الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو لم أعلم أن النفس لا تنتهج محجة الاهتداء، ولا تخف إلى معالجة دائها العياء إلا بالاستهداء إلى عيبها ونقائصها، وبالوقوف على ذاتها ومغامزها لصورت لبلادي الحسن قبيحاً والقبيح حسناً، وأتيتها من خلب القول ما أقعدها عن كبير الفعل، والسلام.
بيت جالا (فلسطين)
- إسكندر الخوري
في رياض الشعر
المحبة
1
لولا المحبة لم تكن من ألفةٍ
…
في العالمين ولا عهود إخاء
ولكان بذل النفس في نفع السوى
…
وهماً برأس الغول والعنقاء
فارع المحبة فالإله محبة
…
في صنعه والذات والأسماء
2
أجهلت أن من الفضائل كلها
…
غير المحبة لا يدوم ويخلد
لولا المحبة كان سكان الثرى
…
حطباً لها في كل أرض موقد
إبراهيم الحوراني
وقفة
ولما استترنا بالظلام عن الورى
…
ولم نستطع ستراً عن الدمع والعتب
تنكرني عزمي وغابت فصاحتي
…
فأنطقها صمتي وشجعها رعبي
عبد الحليم المصري
بنتي ودواتي
تطوف في البيت مثل
…
العصفور تطلب حبا
حتى التقت بإناء
…
فيه الأرز تخبا
تناولته وألقت
…
به إلى الأرض غضبى
وراعها ما أتته
…
فأسرعت تتخبا
حتى إذا صار امناً
…
ذاك الذي كان رعبا
وأيقنت أن من ما قد
…
جنته لم يك ذنبا
دبت إلى الحب دبا
…
وأمعنت فيه نهبا
* * *
نزري الحبوب على الأر
…
ض وهي تضحك عجبا
فليس تقبل زجراً
…
وليس تفهم عتبا
وتملأ الأرض حباً
…
وتملأ البيت حبا
فقلت يكفيك زرعاً
…
لا ترتجي فيه خصبا
يا بنت قد ساء طفلٌ
…
على العناء تربى
فاستضحكت
…
فرحاً إذ=ظنت أقول المربى
* * *
وكان عندي دواة
…
كم فرّجت لي كربا
وسوّدت لي حظاً
…
وبيّضت لي قلبا
توهمتها إناء الحل_وى
…
فجاءته وثبا
وهاجتمها تريد الحل
…
وى غلاباً وغصبا
أردّها لا تبالي
…
أصدها هي تأبى
فكان موقفنا في ال
…
خصام يشبه حربا
تغلبت وهي طفل
…
والطفل يأنف غلبا
فكان حظ دواتي
…
والحبر كسراً وصبا
* * *
وا رحمتا لدواتي
…
وقد سباها الأحبا
كانت لدى الغزو تسبي
…
فصارت اليوم تُسبى
طانيوس عبده
إلى إسماعيل باشا صبري
مما وجدناه في الأوراق الشعرية التي اهداها إلينا حضرة حنفي بك ناصف الأبيات التالية وقد نظمها منذ سنوات في تهنئة صديقه إسماعيل باشا صبري (وكيل الحقانية سابقاً) بوظيفة النائب العمومي:
لم ينلها سواك من اهل مصر
…
والمعالي بالخاطب الكفء تدوي
طمحت أنفس إليها فصانت
…
حسنها عنهمو صيانة بكر
رادوها عن نفس فاستخفت
…
بنهاهم وقابلتهم بهجر
وابتغت كفأها فكنت رضاها
…
فهي شمس جرت إلى مستقر
ومنها:
أمض فينا القانون لا فرق فيه
…
بين زيد من الرعايا وعمرو
وانصر الحق ما استطعت وأصلح
…
أمره إن نصره خير نصر
لا تكن ليناً فترمى بضعف
…
لا ولا جافياً فترمى بكسر
بين هذا وذاك نهج حميدٌ
…
آمن من يجوزه كل شر
حنفي ناصف
وصف القلم
(بعثها الشاعر إلى صديق أهدى إليه قلماً محبراً)
أهديتني قلماً كي أنشئ الكلما
…
فبات شكرك عندي واجباً لزما
لا غرو أن يهدي الأقلام ذو أدب
…
من معشرٍ عشقوا القرطاس والقلما
* * *
أحسن به أهيفاً لدن القوام متى
…
يسر على الطرس يجعل رأسه قدما
يفتر حين يرى بيض الصحائف عن
…
ثغر لطيف إخال الحبر فيه لمى
كأن من سود أحداق الحسان له
…
لوناً لذلك غير السحر ما رقما
كأن (ريشته) الصفراء قد طليت
…
بذوب شمس فباتت تكشف الظلما
يكاد يغني عن التفكير صاحبه
…
فيرقم الشعر جزل اللفظ منسجما
يكاد يبتكر المعنى البديع له
…
إن شاء منتثراً أو شاء منتظما
وقت السلام يسيل الماء منه لمن
…
يصدى ويرعف في وقت الخصام دما
وتارةً تجتلى الأنوار منه إذا
…
جد الحوار وطوراً يقذف الحمما
وليس ينضب منه الحبر فهم كمن
…
أهداه يأنف ألا يألف الكرما
يهوى الطروس فلم يبرح يدغدغها
…
حباً فتلثم منه جبهة وفما
وحين يبكي تراها وهي ضاحكة
…
مثل الرياض إذا دمع السحاب همى
* * *
نعم الهدية جاءتني مخبرة
…
إن الهدايا (بمعناها) غلت قيما
فاقبل ثنائي منظوماً على عجل
…
إن الأمين إذا حق الثنا نظما
أمين ناصر الدين