الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 15
- بتاريخ: 1 - 6 - 1911
الزهور في عهدها الجديد
في غرة مارس من السنة الفائتة، صدر العدد الأول من مجلة الزهور متوجاً بأسماء أعلام الشعراء ومشاهير الكتاب، الذين وافقوا على الفكرة الباعثة إلى إنشاء هذه المجلة، وهي إيجاد صلة تعارف بني حملة ألوية الأدب في عموم أقطار العرب. وقد شاؤوا جعل الزهور لسان حالهم للتراسل فيما بينهم، واتخاذها مجالاً للمباراة في نشر نفثات أقلامهم وبنات أفكارهم. ألقيت هذه البذرة في عالم الأدب فنمت وأزهرت وأثمرت ومر على المجلة سنة وبعض السنة وهي سائرة على الخطة التي اختطها لها هؤلاء الأدباء. فكانت جنة غناء وروضة فيحاء تغني على أفنانها بلابل النظم وسواجع النثر، فأطربت الأسماع، ولذت الأفهام بما جمعته من عرائس الأفكار ومبتكرات الأقلام. وقد لقيت من الرصفاء الكرام أصحاب الجرائد والمجلات تنشيطاً كبيراً. فما صدر منها جزء إلا قوبل بأحسن كلمات التقريظ والثناء بل كثيراً ما فسحت تلك الصحف مجالاً بين صفحاتها لنقل ما كان ينشره امراء البيان في الزهور من شائق الكتابات. وقد يضيق الجزء والجزءان من هذه المجلة عن إيراد ما خطته صحف مصر وسورية وأمريكا والعراق والمغرب بهذا الشأن. فكانت شهرة محرري الزهور وإعلان الصحف عنها وتحبيذ خطتها مدعاة إلى انتشارها
وبعد صيتها في كل الأقطار. وقد جاء ما نشرته المجلة من رسوم ومشاهير الكتاب - أسوة بأمها المجلات الأوروبية - مشوقاً كبيراً إلى زيادة الإقبال عليها.
هذا ما أدركته المجلة في عهدها الأول.
* * *
ولما كانت الفكرة الداعية كما تقدم إلى إنشاء هذه المجلة متشعبة الفروع تقتضي القيام بأعمال جمة لتحقيق هذه الأمنية العزيزة، رأى صاحب الامتياز أن يحول الزهور إلى شركة تديرها وتقوم بجميع مقتضياتها من أقلام إدارة وتحرير ومكاتبات، واستيعاب أبواب المجلة الكثيرة، والبحث عما طوته الأيام من آثار الكتّاب النفيسة إلى غير ذلك من لوازم المجلات الكبرى فتم تأليف الشركة بعنوان
الجميل وتقي الدين وشركاؤهما
وهكذا أصبح بالإمكان أن نعد القراء والمشتركين الذين وضعوا يدهم بيدنا منذ أول ساعة
بإجراء تحسينات كثيرة في أبواب المجلة المعروفة، من مقالات وقصائد، وتعريف أهم آثار الغربيين، ونشر أحسن مختارات العرب، وفتح أبواب جديدة للأخبار العلمية والأدبية وتراجم الكتاب وغير ذلك مما يجعل المجلة جامعة كما يريدها القراء، كل هذا مع الاحتفاظ بخطتها الأدبية الصرفة البعيدة عن كل المنازع السياسية والمذهبية. ولذلك فنحن على يقين من حفظ ثقة المشتركين والقراء العديدين مع اكتساب ثقة غيرهم، وإنا سنعمل في كل الأحوال على إرضاء من أصبحت نفسهم تتوق إلى نشرة أدبية تطلعهم على مجرى الحركة الفكرية وليسوا بالنفر القليل.
تحرير الزهور
إن محرري الزهور في عهدها الأول - وهم خيرة الكتاب والشعراء الذين نفحوا هذه المجلة بالزهرات الطيبة الجميلة، فكان منها في كل شهر باقة، وكان من
مجموعها في الاثني عشر شهراً روضة زاهرة متضوعة الأريج - هؤلاء الكتاب والشعراء الذين أحبهم القراء وولعوا ببنات أفكارهم سيظلون على عهدهم الأول ينشرون في الزهور كل جيد نفيس وكل طيب رائق. على أننا - ونحن لا نريد إلا التحسين المتواصل - قد فاوضنا جمهوراً آخر من أدبائنا لمشاركتنا أيضاً في تحرير الزهور حتى تتحقق الآمال الموضوعة منذ البداية أساساً لحياة هذه النشرة، فتتم بذلك كله الصفة المميزة لها في عالم الأدب. وقد دفعنا طمعنا بالتحسين ورغبتنا في طرق كل جديد إلى إشراك كبار المستشرقين أنفسهم وقادة الأفكار الأجانب في تحرير هذه المجلة. فكتبنا إلى فريق منهم نستكتبهم مقالات خصوصية عن الحركة الفكرية في بلادهم لنعربها خصيصاً لقرائنا. ولنا بالقراء وطيد الأمل بأنهم سيكونون عوناً لنا في تحقيق هذه الأماني جميعها، فلا يبخلون علينا بكل وسائل التنشيط والتشجيع، ورجاؤنا إليهم أن يعتقد كل فرد منهم أن الزهور إنما هي منه وله.
أما إدارة المجلة الداخلية فسيتولاها أحدنا أمين تقي الدين فالرجاء من وكلاء الزهور ومشتركيها أن يعتمدوا توقيعه في كل ما يتعلق بشؤون المجلة
الجميل وتقي الدين وشركاؤهما
السنة الأولى للزهور
في الإدارة مجموعة الزهور مجلدة تجليداً متقناً وثمنها خمسون غرشاً صاغاً ويضاف إليها
أجرة البريد للخارج.