الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 20
- بتاريخ: 1 - 1 - 1912
حول السنة الجديدة
في أول الشهر الجاري ابتدأت السنة الثانية عشرة بعد التسعمئة والألف للميلاد، وقبل ذلك التاريخ بتسعة أيام كان مطلع السنة الثلاثين بعد الثلاثمئة والألف للهجرة: مرحلة جديدة من مراحل أيامنا تأهبنا لاجتيازها، وحلقة جديدة من حلقات العمر هممنا بإضافتها إلى سلسلة الحياة. فإذا كانت توافق السنة العشرين أو الأربعين أو الستين من عمرنا فهي توافق سنة 7111 للخليفة أو 5972 للحساب الإسرائيلي و3927 لإبراهيم الخليل و2665 لتأسيس رومة و1628 للحساب القبطي.
وللسنة حسابات مختلفة ذكرناها في مثل هذا العدد من العام الماضي (ص 466) على أنها في كل هذه الحسابات مقسومة إلى اثني عشر شهراً: وأسماء الأشهر تختلف باختلاف الحساب: فهي في الحسابين الغربي والشرقي: يناير (كانون الثاني)، وفبراير (شباط)، ومارس (آذار)، وأبريل (نيسان)، ومايو (أيار)، ويونيو (حزيران)، ويوليو (تموز)،
وأغسطس (آب)، وسبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول)، ونوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول).
وفي السنة الهجرية: محرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة.
وفي السنة القبطية: توت، وبابه، وهاتور، وكيهك، وطوبه، وامشيرن وبرمهات، وبردوده، وبشنس، وبونه، وابيب، ومسري، والنسي.
وفي السنة الإسرائيلية: تشري، وحشوان، وكسليفن وطيبت، وشباط، وآذار، ونيسان، وأيار، وسبوان، وتموز، وآب وأيلول.
ومدات الأشهر تتراوح في كل الحسابات بين 29 و31 يوماً.
ولما كنا في مطلع العام الماضي قد ذكرنا كل ما تجدر معرفته عن السنة وحساباتها وتقسيماتها فلم نر حاجة إلى إعادة ذلك، بل اكتفينا في مناسبة العام الجديد بذكر شيء عن اليوم النجمي واليوم الشمس لأنه قاعدة الحساب السنوي وقد اعتمدنا فيما يأتي على تقويم البشير المعروف بدقته وضبطه:
للنجوم الثابتة في الرقيع حركة ظاهرة منتظمة لا تخفى على المراقب. فإذا رصدت نجماً من النجوم يمر في وقت معين على هاجرة مدينة ما وأعدت المراقبة في الليلة التالية وفي
الثالثة إلخ ترى أن النجم الذي راقبته يعود إلى الهاجرة في الوقت نفسه في مدات متساوية تماماً. فتلك المدات
هي عبارة عن دوران الأرض على محورها دورات تامة. فمدة رجوع النجم إلى الهاجرة يسميها الفلكيون اليوم لتنجمي وهو غاية في الدقة والضبط حتى أنه لا يختلف يوم نجمي عن آخر ولا جزءً واحداً من مائة جزء من الثانية بعد مرور ألفي سنة.
ومع ذلك لم يتخذ الناس اليوم النجمي قاعدة لحسابهم لصعوبة مراقبة النجوم فيرجعون في أشغالهم إلى حساب اليوم الشمسي لسهولة مراقبته ومعرفته.
واليوم الشمسي هو أطول من اليوم النجمي. لأنك إذا رصدت الشمس تأكدت أنها لا تعود إلى الهاجرة في نفس المدة التي يعود النجم إليها بل تتأخر قليلاً. لأن الأرض في مدة دورانها على محورها تنتقل كل يوم قليلاً في فلكها حول الشمس فبعد أن تدور دورة واحدة على محورها كل يوم يبقى عليها أن تدور مقدار ما تقدمت في فلكها حتى تلحق الشمس الهاجرة ويقتضي ذلك أربع دقائق. فيكون اليوم الشمس أطول من النجمي بنحو أربع دقائق.
ثم أنه ليس لليوم الشمسي طول مقرر ثابت. فالأيام الشمسية غير متساوية فتكون أحياناً أقصر وأحياناً أطول، أي أن زمن دوران الأرض من ظهر إلى ظهر أو من غياب إلى غياب يتغير فيكون أحياناً أكثر من 24 ساعة وأحياناً أقل. وأطول ما يكون اليوم الشمسي نحو 23 كانون الأول (ديسمبر) وأقصر ما يكون نحو 16 أيلول (سبتمبر). وسبب هذا الاختلاف هو أن الأرض تسير حول الشمس بسرعة غير متساوية وفي
فلك إهليلجي أي في دائرة البروج المائلة على دائرة الاعتدال. فهذان الأمران يسببان اختلافاً في طول اليوم الشمسي.
فلاستدراك الخلل الناتج عن اختلاف طول اليوم الشمسي افترض العلماء شمساً وهمية تسير بسرعة متساوية في خط الاعتدال بينما الشمس الحقيقي تسير (بحركتها الظاهرة) في دائرة البروج المائلة على خط الاعتدال وبسرعة غير متساوية. ويسمون يوماً شمسياً أوسط مدة دوران الشمس الوهمية من الهاجرة إلى أن ترجع إليها فعندما تمر الشمس الحقيقية على خط الهاجرة يكون الظهر الحقيقي. فليس اليوم الشمسي المتوسط إلا معدل الأيام الشمسية في مدار السنة. والفرق بين الظهر الحقيقي والظهر المتوسط يسمونه مساواة أو معادلة
الوقت لمعرفة الظهر الأوسط. وتكون المعادلة ناقصة إذا مرت الشمس الحقيقية على الهاجرة قبل الشمس الوهمية وتكون المعادلة زائدة إذا مرت بعدها. ويتفق الظهر الحقيقي والأوسط أربع مرات في السنة نحو 15 نيسان (أبريل) و15 حزيران (يونيو) وأول أيلول (سبتمبر) و25 كانون الأول (ديسمبر). والظهر الأوسط يسبق الظهر الحقيقي من 24 كانون الأول إلى 15 نيسان ومن 14 حزيران إلى أول أيلول. أما في سائر أوقات السنة فالظهر الوسط يتأخر عن الظهر الحقيقي. وقد يبلغ الفرق بين الظهر الأوسط والظهر الحقيقي نحو ربع ساعة لكنه لا يبلغ أبداً 17 دقيقة ويكون معظم الفرق نحو اليوم الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) والثاني عشر من شباط (فبراير).