الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلبي مفعم غماً وآلاماً مبرحة. ونفسي تميل اليوم كثيراً إلى الدير. ولكنني كلما ثبت إلى نفسي رأيت الدير أشبه بمقبرة تزج فيها الفتاة نفسها وتقضي على البقية الباقية لها من الآمال في هذه الحياة. يقولون إن الدير أول محطة على الطريق إلى السماء. ولكن فاتهم أنه أيضاً مقبرة للأحياء تدفن فيها المرأة ما أبقى من حشاشتها الغرام. . .
رشيد بك نخلة
السماء التي أظلت صاحب هذا الرسم أظلت غير واحد من أهل البيان. هي ألهمت هؤلاء وهي أوحت إليه. وكما متعت رشيداً بجمالها
وتصبت قلبه بآياتها. أنزلت تلك الآيات على قلوب كثيرين، وابتذلت أمامهم جمالها الفتان.
تلك السماء الصافية الأديم جوّادة تعطي، وكريمة لا تمنع، فالشاعر القدير من استفاد من عطائها، وأثرى بهباتها، واستنزل إلهامها، واستجلى بديعها، واقتبس من سحرها، واسترق من أسرارها. وعلى قدر هذه المواهب تكون مسؤولية الشاعر أمام نفسه، وأمام السماء التي أوحت إليه. لهذا أرى أن يسأل الأديب اللبناني عن كثير، ويطالب بمقدار وافر:
* * *
أمامي هذا الرسم ولي بصاحبه صلة مودة قديمة. إن رشيد بك نخلة معروف في لبنان لا يجهله مواطنوه. قد لا يعرفه بعضهم سياسياً حاذقاً ولكن جميعهم يعرفونه شاعراً مجيداً، وكاتباً بارعاً حلو الحديث أديب اللسان!.
ولد في الباروك إحدى قرى لبنان وحيداً لأبوين كريمين فنشأ كريم الأصل شريف التربية. لم يعرف المدرسة قط قبل أن كان يافعاً فلما أقام فيها بعض السنة ملّها وملته. ليس في فطرته ميل إلى التقيد ولا في خلقه غير حب الانفلات والحرية. كان في حداثته يقول الشعر العامي اللبناني ومنه تدرّج بفضل السليقة إلى الشعر الفصيح. أما قواعد العربية فاقتبسها من مطالعاته لدواوين الشعراء وكتب الأدباء فبات ينطبق عليه قول بعضهم.