الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتويج ملك الإنكليز
جرت حفلة تتويج جورج الخامس ملكاً على إنكلترا وإمبراطوراً على الهند في دير وستنمنستر حيث يُمسح ملوك بريطانيا العظمى كما كان ملوك فرنسا - في عهد الملكية فيها - يُمسحون في ريمس. والإنكليزي معروفون بشدة تمسكهم بتقاليدهم القديمة لاسيما في حفلاتهم الرسمية وما يتعلق بحكومتهم وحكامهم. فيوم التتويج يوم مشهود عندهم يبتدئ عند الصباح إذ يقبل الملك والملكة على الدير المذكور ويدخلان الكنيسة باحتفال عظيم ويجلس الملك على الكرسي الملكي القائم على منصة منصوبة في صحن الكنيسة. ويبتدئ التتويج بالاعتراف أي بتقديم خضوع الأعيان وبإعلان الشعب رضاه بالملك واستعداده لطاعته وخدمته. ثم يسأل رئيس أساقفة كانتربري الملك هل هو عاقد النية على أن يجري العدل والرحمة وأن يحكم طبق دستور البلاد وشرائعها فينهض الملك ويقسم على الكتاب المقدس أنه لفاعل.
ثم يسير إلى عرش إدوارد الأول المنصوب بين المذبح والمنصة
ووراءه اللوردات حاملين السيوف. فيقف حوله أربعة من الأشراف وقد امسكوا ببساط مذهب فوق رأسه. ويكون على المذبح إلى جانب الحلى الملكية التي أحضرها اللوردات كوز ذهبي بشكل نسر باسط جناحيه وهو مملوء زيتاً. فيتقدم رئيس الأساقفة ويمسح بالزيت رأس الملك وجبهته وصدره ويديه، ويلبسه الحلة الملكية، ثم يأخذ السر تشريفاتي المهمازين ويركع أمام الملك ويمس بهما عقبيه. وبعد ذلك يجيء حامل سيف المملكة ويقدمه إلى السر تشريفاتي الذي يدفعه إلى رئيس الأساقفة وهذا يصلي عليه ثم يمنطق الملك بالسيف ويقول رئيس الأساقفة: بهذا السيف أجر عداً واقطع دابر الظلم، واحم كنيسة الله وساعد اليتامى والأرامل ورد الأشياء البالية وحافظ على الأشياء المردودة وأصلح كل خطأ وثبت كل صلاح. . . . فينهض الملك وينزع السيف ويضعه مسلولاً على المذبح ثم يعود إلى عرش إدوارد الأول حيث يقدم له رئيس الأساقفة الكرة الملكية، ويضع في بنصره خاتم الملك ويقدم له القفاز فيلبسه ويدفع له الصولجان قائلاً: اقبل الصولجان الملكي علامةً للقوة الملكية والعدل ويقدم له صولجاناً آخر عليه تمثال حمامة ويقول: تقلد عصا العدل والسلام ثم يأخذ رئيس الأساقفة التاج ويقول: اللهم يا تاج الأمناء، بارك وقدس عبدك هذا جورج مليكنا، وكما أنك كللت رأسه اليوم بتاج من الذهب النقي فاملأ قلبه بنعمة من عندك وكلل هامته بجميع الفضائل
السامية.
وبعد الصلاة يضع التاج على رأس الملك بكل احترام فينادي
الشعب بصوت واحد اللهم احفظ الملك ثم يضع الأشراف تيجانهم.
الصغيرة على رؤوسهم وتضرب الطبول وتنفخ الأبواق فتطلق المدافع من برج لندرا.
ثم تقدم التوراة للملك وعند ذلك يحمله رؤساء الأساقفة والأساقفة ويضعونه على عرشه ويخضعون له ثم يقوم رئيس الأساقفة ويقبله في خده.
ثم ينزع البرنس أوف وايلس تاجه عن رأسه ويركع عند قدمي الملك ويركع سائر الأمراء في اماكنهم بعد أن ينزعوا تيجانهم أيضاً ويلفظون يمين الطاعة فيقول البرنس أوف وايلس صورة العد وهم يرددونها بعده جملة فجملة.
ويتم مسح الملكة وتتويجها على نسق ما تقدم.
هذا ما جرى في حفلة تتويج الملك جورج الخامس في 22 من الشهر الفائت، وقد طالع القراء في الصحف اليومية ما جرى من الحفلات الشائقة في بلاد الإنكليز ومستعمراتهم الواسعة احتفالاً بتتويج مليكهم.
وفي الشهر الذي يلي التتويج يعين الملك كبير بنيه برنساً لواليس أو ولياً للعهد وهو البرنس إدوارد الذي بلغ السابعة عشرة من عمره.
أما الملك جورج فهو خامس ملوك إنكلترا بهذا الاسم رقي العرش البريطاني في 6 مايو من السنة الماضية، وكان مولده في 3 يونيو سنة 1865 وهو ابن الملك إدوارد السابع والملكة ألكسندرة كبرى بنات كريستيان السابع ملك الدانمارك. وهو منذ نعومة أظفاره كثير الميل إلى البحرية وقد انخرط في سلكها وتدرج في رتبها حتى بلغ رتبة أميرال. ولما توفي أخوه الأكبر البرس ده كلارنس أصبح هو ولي العهد سنة 1891.
وفي 6 يوليو سنة 1893 تزوج بالأميرة فكتوريا ماري كبرى أولاد الدوق أوف تك وهو يكبرها بسنتين. وقد أطلقوا عليها منذ صغرها اسم
ماي وهي مشهورة بصلاحها وحبها للخير. وقد زارت مع زوجها أيام كان ولياً للعهد المستعمرات الإنكليزية. ثم قاما بزيارتهما الكبرى للهند
سنة 1906 فدرسا أخلاق الشعوب العديدة الخاضعة لدولة الإنكليز.