بخط الناظم رحمه الله.
وبعد أن تعلمت القراءة والخط درست مبادئ النحو والصرف والبيان والبديع والعروض على بعض الأساتذة ثم عكفت على المطالعة، واستظهرت من أقوال البلغاء، وخصوصاً الشعراء منهم ما يصح أن أقول إنه كثير.
وفي سنة 1899 ميلادية أعدت نشر جريدة الصفاء وذلك أول عهدي بالصحافة فحررت فيها نحو أربعة أعوام مع تدريس اللغة العربية في مدرسة عبيه الداودية. ثم أسس والدي مدرسة المعارف في عام 1905 فتسلمت إدارتها مع تدريس العربية فيها ولم أكن أنفك عن المطالعة.
وفي سنة 1908 أعدت نشر جريدة الصفاء ولا أزال أكتب فيها إلى الآن.
* * *
هذه كلمة الشاعر عن نفسه. أما كلمتنا عنه فقد أغنانا عن قولها ما نشرناه لحضرته من القصائد الرائقة في ما مر، ونحن على يقين أن قراء الزهور قد قدروها قدرها، وأنزلوها المنزلة التي تستحقها بين جيد الشعر وأطايبه. وإن في النفثة التي نحن ناشروها له اليوم ما يصح أن يكون دليلاً ساطعاً على فضله وأدبه:
صدى اليأس
آثر الدهر أن أعيش كئيباً
…
بين قومي وفي بلادي غريبا
تنتحي قلبي الهموم دراكاً
…
وإلي الخطوب تزجي الخطوبا
حسب الدهر أنني من جماد
…
فرماني بالنائبات ضروبا
غير أن الازدراء ما أفقدتني
…
جلداً راسخاً وعوداً صليبا
* * *
ضاع رأيي في من رأى حين أمست
…
ألسن الناس لا تطيع القلوبا
تارةً أحسب الحبيب بغيضاً
…
وزماناً أرى البغيض حبيبا
كم رأيت ابتسامة فوق ثغرٍ
…
ثم عادت من بعد ذاك قطوبا
ولكم بت راضياً عن أناس
…
حين أصبحت غادروني غضوبا
ولكم قد وثقت بالبعض لكن
…
قد أبى الخبر أن أكون مصيبا
ينتحيني الأنام من غير داع
…
ومتى أدع لا ألاق مجيبا
يحسبون الجميل أسوأ صنعٍ
…
والسجايا المكملات عيوبا
* * *
ود غيري دوام عصر شبابٍ
…
بينما جئت استحث المشيبا
حبذا الشيب في دجى الشعر صبحاً
…
منبئاً أن للحياة غروبا
لا تظنن أن في العيش طيباً
…
ضل من ظن في الخبائث طيبا
وكفى بالشقاء طلق لسان
…
عن خطوب الحياة قام خطيبا
* * *
أرقب النجم في الدياجي وما من=وله بت للنجوم رقيبا
غير أني أرى لهن خفوقاً
…
كفؤاد يحيي الظلام طروبا
ويزيد النسيم قلبي حراً
…
مثل نار بالريح زادت لهيبا
وإذا ما رأيت إشراق شمسٍ
…
قلت يا ليته يعود مغيبا
إن ستر الظلام يحجب عني
…
كل شيء أريده محجوبا
* * *
يا هزار الأراك إنك أوفى
…
في الملذات من سواك نصيبا
أنت تشدو على الغصون سروراً
…
وأنا أجعل القريض نحيبا
أنت تبغي البقاء في ظل دوحٍ
…
وأنا أبتغي الفناء القريبا
لك في الطير أوفياء وأني
…
لم أجد في الأنام إلا مريبا
يا هزار الأراك لو كنت مثلي
…
لاستحال الصداح منك نعيبا
ليس من طبعي الكآبة لكن
…
آثر الدهر أن أعيش كئيبا
أمين ناصر الدين
حقائق
سألتك يا رب بالأنبياء
…
وبالمصطفين وبالأتقياء
وبالمنزلات وبالمعجزات
…
وبالأرض والبحر ثم السماء
تمن علي بصبر جميل
…
إذا المرء ضاق عليه الفضاء
فكم قد صبرت على ما ألاقي
…
فلم يجدني الصبر غير العناء
تمنيت لو لم تلدني الولود
…
جزاها المهيمن خير الجزاء
تمنيت لو ثكلتني رضيعاً
…
فلم أتغذ بهذا الهواء
أرى نفساً كان خيراً لها ال
…
قتل تعلو علواً رفيع البناء
وأخرى لها شيم المرسلين
…
تضام وقد نال منها العياء
أرى جاهلاً يتخطى الرقاب
…
أرى عالماً نال منه الشقاء
أرى الصدق في النزع والصادقين
…
تولى عذابهمو الأدعياء
أرى الناس بعضاً لبعض عدواً
…
نسوا أنهم خلقوا للفناء
تراه تظن الصديق الحميم
…
وإن رحت فهو شديد العداء
وتلقاه يقسم بابن البتول
…
ونسل الذبيح وحق الولاء
بأن عرى الود حبل متين
…
غدائره من خيوط الإخاء
أدر شطر وجهك عنه قليلاً
…
يقطع حبال الأخا والرجاء
تباركت يا رب هذي الذئاب
…
أضر على الناس من وطأة الداء
عقارب تلدغ من يلتقيها
…
أفاع تعض فكيف الشفاء
إذا كان يرضيك هذا فزدنا
…
وإلا فعجل بمنح الدواء
فإني وحقك أقسم صدقاً
…
بأن الفساد سرى في الدماء
وإنا نرى اللؤم رأي العيان
…
ونلمس بالكف جسم الرياء
عطبره (السودان)
محمد فاضل
الشرق والغرب
أيه يا برق العدى كن خلباً
…
أوشك المشرق يحكي المغربا
غلبته في قواه خدعة
…
فاحذروا كيد قوي غلبا
يتسامى للعلا لا راهباً
…
فإذا صادف موتاً ركبا
حولوا أن تحجب الشمس به
…
ليتهم ما حاولوا أن تحجبا
كلما مدوا إليها طنبا
…
قربوا للنار ذاك الطنبا
رب شعب أيقظته رقة
…
فرأى الراحة كانت تعبا
در در الجهل والنوم معاً
…
أعقبا بعدهما ما أعقبا
رب طير أسقطته ذروة
…
فسما عنها فكانت سببا
يا نفوساً في ربى النيل رأت
…
عزها في عز هاتيك الربى
رائحات كل يوم برضى
…
غاديات كل يوم بنبا
كلما طار صدى ما بينها
…
أهب الناس إليه موكبا
يا أوليها ذلل الله لكم
…
من أساليب المنى ما صعبا
كلأ الله رجالاً كلأوا
…
أرضهم حتى قضوا ما وجبا
سطروا ما أضمروا في صفحة
…
أعجبوا فيها فكانت أعجبا
حاول الجبار أن يقرأها
…
فرأى في كل حرف عقربا
فبكى كالطفل عيناً وفماً
…
وطواها فضحكنا عجبا
ويك يا غرب اتق الشرق فلم
…
تحتمل غيظ حليم غضبا
قوة كالنار لو جاوزها
…
نفس المطفئ زادت لهبا
أو كأمواه ترامت من عل
…
كلما صودرن زادت صببا
لا وأيم الله ما كانت وهت
…
رب ذي بأس تواهى رغبا
كم قلوب يتمارضن هوى
…
لتى من قد سلا ممن صبا
ضيعة كانت فولت فانثنت
…
كم ضياع رد لما سلبا
في يمين الشرق تجري زبدا
…
ويمين الغرب تجري ذهبا
فاتحات الخير باسم الله ما
…
شاء لا يسأل عما وهبا
أخلق الناس بنعمى ربه
…
مخلص لله فيما طلبا
* * *
يا رجالاً لفتوا الدهر لهم
…
فمتى أملوا عليه كتبا
رب قول في دم المرء جرى
…
وحسام في يد المرء نبا
لا سقى الغيث ثرى مصر إذا
…
هو لم ينبت رجالاً نجبا
أنفساً طابوا وقروا أعينا
…
وعلا زادوا وطالوا حسبا
عبد الحليم المصري
أين فؤاده
أهذا الذي جنب الحشا اسمه القلب
…
أم القلب حيث الصب مهجته تصبو؟
وذاك الذي سماه أهل الهوى جوى
…
أهذا الذي لا تستقر به جنب؟
وتلك السيوف الناقمات على الحشا
…
أم المقبلة النجلاء أرهفها الهدب؟
إذا سئل الإنسان أين فؤاده
…
فأي جواب للذي ما له قلب؟
رشيد نخلة
الفل
زانت الرأس بفل
…
هو بالرأس تحلى
ما رأت قبلك عيني
…
وردة تحمل فلا
خليل مطران
أصابح العاج
ليس أبيانو الذي باتت تكهربه
…
يداك أطوع من قلبي وأفكاري
لمسته فتمشى السحر بي فكما
…
تهتز أوتاره تهتز أوتاري
أصابع العاج هذي تلعبين بها
…
أم تلعبين بأسماعٍ وأبصار
الدكتور نقولا فياض
دمعتان متشابهتان
رأيت كتابها فقرأت فيه
…
شكايات ألذ من الثناء
فقلت فؤادها يحكي فؤادي
…
لذاك بكاؤها يحي بكائي
ولي الدين يكن