الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيونهم التي لا يقف أمامها حاجز تتعود النظر إلى بعيد بخلاف سكان المدن.
* أقدم شجرة في العالم شجرة اكتشفت في المكسيك يقدر علماء النبات عمرها بستة آلاف سنة وتبلغ دائرة قطرها 35 متراً.
* تبني إحدى الشركات الأمريكية الآن في نيويورك بنايةً يبلغ علوها 600 قدم وهي مؤلفة من 50 طابقاً وليس فيها شيء من الخشب. وسيستعمل لإنارتها 15 ألف قنديل وفيها 16 مرقاة (اسنسور).
أزهار وأشواك
شم النسيم
كان يوم العيد وكان بعده يوم شم النسيم، احتفلت به مصر كبيرها وصغيرها، وغنيها وفقيرها، ساد السرور، وعم الابتهاج والحبور. جميلة الأعياد التي تشترك فيها أمة بأسرها، وخصوصاً متى كانت هذه الأمة - كأكثر أمم الشرق - مؤلفة من عناصر مختلفة، وإذا كان لا شيء يقرّب القلوب مثل الاشتراك في الأحزان فكذلك قل عن الاشتراك في الأفراح. فالعاطفة المتبادلة المشتركة مدعاة إلى التآلف والتسالم. كل ذلك تجلى بأجمل مظاهره في العاصمة وضواحيها - وفي سائر مدن القطر بالطبع - حيث كانت المسرة رائد الجميع والغبطة مرفرفة على كل الرؤوس، ولسان القوم ينشد مع صديقي الشاعر المصري:
العمر يومٌ للسرو
…
ر وألف يومٍ للهموم
فدع النواح وهاتها
…
صفراء بيضاء الأديم
راحٌ وريحانٌ ورو
…
ضٌ زانه عودٌ وريم
وجرت على أوتاره
…
أطرافه جري النسيم
فمغردٌ ومرددٌ
…
هذا يدل وذا يهيم
ومصفقون مقاطعو
…
ن ومستعيدٌ مستديم
أما في بيروت فقد غنى الرصاص بين القوم، وأبرقت الخناجر، وسالت الدماء، فما اغرب ما يفهمون من الحرية والمساواة والإخاء. . . .!
القبلة
تلك الحركة اللطيفة التي تغنى بها الشعراء قديماً وحديثاً، تلك الإشارة البليغة إلى ما تكنّه - أو لا تكنه - الضمائر أصبحت الآن في خطر عظيم. والقتال شديد حولها بين جماعة الأطباء وأهل الشعر والشعور: الأولون مهاجمون يريدون استئصالها من العادات والآخرون مدافعون يريدون الذود عنها. قرأت أن أطباء المجلس الصحي في ولاية إنديانا الأمريكية وزعوا منشوراً جاء فيه: بأمر من مجلس الصحة العمومية نحظّر التقبيل ولاسيما التقبيل في الفم فأصبحت القبلة الآن - على ما يقال - تختلس اختلاساً في تلك الولاية بعد أن كانت مباحة. على أن فريقاً من الشبان اجتمعوا وعلقوا على منشور المجلس الصحي
الملاحظة الآتية نحن لا تقبل فم أحد ولكننا لا نملك النفس عن تقبيل نرجس العيون وورد الخدود، فالقبلة ممنوعة في ولايتنا ولكنها مباحة في صفحة الوجه الصبوح. كن ما شئت إلا عضواً في مجلس الصحة. . . .
فما رأي قرائي وقارئاتي هل هم ينتصرون للأطباء للقضاء على القبلة، أم هم يقفون في جنب الحزب الثاني ويدافعون عنها. . .؟
هم وهن.
الله ما أشد الحرب التي أصلت نارها كاتبات الزهور الأديبات حول مسألة المرأة! هذه الحرب قديمة العهد - منذ آدم وحواء - ولكن أديباتنا قد جلن فيها جولات مشهودة على صفحات هذه المجلة. أنا اليوم لست كامل العدة لأنزل إلى الميدان، بل أقف بعيداً عن هذه المعمعة. وليسمح لي المتخاصمون أن أقص عليهم حادثتين من قبيل الرواية فقط:
الأولى: حاصر كونراد الثالث إمبراطور ألمانيا مدينة وينسبرج فلم يتمكن من فتحها وإخضاع سكانها إلا بعد حصار طويل، ولذلك أحب الانتقام وأباح لعسكره السلب والنهب لكنه شفق على النساء فأذن لهن بالخروج من المدينة سالماتٍ وبأخذ أثمن ما لديهن. وما أعظم ما كانت دهشته عندما رأى كل امرأة قد حملت زوجها على ظهرها. فسأل عن معنى ذلك فأجبن بصوتٍ واحد ألم تسمح لنا بأخذ أثمن ما لدينا؟ وهل أثمن من رجالنا؟ فأعجب الإمبراطور بسمو عواطفهن وعفا عن المدينة.
القصة الثانية: اشتدت العاصفة على إحدى السفن وهاجت عليها الأمواج وماجت حتى كادت تغرقها ومن عليها، فأمر القبطان أن يطرح إلى البحر كل ما هو ثقيل يستغنى عنه، فعمد أحد الركاب إلى امرأته وطرحها في لجج المياه قائلاً: هذا أثقل شيء لدي.
- حاصد